DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقالات ساخرة.. ومقالات أخرى

مقالات ساخرة.. ومقالات أخرى

مقالات ساخرة.. ومقالات أخرى
أخبار متعلقة
 
تعد المقالات فناً من فنون الأدب ، حيث تتناول المقالة موضوعاً معيناً ضمن قالب معين يفرضه كاتب المقالة ، والمقالات الساخرة هي أسلوب للتعبير عن آلام المجتمع وآمالهم ، تعبير عن أحداث نابعة من قلب المجتمع الذي نعيش فيه ، وطريقة تعاطينا وتفاعلنا معه ، سواءٌ أكانت هذه الأحداث سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم غيرها. فتتناولها المقالات الساخرة لتحللها ضمن قالب ساخر هادف ، هدفه إيصال القارئ لمفهوم معين غير الإضحاك فقط ، فهي تساهم من جهة في بناء الوعي لدى القارئ في القضايا والمشكلات المأساوية ، ومن جهة ثانية تمتعنا بما توفره كلماتها الرشيقة من مرح وخفة وترويح يجعل المتلقي يواجه المأساة بتفاؤل . كتاب للصحفية سلام بنت نجم الدين الشرابي ، احتوى على ما لذ وطاب من المقالات الساخرة التي تناولت مواضيع تنوعت بتنوع ثقافة هذه الصحفية ، كتبتها بأسلوب المقالة الساخرة لتوصل ما تريده للقارئ بشكل ممتع وجِدِّي في آن واحد ، كلمات هذه المقالات واضحة الدلالات ، وأسلوبها سهل العبارات ، كتاب هو دعوة من زميلتنا الصحفية للضحك الجدي ، ودعوة للتأمل في عالم مليء بالمتناقضات ، تناقض يحملك على أن تكتب ساخراً عما يدور حولك . إهداؤه في سطرين اثنين ، حيث تقول : «إلى كل من أبكاني حتى أضحكني ، وأضحكني حتى أبكاني» مقدمة شكرها الخاص لزوجها الصحفي معمر الخليل ، وللرسام العالمي حسن إدلبي ، وللأستاذ إبراهيم جمعة الذي راجع الكتاب لغوياً» . بدأت الكتاب بمقدمة عن فن كتابة المقالات الساخرة ، مفندة الخلط بين الكتابة الساخرة والنكتة ، معددة الأمور التي أضرَّت بمفهوم الكتابة الساخرة ، كالاعتقاد أن دور الكاتب الساخر يقف عند تلطيف الأجواء وإضفاء المرح ، ومساهمة من يدعون أنفسهم بالكتاب الساخرين في تشويه المعنى الحقيقي للكتابة الساخرة بتحويلهم الكتابة الساخرة إلى نوع من التنكيت الذي لا معنى له ، مستشهدة بأقوال كتاب لمقالات ساخرة معروفين . تفتتح الزميلة الصحفية كتابها بعد المقدمة بالتحدث حول المقالات السياسية الساخرة ، وكيف أن الكلمة الساخرة هي في عداء قديم ومتوارث مع السياسية ، فالسجون السياسية تحكي قصص كتاب ساخرين تعرضوا لمحاولات إجهاض روح الدعابة من عقولهم ، حتى قيل إن الخوف وإيثار السلامة هما السبب في انحسار مساحة السخرية في إعلامنا العربي . فالسخرية ــ حسب رأي الكاتبة ــ لا تخرج إلا من قلب المعاناة ، فهي تمرد على اللامنطقية ، تمرد على انتهاك الحريات وتزوير التاريخ واغتصاب الحقيقة ، هي تمرد على كل شيء حتى على اللغة والقوالب اللفظية . المقالة الساخرة الأولى في الكتاب معنونة بـ « سأنام في ظل مسماري » حيث تتحدث عن أمريكا وكيف أنها ــ أي أمريكا ــ بعد البحث والتنقيب توصلت إلى مسمار غير قابل للخلع أو الكسر أو الصدأ ــ على غرار قصة مسمار جحا ــ مسمار بحروف خمسة ألا وهو « إرهاب » حيث إنه يتكيف مع جميع أنواع الجدران ، ولا يحتاج لمطرقة الهنود الحمر لتثبيته ، بل يكتسب قوَّته من فشل سوبرمان البشرية المدعوة «الأمم المتحدة » وكيف أن الأخيرة بدولها المائة وإحدى وتسعين عجزت عن الوصول إلى تعريف مشترك للإرهاب ، فتتعارك الأفكار فيما بينها إذا ما طرحت تلك القضايا للنقاش. التفجيرات ... القنبلة ... الرصاص فإذا اقترنت التفجيرات بالرصاص فهذا يعني أن ما تقوم به إسرائيل