DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تصافينا

تصافينا

تصافينا
تصافينا
أخبار متعلقة
 
لا يمكن أن تصلح الحياة بدون لحظة «التصافي» مع الذات، والتصالح معها، حتى لو تعقدت المشاكل، يبقى البحث عن حل أو مخرج مطلباً بشرياً لتحقيق هذا التصالح. نحن في (اليوم) من خلال هذه الصفحة، نحاول أن نقدم خدمة جديدة، منطقية ومعقولة وليست مرتجلة أو عشوائية، نشارككم همومكم الاجتماعية أياً كانت، أسرية، نفسية،عائلية أو سلوكية، نستقبلها بكل صدر رحب، وبكل سرية ومراعاة للخصوصية الشخصية، وسيتولى عرضها والرد عليها الشيخ الدكتور غازي بن عبد العزيز الشمري، الباحث والمتخصص في شؤون الأسرة والمشرف العام على موقع «تصافينا» الأسري. تبحث عن الرومانسية  أنا امرأة متزوجة حديثا وكنت أسمع من بعض صديقاتي عن الحب والرومانسية فلما تزوجت ما وجدت هذا كله حتى شعرت بخيبة أمل أرجوك ساعدني ؟ ـ إذا أردتِ لزوجك أن يتغير وينطلق لسانه بالكلمات العذبة التي تتشوقين لسماعها منه، فعليك بممارسة هذا التغيير على نفسك أولاً، وأعطيه الفرصة ليتعرف على المشاعر التي تولدها لمسة عاطفية أو لحظة اهتمام, وضعي كلمات الحب في أذن زوجك، حتى يتعلم كيف ينطقها, واطبعي كلمات الحب أمام ناظريه، حتى يعرف متى يستخدمها، ودعيه يشعر بالألفة مع تعابيرك العاطفية. ولا تبخلي عليه بكلمات الإعجاب , وعليك أن تشجعيه بالابتسام والقبول الواضح لمحاولاته، ولا تتوقعي كل ما تتمنين ، ومع هذا لا تيأسي من محاولاتك واستمري. واحرصي على تجديد شبابك ومظهرك، حتى يراك كأجمل امرأة في العالم , و اهتمي بمظهرك وزينتك في بيتك لزوجك ، وتزيني له بكل ما تملكين من نفيس وغال لتكوني في أجمل حلة وأبهى زينة وأحسن شكل لتستنطقي قلبه قبل لسانه, وتستخرجي مكونه الدفين من حب وعبارات رقيقة.  تبحث عن المصروف  المصروف الذي يعطيه لي زوجي لا يفي بأبسط احتياجات البيت، وعندما أطلب منه المزيد يقول من أين؟ ـ إن على الزوج أن يتابع ويعرف الواقع، فالأشياء تتغير، والأسعار تتغير، والمتطلبات تتزايد، فكلما كبر الأبناء زادت مصروفاتهم، فيجب عليه أن يدرك ذلك الأمر حتى لا يؤدي إلى إثارة المشكلات، وحاولي أن تجلسي معه لتضعي أمامه خطتك لمصروف البيت، من مأكل ومشرب، وملابس للأولاد، وأشياء ضرورية للبيت والمطبخ واللوازم الأخرى كلها، ولا تكتفي بالطلب فقط، فيجب عليك أن تشركيه في همك في توزيع مصروف البيت على احتياجاتكم كلها، وإذا كان معك في السوق فاتركيه هو الذي يدفع الحساب ليعرف أن كل الصرف يكون في محله، فربما طريقة عرضك للطلبات تكون في وقت غير مناسب، فتحيني الأوقات التي يكون فيها رائقاً. * زوجي لا يبالي بكل ما يدور في البيت، من متابعة لدروس الأولاد، وعلاجهم والسؤال عنهم عند مرضهم. فهل من نصيحة لهؤلاء الأزواج؟ ـ بالطبع هذا أمر غريب، فبقدر ما للأم من مسؤولية تجاه الأولاد والبيت، فللوالد أيضاً دور يجب أن يقوم به. حاولي معه باللين والكلمة الحسنة، حاولي لفت نظره إلى نجاح الأولاد، وأحكي له عنهم، سواء أكان سلباً أم إيجاباً؛ واحذري أن تخرجي عن طور المرونة ، فليكن تأنيبك له رفيقاً حتى لا يزداد نفوراً. تخشى الزواج عليها  زوجتي سيئة الظن بي، فهي تظن أني سأتزوج عليها، وأحياناً يصل سوء ظنها إلى أني أنوي تطليقها، فكيف أكون فوق الشبهات؟ ـ إن أكثر أسباب سوء الظن هي أسباب شخصية تعكس حالة الشخص فيقارن كل فعل مع الذات, وقد يأتي سوء الظن من معاشرة الأصدقاء الذين يسيئون الظن أو من الأسرة المفككة حيث يعيش الشخص في بيئة اجتماعية تسود فيها هذه الصفة.‏ وأخطر الأسباب عندما يكون الشخص قد مر بتجربة سيئة ويحاول أن يقيس الأمور من خلال تجربته.. وإذا كانت من مرحلة الطفولة تعتبر حالة مرضية تستدعي العلاج الاجتماعي والنفسي.‏ وقد يكون سوء الظن متعمداً وناتجاً عن الغيرة, وهذا يحدث في أماكن العمل وبين الزملاء وأصدقاء الدراسة, حيث يضعون الاحتمالات السلبية للطريقة التي وصل بها أحد الزملاء ويشكون بالطريقة التي نجح بها هذا الشخص.‏ وقد يدخل شخص ليخرب علاقة سليمة بين شخصين عن طريق إثارة سوء الظن لدى أحدهما ضد الآخر.‏ إن انتشار سوء الظن يدمر الهدوء الروحي للمجتمع, فتنعدم الثقة بين أفراده, وسيئ الظن لا يستطيع العيش براحة واطمئنان مع الآخرين, لأنه يشعر دائماً بحالة دفاعية, وقد يشعر بعزلة اجتماعية نتيجة ابتعاد المحيطين عنه وممكن أن يخسر أعز أصدقائه, وشريكه أو شريكته في الحياة.‏ وأكثر الظنون خطورة هي التي تترجم إلى فعل وممارسة, حيث يصبح الآخرون دائماً في قفص الاتهام, ما يخلق مشكلات اجتماعية كبيرة (الطلاق, انحراف الأولاد, جريمة قتل إذا كان سوء الظن يتعلق بالشرف).‏ فأنصح بقضاء أطول وقت معها حتى ترى فيك أشياء أخرى يمكن أن تغير من نظرتها إليك. غياب الأب كارثة أسرية  هل غياب الأب عن البيت يشكل مشكلة اجتماعيه تؤدي إلى انحراف الأبناء؟ ـ إن الأسرة هي اللبنة الأولى التي يبنى عليها المجتمع وهي بحاجة إلى من يرعاها ويحميها من الانهيار بحاجة إلى من يقود أفرادها إلى الوجهة الصحيحة بحاجة إلى قائد إذا صلح حاله صلح حال الأسرة بأكملها وإن كان خلاف ذلك تشتت الأسرة وتاه أفرادها في دروب الضياع ومن ثم انهيارها، فإن وجود رب الأسرة أمر مهم وواجب فلا يستقيم حالها إلا به فالأبناء بحاجة إلى أب يحميهم ويسد حاجتهم المادية والمعنوية أب يحسسهم بمعنى الأبوة الحقة إذا احتاجوا إليه يجدونه بجانبهم يحل مشاكلهم يشجعهم للمضي نحو القمة دوماً أب يفخر بهم ويفخرون به كم هي رائعة تلك الأسرة التي تحظى باهتمام قائدها كم هو رائع هذا المنظر ((أب يضم أطفاله يحتويهم بالحب والحنان ((كم هو مؤسف حقاً لو غاب هذا الأب وغاب دوره في هذه الأسرة .. ستصبح بلا شك كسفينة تائهة في بحر الحياة بعد غياب قبطانها .. تتلاطم بها المشاكل من هنا وهناك .. تجد الحزن والانكسار في أعين أفرادها يتساءلون كيف ستكون حياتنا بعد غياب عائلنا؟ وإن حاولت الأم القيام بدور الأب والأخذ بزمام الأمور وتدارك هذه الأسرة التي أوشكت على الانهيار فإنها لن تستطيع أن تحل محل الأب والقيام بدوره كاملاً لا تستطيع أن تشبع عاطفة أبنائها وحاجتهم إلى الأب العطوف وإن استطاعت أن تسد حاجتهم المادية فلن تسد حاجتهم المعنوية حاجتهم للشعور بالسعادة . أقول لكل أب: قف أرجوك وعد إلى رشدك اتق الله في أسرتك اصبر على كل شيء من أجل أبنائك. أزيلوا الجليد العائلي  قالوا لي تغاضي عن المشكلات الصغيرة بينك وبين زوجك، وأنا أخاف أن تتطور هذه المشاكل الصغيرة، فهل أنا على صواب؟ ـ إن أي منزل لا يمكن أن يخلو من المشكلات اليومية أو العابرة وهذا أمر طبيعي جداً، ولكن الأجمل ألا تدفع هذه المشكلات الزوجين لأن يجعلاها مشكلات مستوطنة، والأمر الطبيعي أن يكونا متفقين على الأقل في ما يخص الخطوط العريضة التي تحمي الأسرة ولا يتجاوزانها، أما المشكلات العابرة فيجب أن يحاولا إنهاءها في وقتها حتى لا تكون بيئة خصبة لنمو مشكلات أكبر منها. وتعلق الخطاب على أسباب نشوء الاتهامات المتبادلة على أنه ناتج عن غياب الدفء والحميمية في العلاقة بين الزوجين، ما يدفع أحدهما إلى البحث عن هذه الحاجة عند الآخرين وفي الغالب أن الأمور المفقودة هي أمور معنوية ومتعلقة بالاحتياج النفسي أكثر ما هي مرتبطة بالحاجات المادية، لذا تكثر الاتهامات التي نسمعها بشكل متكرر من الأزواج، فهذه تشتكي من أنه أناني ويبحث عن منفعته الذاتية، وتلك تشتكي من أن زوجها يعاني مراهقة متأخرة، والزوج يتساءل لماذا أهميته في الأسرة تتمحور في أنه أصبح صرافاً آلياً فقط؟ وآخر يشير إلى أن زوجته تهتم بأطفاله وتنساه. إن معالجة هذه الإشكالات تستوجب الرغبة الحقيقية في استعادة العلاقة المفقودة بأن يكون هناك حوار مفتوح بين الزوجين حول ما يتعلق بالسلبيات التي طرأت على حياتهما. ومن الجميل أن يزيلا الجليد المتراكم على علاقتهما بالبدء في ابتكار أمور جديدة في حياتهما كنوع من التغيير وذلك بقضاء إجازة مشتركة أو تغيير نمط الحياة اليومي، وأن يقوما بعمل مشترك معا مثل ممارسة رياضة معينة وأن تكون هناك محاولات حقيقية بقدر الإمكان للبحث عن مكامن الخلل في كل منهما، لأن الخيانة أو البدء في علاقة أخرى إنما هي حل المشكلة بمشكلة أخرى. هذه خصوصيتي  أنا أعاني من زوج صامت جاف ما الحلول الناجعة لإخراج زوجي من صمته؟ ـ الصمت بين الزوجين.. البعض يراه مشكلة تولد مشكلات وهواجس، وتزيد الشكوك بين الطرفين، والبعض الآخر يراه ضرورة في بعض الأحيان وفرصة للتأمل والتفكير، لكن لا يتحول إلى ظاهرة، فهناك مساحة بين الزوجين اللذين يعيشان تحت سقف واحد، ويتشاطران حلو الحياة ومرها للحوار والكلام في كل شيء وأخرى للتأمل والتفكير.. فهل من حق الزوج أو الزوجة أن يتمتع بقسط من الصمت في البيت؟ أم أن الصمت تحول إلى ظاهرة اجتماعية في ظل تنازع التلفاز والفضائيات التي تسحر كل طرف وتشده في اتجاهها، والجوالات والهواتف الثابتة، التي أخذت الزوج أو الزوجة، تسببت في الكثير من المشكلات، فهل من حق أحدهما أن يصمت تحت شعار «هذه خصوصيتي»؟! والأسباب التي تدفع الزوج إلى الصمت منها كون الزوجة مفرطة الحساسية؛ وبالتالي قد تفسر كل كلمة من زوجها على أنها لون من النقد، ومع مرور الوقت يجد الزوج أن الصمت أمام زوجته أجدى من الاعتذار كل مرة، وإذا تكرر مثل هذا الموقف فإن الزوج الذي يكون ذا روح مرحة يبحث عمن يبادله المزاح سواء من الأصدقاء أو الأقرباء، وهذا ما يخلق مشكلة تفضيل الصمت في بيته وتخيله أنه الحل الأسلم له. أو التباين الكبير بين الزوجين في الاهتمامات، فقد تكون بعض اهتمامات الزوج «ساذجة» في نظر الزوجة التي تنتقد كل كلامه وهمومه مما يجعله يفضل الصمت معها، وقد يكون الصمت أيضا طبعا للزوج، اعتاد عليه ـ منذ الصغر ـ بسبب ظروف بيئته أو ظروفه الأسرية، فعلى المرأة أن تتفهم طبيعة زوجها وتعرف أن اختلاف طبائع الزوجين تلعب دورا مهما في نشوء الصمت بينهما، وحذر المقبل المرأة الذكية من تسريب أخبار أهل زوجها أو أصدقائه التي يقولها لها. في هذه الحالة ينبغي على المرأة استخدام ابسط طرق الحديث أو التواصل مع الزوج بحيث تختار الوقت المناسب والأسلوب المناسب لفتح أي موضوع معه. كما أن الزوج أحيانا يتحدث لكنه يحس أن زوجته تبدو غير مبالية بحديثه، وهي تنشغل بمشكلات الأطفال من حولها.. وهذه نقطة يجهلها الكثير في الاختلاف بين الرجل والمرأة، فالرجل يحتاج لكي يتابع الكلام إلى تفرغ ـ حين يتكلم ـ والاهتمام وأيضا المتابعة، بينما المرأة تستطيع أن تعمل أكثر من شيء في وقت واحد، وحباها به الله لتحمل التربية والأطفال. وحذار أن تكون حياة الزوج مع زوجته روتينية، لأنه يضطر أن يلوذ بالصمت تعبيرا عن النقد؛ خصوصا إذا سبق أن صرح به ولم يجد استجابة، أو إذا جرب ولاقى ردة فعل عنيفة من قبلها! والحقيقة أن الصمت يقتل المرأة إذ تراه تعبيرا عن الاستغناء عنها من جهة، واتهاما لها بكونها ليست على مستوى الحديث والمفاهمة. ولذا يكون وقع الصمت عليها أشد. ومن جهة أخرى فان للصمت أثره السلبي على الأطفال الذي ينتقل إليهم بطريق غير مباشر، فالطفل الذي ينشأ في أسرة يغيب فيها التواصل الكلامي، ينشأ انطوائيا يصعب عليه إقامة العلاقات مع الآخرين، وفي اقل الحالات يكون ضعيفا في التعبير الجيد عن نفسه. فلابد من المجابهة والدراسة المستفيضة لجوانب المشكلة لتحديد من أين نبدأ العلاج والحل. زوجتي مزاجية زوجتي مزاجية، فيوم راضية ويوم غاضبة، فأنا محتار في كيفية التعامل معها؟ ـ الملاحظ أن الرجل المتزوج يحاول إرضاء زوجته رغم علمه بأنها لن ترضى أبدا عنه. وحتى إذا رضيت لحظة فإنها تسخط لحظات. إن الرجل مطلوب منه شرعا أن يحسن إلى زوجته ويرضيها, لكن ليس مطلوبا منه أن يبتغي مرضاتها في كل الأحوال. والحد الفاصل بينهما هو أن ابتغاء الرجل مرضاة المرأة هو عمل الرجل بغير قناعته عملا تحمله عليه زوجته مُكرَها , وهذا تنازل من الرجل عن القوامة التي جعلها الله له لا لزوجته .