أطمئن – عزيزي- لن نطالبك بالقراءة والاطلاع، وتطوير النفس، فهذه الأمور أصبحت من الماضي، وكل ما عليك الآن هو الآتي:
• توجه إلى أقرب حلاق، واعمل تجميلا جيدا للبشرة، من أجل إخفاء التضاريس غير المرغوبة في الوجه، ثم توجه إلى معمل التصوير، ليلتقط لك صورة ملونة جميلة خلفيتها رسم المكتبة الشهير حتى تبين للناس ثقافتك وإطلاعك، ولا تنسى أن تمسك القلم بين إصبعيك وتنظر إلى الأفق لتوصل رسالة بأنك باحث عن الحقيقة ومنفتح، مع ضرورة المباعدة بين الشفتين بثلاثين درجة.
• توجه إلى أقرب معرض سيارات واشتر داتسون أو هايلكس «أقساط»، ثم بعها حاضر على أول شريطي، وسافر بالمبلغ إلى دولتين أو ثلاث لكي تقول بمناسبة وبدون مناسبة (عندما كنا في الخارج )، أو ( نحن نعاني تخلفا كبيرا ويجب أن نلحق بركب الدول المتقدمة، لقد رأيت أثناء سفري .........).
• احرص دوماً على أن تكتب كلاماً غير مفهوم، وعندما يحتج أحد على ما كتبته ردد ( ولماذا لا تفهمون أنتم ما أكتبه؟)
• قل في كل وقت : أنا لي طقوس خاصة في الكتابة، فأنا لا أستطيع أن أكتب مقالي إلا في حوش الغنم، أو أنا لا تأتيني الأفكار إلا إذا جلست في مسبح البيت في عز المربعانية، وهكذا.
• ردد في أحاديثك ومقالاتك كلمات ذات وقع خاص مثل (ارستقراطية) (أيديولوجية) (ترلياتوريه) وعليك أن تصف مخالفيك دوماً بأنهم مجموعة من الديماغوجيين الشيوفينيين الذين يعيشون في عالمهم الرومانطيقي.
• استدل في كل مقال بقول العالم الشهير توماس جون المولود عام 1945 في القطب الشمالي، أو الفيلسوف المعروف جوكلوف المولود عام 1999، فهذا يوصل أفكارك بسرعة، وكن واثقاً تمام الثقة من أنه لن يتعب أحد نفسه في البحث عن وجود هذين الشخصين أو مدى صحة المعلومات الواردة.
• إياك أن ترد على الجوال من أول اتصال، أما أن تتصل على من اتصل عليك فهذا علامة تخلف واضحة، حتى تبين للآخرين مدى انشغالك وانك لست مثلهم تعاني الفراغ.
• كن فوضوياً حتى تبين أنك مبدع، وتصرف تصرفات شاذة وغريبة حتى يقال :إنك موجود على الشعرة الجميلة التي بين العبقرية والجنون. إذا قمت بما سبق يسرنا أن نقول لك :
أهلاً بك أيها المثقف الكبير، واستعد للندوة التي ستديرها قريباً!!
[email protected] 
