تبقى جهود الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ يحفهما الله ـ في رعاية أبنائها بجميع فئاتهم وشرائحهم، جزءاً من الاهتمام الشامل بالمواطن والعناية به والتخفيف عنه.. يرفد ذلك وقوف شخصي من قبل المليك وولي العهد على أحواله عبر لقاءات مباشرة وحميمية سواء بالداخل أو بالخارج. لقاء سمو ولي العهد بالأمس، مع مجموعة من أبنائه الطلبة المبتعثين بالولايات المتحدة، يتسق مع هذه الرؤية الأبوية والأخوية، التي كثيراً ما يحرص سموه على تدشينها كجزء من الواجب الوطني والاهتمام الشخصي الذي يحرص عليه ولي العهد، وكجزء أيضاً مما يحرص عليه خادم الحرمين الشريفين أيضاً في كافة جولاتهما العالمية، حيث يحرصان ـ حفظهما الله ـ على الالتقاء بهؤلاء المبتعثين، باعتبارهم يؤدون رسالة سامية تستهدف شحذ الطاقة الوطنية وتسليحها بالمقومات العلمية والخبرات المكتسبة فكرياً وثقافياً وتعليمياً لتكون في خدمة الوطن. رسالة الابتعاث التي تنفق عليها الدولة قرابة 10 مليارات ريال، سنوياً وضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والذي يعد الأضخم والأكبر في تاريخ البلاد، هامة للغاية، وتتعاظم قيمتها من حيث تنوعها وانفتاحها وثراؤها العلمي والتعليمي، الذي سيعود بالفائدة دون شك على مستقبل العمل الوطني والمواطنين والمبتعثين أنفسهم. لهذا، كان لقاء ولي العهد بهذه النخبة من أبنائنا ورموز نهضتنا المستقبلية، واحداً من المؤثرات الحقيقية التي تدفعهم دون أدنى شك، ليكونوا سفراء لوطنهم في أسمى رسالة وأقدس مهمة، وكانت كلمته الموجزة إليهم، تعبيراً عن الامتنان لرسالتهم والتقدير لمهمتهم، لخص فيها بعبارة واحدة مجمل الهدف، وعندما قال «إنني على استعداد لقبول أي ملاحظة أو وجهة نظر من أبنائنا الطلبة والطالبات سواء كان ذلك شخصياً أو كتابياً، وإن شاء الله ولي الأمر وأنا في خدمتكم جميعاً» فإنه يبرز حجم الاهتمام بهم والإدراك للمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأن الدولة كلها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسموه، ينتظران موسم الحصاد، وموسم جني الثمار.. ثمار الانتماء الحقيقي، والإبداع واستكمال المسيرة والنهضة الكبرى.