أما الصورة المقابلة أي إرضاء الرجل لزوجته الذي هو من تمام إحسانه إليها فهو الاقتناع بصحة رأيها ووجاهته وتنفيذه بناء على هذه القناعة . ولعل هذا يشكل جزءا من المعاني التي تُفهم من قول الله : (يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لكَ, تبتغي مرضاة أزواجك). ثم إن ابتغاءَ مرضاة الرجل لزوجته مظهرٌ من مظاهر ضعف الرجل مع المرأة, الذي لا تحبه امرأة لزوجها في أعماق نفسها حتى ولو ادعت غير ذلك. وهل الرجل الذي قال لإخوته ولأبويه يوما ما :»من ترضى عنه زوجتي أرضى عنه أنا , ومن تسخط عنه زوجتي أسخط عنه أنا «رجل بالفعل ؟! إنه ليس رجلا ولا يشبه الرجالَ لا من قريب ولا من بعيد, حتى ولو ادعى أنه أعظم الرجال. إنه مخلوق مشوه تحتقره زوجتُه ويحتقره أهلُه ويحتقره الناس أجمعين. ونفس الشيء يُقال عن الرجل الذي يأخذ مصروفه من زوجته مع أنه هو العامِل خارج البيت وهي المستقرة في بيتها, وحتى ولو أراد أن يشرب قهوة خارج البيت فإنه لن يتمكن من ذلك إلا إذا تفضلت عليه زوجته وتكرمت عليه (!) وأعطته تكلفةَ القهوة !!!.نسأل الله أن يُعافينا. فيجب علينا مراعاة الحدود الفاصلة بين تحقيق رغبات الزوجة كلها ومجاراتها عند غضبها، وبين القوامة التي يتكفل بها الزوج تجاه زوجته وأسرته، فهذه الحالة ستزول إذا ارتاح بال الزوجة وزال عنها كل القلق، فربما هي قلقة تجاه أطفالها، وربما لديها مشكلة خاصة بها، فكن بقربها وتعرف إلى ما هي فيه، وستعود إليك إن شاء الله مشرقة ومتفائلة. احذروا قصة جريج  والدة زوجي تزورنا كثيراً وتتصل بنا كثيراً، بصراحة إني متضايقة من هذا الأمر، فما العمل؟ ـ الأم تشتاق إلى ولدها (أو ابنتها), وتحب دوما أن تزوره أو يزورها -مهما كان كبيرا- , وتقنعُ ولو برؤيته وتكليمه ولو لدقيقة واحدة . هذا هو قلب الأم وهذه هي طبيعتها وهذا هو شعورها الذي يجب أن يُراعى من طرف الولد مهما كان كبيرا أو متزوجا وله أولاد. إن رؤيتها لولدها وتكليمها إياه من أعظم أمنياتها, وهو أغلى عندها من الدنيا وما فيها. وليعلم الابن أنه إذا قال :»لماذا أُتعب نفسي من أجل أن تراني أمي لدقائق أو تكلمني لدقائق ؟!» فإنه يُثبت بذلك جهلَهُ بالدين وبطبيعة المرأة (عموما والأم خصوصا) وعقوقَه لأمه في نفس الوقت. ولينظر كل ابن (وكل بنت) إلى قصة «جريج» مع أمه, التي حكاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -والتي جاء فيها :» أن أمه طلبته مرة ثم ثانية ثم ثالثة وهو في صومعته لرؤيته ولو من بعيد وللتحدث إليه ولو للحظة , فقال في كل مرة أو في كل يوم : رب أمي وصلاتي , ثم قدم -اجتهادا منه وهو مخطئ- صلاتَه على أمه, فدعت عليه واستجاب الله لدعائها، فلا تحملي هم هذا الموضوع وكوني مطمئنة أنه أمر عادي وسترينه عادياً بمرور الأيام. فساد الاهتمام الزائد هل ما أقدمه لزوجتي من عناية واهتمام وحنان سيفسدها، أم أنا على الطريق السليم؟ ـ تتعب وتقلق الفتاة وهي تنتظر الفرج في حياتها بأن يرزقها الله الزوج الصالح الذي تعيش معه في حب وسلام وامن وأمان ومودة ورحمة وطمأنينة وسعادة ولكن بمجرد أن يأتي ذلك الفارس على حصانه الأبيض محققا لها كل أو معظم أحلامها ... يراعي فيها الله ويحفظها ويصونها ويكون سترها وعفافها وترزق منه بالذرية الصالحة حتى سرعان ما تبدأ في تعطيل عقلها – وليس من باب التعميم وان هذا خطاب لفئة من نساء المسلمين – وما تلبث أن تتصرف بشكل ربما لا يمت إلى العقل أو الفهم أو التخطيط وحساب التبعات ونتائج التصرفات بأي صلة. تكفر العشير وتبدأ في المطالبة بأشياء والتفريط في أشياء كثيرة من صميم أمانتها وعملها وحسن تبعلها ... تسترجل على زوجها ... تتأمر وتتأفف على كل صغيرة وكبيرة ... لا يرضيها حال ولا يبقى عندها إلا النظر للأخريات وما عندهن. وتتمادى وتتغطرس ولا تلقي بالا ولا حسابا وتستمر على حالها ذلك إلى أن تصل إلى مرحلة يصعب على زوجها التحمل أكثر من ذلك فينتفض بحثا عن التصحيح وعندها يقرر إنهاء هذا الوضع... بعضهن قد يكفيها فقط التحذير او الإشعار بذلك الشعور اللاستقراري ، وبعضهن لا يفقن من سباتهن إلا بالزواج عليها أو بإرسالها وهجرانها إلى أهلها ، وبعضهن يتمادين في طغيانهن ولا تستشعر أو تفيق إلا بكسرها ... وكسرها طلاقها ... وطلاقها يعني فقدها كل شئ ... وهي تعلم ذلك جيدا ... عندها وبعد أن يعود العقل وتفيق ... تلعق أصابع الندم وتقول يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ... ويا حسرتى على ما فرطت في جنب الزوج والأسرة والذرية ومملكتي الخاصة التي كنت فيها الملكة المتوجة ... يا ليتني حافظت على مملكتي وتحملت أبا عيالي .. ووضعته في عيني ... وساعتها تنقشع الغمة ويزول الطمس الذي كان على عينيها فترى كل الصفات الحميدة التي كان يتمتع بها زوجها والتي تميزه عن غيره ولم تكن تراها وسط غياب العقل فكان بالنسبة لها وحشا قاسيا مفتريا مجرما لم يراع فيها إلا ولا ذمة بعد أن كانت تراه أسوأ الرجال وان كل أزواج قريباتها وصديقاتها أفضل منه و ... و ... الخ عندها تحاول الإصلاح ولكن ليس في الغالب تنجح المحاولات ... تهيم ... تغرق في بحور المشكلات مع الأبناء ... تحتار في محنة ومصاعب العمل ... ولا تدري أي موج يلقي بها وفي أي بحر. عندها تعود من الصفر وتتنازل عن الكثير من أجل الحصول على زوج آخر ربما لا يتمتع ولا بواحد على عشرة من مزايا الأول حيث لن يأتيها ذلك الشاب فارس الأحلام مرة أخرى وإنما إنسان محمل بهمومه ومشاكله وظروفه ولكنها هذه المرة تعيش معه وتساير وتصابر لأنها الآن فاقت وأصبحت تفكر بعد أن كانت في السابق تحت وطأة وسكرة الدنيا. فانتبهوا معاشر الرجال ليس كلهن وليس دائما إحساس الأمان والطمأنينة يمنح لهن ، فهذه هي نظرية الأمن والإفساد والتي ربما تكون ورقة إصلاح للحياة الزوجية في بعض حالات النشوز ولبعض فئات من النساء فقط من اللاتي لا يعجبهن عجب ومن اللاتي تسبب الأمن لهن في وضع عقولهن في ثلاجة المنزل ولا يخرجنه أو يستعملنه إلا بعد فوات الأوان وربما مع الزوج الثاني ... زوج عابس سيئ الخلق  زوجي لا يهتم بي إطلاقا ، يكون دائما عابس الوجه ضيق الصدر ، فأنا مع قيامي به وتقديمي له الراحة والاطمئنان ، إلا أنه سييء الطبع ، ذميم الخلق سريع الغضب؟ ـ كثير من الأزواج يتخيل أنه بذلك يكسب احترام زوجته له، ولكن يأتي الاحترام أيضاً بالاهتمام والعناية والرعاية والكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، فليس هذا من القوامة في شيء، بل هو فهم مغلوط. وإذا كان هذا ديدنه ابحثي عن السبب، فقد يعود السبب إليه، أو في محيط عمله، أو في محيط أهله، وأدعوك لمحاولة تغيير هذا السلوك بالمعاملة الحسنة والاهتمام والخروج في رحلات، أو تناول وجبة خارج المنزل، ودعي الأمر للوقت ولا تستعجلي، فلابد أن للأمر نهاية سعيدة إن شاء الله. إن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان ، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه ، وكثيرون هم الأزواج الذين يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم ؟ ولماذا يفشلون أحيانا في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها ؟ ولا شك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين أولا وأخيرا ، إذْ لابد من وجود المحبة بين الزوجين ، وليس المقصود بالمحبة هو ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ أخرى ، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين ، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها بل لابد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين مع بعضهما البعض، ولذلك فلا ريب أن نسمع بين الحين والآخر كثيرا من الأزواج من يهمل حبيبة قلبه وينسى رفيقة دربه ويقسو على نبع حنانه ويجفو بحر أمانه ، لا ريب أن نرى بين الفينة والأخرى من يعرض عن ساكنة الوجدان ، ويسئ التعامل مع تلك الوردة الشذية والزهرة الندية والدرة السنية الزوجة الأبية، نعم .. لا ريب أن نسمع جراحا غائرة ، ونوازل عاثرة ، ودموعا منهمرة ، وأفئدة ملتهبة في علاقات كثير من الأزواج مع زوجاتهن ، لا ريب أن نسمع عن كثير من الزيجات ممن تصيح وتئن من معاملة زوجها تحت وطأة الضغط وبين جدران البيوت ، واللاتي يشكين في نفس الوقت من التصحر والجفاف في الحياة الزوجية، ويفتقدن كثيرا من الكلمات العاطفية ، ويعانين جدباً في العبارات الغزلية، والتي تتمنى الواحدة منهن أن تسمع من حبيب روحها وهوى فؤادها ، ما يأسر فؤادها ، ويهز وجدانها ، وتطرب لها أركانها ، نعم .. كثيرات هن الزوجات اللاتي يعشن حياة سطحية بائسة ولقاءات جافة جامدة لا تتجاوز أحاديث الحياة اليومية وهمومها ، والتذكير بالواجبات المنزلية ومشكلاتها ، وأدعوك أن تتقربي منه لتعرفي ما في نفسه، قدمي له الابتسامة، والكلمة الطيبة، واللقمة الهنية، أرخي آذانك للاستجابة لطلباته وحققيها له بكل أريحية، إن شاء الله ستزول هذه القسوة.