أخبار متعلقة
لم تعد رحلات الكثير من الشباب لمجرد التنزه والاستمتاع بالأجواء فحسب بل تعدت إلى غير ذلك عند عدد من الشباب فأصبحوا من هواة الاستكشافات والمغامرة ولا يخفى على الجميع أن بلاداً كالمملكة بوديانها وسهولها وصحاريها وجبالها تعد من أخصب الاماكن للمغامرة والاكتشاف ومن مناطق الصمان وصحارى الدهناء كان لبعض هواة البر الكثير من المناظر والمواقف الغريبة.
مغامرة
ويقول «حسن القحطاني» : إننى كنت أبحث دائماً عن المغامرة لأنني في الواقع من هواة الاكتشاف ومحبي المغامرة وبالفعل فقد اتفقنا ـ نحن الزملاء ـ على أن تكون لنا رحلة لمدة أربعة أيام للتنزه والاكتشافات والمخاطرة، حيث جهزنا مستلزمات الرحلة واتجهنا إلى مناطق الصمان عند تمام الساعة السادسة صباحاً. وهناك رأينا العديد من المناطق الربيعية الخلابة والمساحات الخضراء التي تغطي الصحراء في منظر بديع جداً وهذا ما يسمى الفياض كفيضة الشملول الأقرع وفيضة سقراط وفيضة الروضة ونحوها.
صحراء
ويضيف «القحطاني» أنهم كانوا يتوجهون إلى هذه الأماكن عن طريق الصحارى مبتعدين عن الطريق الإسفلتي اختصاراً للوقت ومتابعة لجهاز «جارمن» الذي من خلاله يتم تحديد نقاط المناطق الخضراء والفياض ونحوها والسير في مثل هذه الطرق بقدر ما فيه من الخطورة والوعورة إلا أن فيه من المتعة الشيء الكثير خصوصاً عندما نسير في ارض لا توجد فيها آثار السير لأناس قبلنا.
غرائب
وكشف «عبد الله العنزي» عن أغرب الأشياء التي شاهدوها في هذه الرحلة وهي «الدحول» وهي فتحات في سطح الأرض على شكل حفر مختلفة الاتساع، حيث يمكن للواحد منا أن ينزل فيها عن طريق الحبال ونحوها. ويذكر العنزي أن الجميل في الأمر أن نسبة كبيرة من هذه الدحول مسجلة في خريطة «الجارمن» ويمكننا الذهاب إليها دون عناء حيث أن جهاز الجارمن يستطيع أن يوصلنا إليها بسهولة ويسر حتى وإن كانت المسافة بيننا وبينه مئات الكيلومترات.ويقول كذلك لقد نزلت مع زملائي إلى داخل أحد هذه الدحول الذي يسمى دحل المربع أو دحل شوية، ورأينا فيه العجائب الكثيرة حيث دخلنا في وضح النهار وفي وقت الضحى وكان الجو بارد جداً وعند دخولنا إلى داخل الدحل وجدنا الجو معتدلا وليس فيه برودة كما هي على سطح الأرض، إضافة إلى أن جدران الدحل من الداخل غريبة جداً وتدل على أن الكثير من هواة المغامرة ياتون إليه باستمرار.
نبات
وذكر «العنزي» أن الغريب في الامر أن بعض هذه الدحول ينبت فيها الشجر بل إن أحد الدحول التي زرناها وجدنا فيها عددا من النخيل وهذا أمر غريب جداً.
ويذكر العنزي أن تلك المناطق شديدة البرودة خصوصاً في وقت الليل، حيث تتثلج قطرات الماء على زجاج السيارة إلا أن الدحول فيها ـ وحسب كلام كبار السن في تلك المنطقة ـ كانت تستخدم في الشتاء للهروب من البرد القارس وفي الصيف للهروب من الحر الشديد.
تحديد
ونوه «راكان الشمري» الى أن جهاز الجارمن يعتبر من أحدث الوسائل الموصلة إلى النقاط التي يريد الشخص الوصول إليها، فعن طريقه يتم فقط تحديد نقطة الوصول ويقوم هو بمفرده بإيصالك إلى النقطة التي تريدها في الصحراء سواء كانت فيضة أو دحلا أو غيرها، وأن سير الرحلة كان عن طريق البر وهو ما يسمى بأخذ الطريق «قطوع»، حيث إنه وعن طريق «الجارمن» تستطيع أن تحدد المسافة المتبقية لنقطة الوصول، إضافة إلى أن الجهاز يوجهك إذا تهت في الصحراء إلى نقطة الوصول أو البداية أو أي منطقة أخرى تريدها.
اكتشاف
وأكد «الشمري» أن الرحلة لم تكن ثقيلة وطويلة فهي فقط أربعة أيام، إضافة إلى أننا لم نستخدم الخيام بل إننا استعنا بالرواقات التي توفر الوقت والجهد، ويشير الشمري إلى أن متعة الرحلة في اكتشاف مناطق لم تكن معروفة من قبل، إضافة إلى المخاطرة في أماكن مجهولة. كما يذكر أن كل فيضة ودحل ومنطقة أعجبتنا قمنا بتسجيل إحداثياتها على الجهاز حتى نستطيع أن نعود إليها في هذه الرحلة وفي رحلات أخرى.
مكان للطهي
استعداد وتجهيز