من تفجير منازل الآمنين وسياراتهم يقع تحت مسمى الإرهاب ، ولكن يجب ألا توضع إسرائيل خليلة أمريكا في خانة الإرهاب . إذاً فالتفجيرات لا تسمى إرهاباً وهذا يعني مرة أخرى أن ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر ليس إرهاباً . لكن ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر وُضِع في دائرة الإرهاب . إذاً فالتفجيرات إرهاب . فأمريكا تعتبر أن التفجيرات لا تعد إرهاباً إذا ما أطلَّت قنابله من فوهة مدفعٍ إسرائيلي أو أمريكي . أما إذا خرجت من فوهة مدفع عربي فهو الإرهاب بحروفه الخمسة . وما تختزنه أمريكا من الأسلحة النووية فضلاً عن الترسانة النووية الإسرائيلية ليست إلا درهم وقاية ، لكن إن وجد برنامج نووي في إحدى الدول العربية أو الإسلامية فهو مخطط لتدمير البشرية والحضارة الغربية ويجب إنهاؤه فوراً . مقالة ساخرة افتتحت الكاتبة بها كتابها أعجبتني فوددت أن أكتب لكم ملخص المقالة ، إذ إنها تتناول قضايا العالم والأمة العربية والإسلامية من منظور ساخر ، حقاً إن السخرية لتخرج من رحم المعاناة والألم وانقلاب المعايير والمسلَّمات . احتوى الكتاب على ست وأربعين مقالة ساخرة ، تنوعت موضوعات المقالات ما بين مقالات تتناول السياسية والاجتماع والإدارة وحتى المرأة التي عنونت كتابها به ( امرأة عنيفة ... احذر الاقتراب ) . فهاهي تتكلم عن المرأة بأسلوبها الساخر الهادف حيث تقول : «حُمِّلت مكنسة التنظيف في صورة نُشِرت في مجلاتكم لأقف بها خلف الباب منتظرة عودة زوجي لأنال منه ، وصورة أخرى لأكياس بلاستيكية سوداء محشوة بجثة الضحية « . وتقول : « أمعنتم في دراسة عنفي وتلذذتم بوصفي امرأة عنيفة ، والرجال تشتكي ... ففي المطبخ مملكتي ــ المملكة الوحيدة التي قبلتم التنازل عنها ــ آمر وأنهي ، فيها أسلحتي ووسائل الدفاع عن نفسي ، بمشروعية تامة أتصرف ، أسلحة بيضاء لكنها تفي بالغرض ، إذ أثبت التاريخ نجاحها في الحرب » . « فهذه شوكة يمكن أن أفقأ بها عيناً لا تغض بصراً ، وسكين لأبقر معدة وبطناً ، وغاز وقداحة وكبريت لأنتقل إلى مرحلة حربية جديدة لعلي أواكب عصري ، فأحرق لساناً طالما أمعن في لدغي بكلمات أسرع من البنزين اشتعالاً في صدري ووقعاً في نفسي . طاولة طعام مستطيلة تصلح أن تكون مشرحة ... عليها أكياس سوداء وخلفها البراد لحفظ الجثة » . ثم تختم مقالتها الساخرة بقولها : « تتحدثون عن عنف أنا أمارسه .. هل سألتم أنفسكم عن سبب عنفي ؟ عن عنف تحملته لزمن طويل دون حل .. عن أذى نفسي .. عن أنواع من العنف كان مسرحها جسدي .. عنف أنا ضحيته أينما وجدت .. كابنة كزوجة كعاملة. الأنوثة .. الرقة .. العذوبة .. العاطفة .. الحب .. أنا ، فكيف سُلخت هذه الصفات مني ؟ هي كلمات لو تعرفون مغزاها ما كَتَبَت أقلامُكم منتقدة عنفي ، ووصفني رسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالقوارير ، والقارورة الناعمة إذا كُسِر جزءٌ منها فإنها تدمي» . وكانطباع مجمل حول الكتاب أقول : من خلال مطالعاتي وقراءاتي للكتاب فإن الكاتبة قد أبدعت في نقل وإسقاط مآسٍ سياسية واجتماعية في مقالاتها بأسلوب ساخر . أسلوب تتلذذ بقراءاته وتبتسم بين الحين والآخر بسبب الكلمات والأسلوب ، بينما المضمون لو حللته تراه يدمع العين ويسبل المآقي ، مآس أثرت على حياتنا سواء أكانت مآسي فردية أم جماعية . فكلما انتهيت من قراءة مقالة من مقالاتها تذكرت قولهم ( شر البلية ما يضحك ) وقول الشاعر: ==1==إذا رأيت نيوب الليث بارزة ==0== ==0==فلا تظنن أن الليث يبتسم==2==