DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تكامل بين الروبوت والإنسان

تكامل عضوي بين الجسم البشري و«الروبوت »

تكامل بين الروبوت والإنسان
 تكامل بين الروبوت والإنسان
أخبار متعلقة
 
ينشغل باحثون إسبان بإنجاز بحوث جادة تتعلق بالتأثير المنتظر للروبوتات في المجتمع. وتوصلوا حتى الآن من هذه البحوث إلى أن المستوى العالي للذكاء الاصطناعي الذي بلغته الروبوتات الحديثة وخاصة من حيث قابليتها للتفاعل مع الأوامر البشرية، سوف يؤدي إلى خلل تكنولوجي خلال السنوات الاثنتي عشرة المقبلة بين أولئك الذين يمتلكون الروبوت ومن لا يمتلكونها.وقال أنتونيو لوبيز بيلاييث أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الوطنية الإسبانية للتعليم عن بعد، والمتخصص في نشر الدراسات المتخصصة حول التداعيات الاجتماعية لانتشار الروبوتات في المجتمع: (مثلما أصبحنا نعتمد على الهاتف النقّال والسيارات في حياتنا اليومية، فإننا نتوقع ظهور نوع من الكائنات الهجينة بعد 15 عاماً تجمع بين خصائص البشر والروبوتات).ويقول خبراء عالميون يشاركون الآن في مشاريع ابتداع وتطوير روبوتات مجهّزة بمستويات فائقة التطور من أشكال وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهي متخصصة في أداء أعمال معينة، إنهم عمدوا إلى دراسة تأثيراتها الاجتماعية والعملية. وأشار بيلاييث إلى هذه المواقف عندما قال: (توصل الجميع إلى أن عام 2020 سوف يمثل منعرجاً زمنياً حاسماً لأن الروبوتات ستكون عندئذ قادرة على الرؤية الذاتية والتصرّف وفق ما تقتضيه الأحوال والظروف والتحدث مع مسيّريها أو مستخدميها وفهم اللغة المنطوقة. وسوف تتطور علاقتنا بجحافل الروبوتات الذكية حتى تتصف بالديمومة والاستقرار مثلما حدث مع الهاتف النقّال). ويتوقع بيلاييث أن تكون هذه المرحلة متبوعة بتطور آخر؛ حيث ستتجه صناعة الروبوتات نحو التبسيط وتناقص الحجم والوزن وزيادة القدرة الإدراكية الذاتية. وسوف يساعد هذا التطور على تسهيل دمجها في كافة النشاطات البشرية من دون استثناء.ويعمل خبراء في حقل الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بمشروع لبناء روبوتات ذات أعين مثبتة خلف الرأس كل منها على شكل كاميرا رقمية. وأشار أحد العلماء العاملين في هذا المشروع إلى أن تجهيز الروبوتات بنظام الإبصار متعدد الاتجاهات سوف يطوّر من قدراتها ومهاراتها في التوجّه بشكل كبير. جاء ذلك في تقرير خاص نشرته مجلة «نيوساينتيست» الإنجليزية مؤخراً. وهذه العين الجديدة التي أطلق عليها اسم «عين آرجوس» Argus Eye نسبة إلى الإله اليوناني القديم المزعوم الذي يمكنه أن يرى من كل الاتجاهات في وقت واحد، تنقل الصور التي تراها إلى كمبيوتر يمكنه تحديد الجهة التي تنظر إليها العين والتي يسير باتجاهها الروبوت حتى يحقق عملية التنسيق بين الرؤية والحركة في أي اتجاه وفيما يعتمد البشر على مجسّات خاصة توجد في آذانهم حتى يحددوا وضعياتهم، فإن الكثير من الروبوتات كانت تعتمد في ذلك على عين واحدة. ولكن علماء الكمبيوتر في جامعة ماريلاند قدموا الإثبات الرياضي على أنه إذا ما تمكنت الروبوتات من الرؤية في كافة الاتجاهات فإنها لن تحتاج في هذه الحالة لأية مجسات إضافية حتى تستقيم حركتها وتعرف اتجاهاتها.وأشارت عالمة الروبوتات كورنيليا فيرميولير إلى أن النجاح في إنجاز المزيد من التطور على «عين آرجوس» وإنتاجها بكميات كبيرة من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض كبير في أسعار كل من الروبوتات الصناعية والمنزلية. وكانت نتائج دراسة صدرت مؤخراً عن اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة قد أشارت إلى أن المبيعات العالمية من الروبوتات ذات الاستخدامات المنزلية (غير الصناعية) تضاعفت عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية. ويتداول الخبراء في أثناء إنجازهم لهذه البحوث السؤال المهم: ماذا يمكن للروبوتات أن تفعله من أجلنا؟.ويكون الجواب عن هذا السؤال واضحاً من خلال إلقاء نظرة سريعة على التطبيقات العملية السائدة الآن للروبوتات. وأصبحت (الأتمتة) automationَُ التي تعني تحويل العمل اليدوي إلى أوتوماتيكي أو آلي، شائعة في مصانع السيارات وإدارة الآلات وحتى الطائرات من دون طيار وفي توجيه الصواريخ العابرة للقارات. وأصبحت هذه التطبيقات تقليدية لم يطرأ عليها تطور حاسم منذ أكثر من ثلاثة عقود. ويجري العمل الآن على تطوير وظائف الروبوتات بحيث يمكن دمجها في مختلف النشاطات الصناعية والاجتماعية والخدمية من دون استثناء.ويتمثل أحد أهم هذه الاستدامات في المجالات الطبية وخاصة لمساعدة المعاقين طرفياً على تعويض إعاقاتهم بأطراف اصطناعية تفوق في قدرتها وذكائها نظيرتها الطبيعية. وبهذا يمكن للروبوتات المبرمجة أن تلغي حاجة المعاقين للاعتماد على غيرهم. ويتحدث خبراء ميكانيكا الروبوتات عن النجاح في بناء أطراف ذكية تتميز بقدرة تفوق بكثير قدرة الأطراف الذكية ومنها الأيدي والأرجل القادرة على رفع مئات الكيلوجرامات والقادرة على الدوران والالتفاف حول نفسها بشكل كامل وفي كل الاتجاهات.وربما يكمن التطور الأكبر والأكثر أهمية في اختراق روبوتات المستقبل للأجساد البشرية ذاتها. وتتجلّى الخطوات الأولى لهذا الاتجاه في زرع رقاقات حاسوبية في الدماغ البشري لتطوير طريقة التفكير وتقوية الذاكرة وتحسين القدرة على إجراء العمليات الحسابية المعقدة بسرعة عالية. ويمكننا أن نتصور أهمية هذا التطور من خلال تصوّر إنسان ذي دماغ هجين يمكنه أن يجري عملية ضرب عددين ضخمين ببعضهما البعض وإعطاء النتيجة بنفس السرعة التي تؤدي بها الآلة الحاسبة الإلكترونية هذا العمل. ويتوقع بيلاييث أن تكون 40 بالمائة من الجيوش مؤلفة من الجنود الروبوتيين بحلول عام 2020 وبما سيؤدي إلى تخفيض كبير في أعداد ضحايا الحروب.