DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أدباء ومثقفون عرب يناقشون قضايا الشعر المعاصر

أدباء ومثقفون عرب يناقشون قضايا الشعر المعاصر

أدباء ومثقفون عرب يناقشون قضايا الشعر المعاصر
أخبار متعلقة
 
أنهى ملتقى الشعر العربي المعاصر، الذي احتضنته دمشق على مدى ثلاثة أيام، أعماله مساء الخميس الماضي بعدما قدمت فيه نخبة من الشعراء العرب شهادات وأمسيات شعرية ودخلوا في نقاش حول قضايا الشعر المعاصر لم تخل من المفاجآت والجرأة. ولعل من أبرز الطروحات التي قدمها الملتقى تلك التي جاءت على لسان منظمه الروائي والصحفي السوري خليل صويلح، الذي تساءل: «لماذا لا يستفيد الشاعر الآن من تقنيات الميديا والفيديو كليب لردم المسافة بين الشاعر والمتلقي». وفي هذا السياق، رأى صويلح في حديثه لوكالة فرانس برس أن «الشعر الذي يكتب اليوم بحاجة إلى وسائل تعبير أخرى غير المنبر القديم». وأضاف «ما المانع من أن نستفيد من معطيات العولمة والعصر الجديد لإيصال الشحنة الشعرية بأقرب مسافة إلى المتلقي»، مشيرا إلى أن «الشاعر كان صاحب شعارات. أما الشعراء الجدد فليس لديهم إلا الخيبات الشخصية وبالتالي هم بحاجة إلى وسائل تعبير تناسب هذا الوضع». وألمح منظم الملتقى إلى «دور السلطة في تراجع جمهور الشعر المعاصر»، وتحديدا قصيدة النثر التي يكتبها اغلب شعراء الجيل الحالي، معتبرا أن هذه القصيدة «لأنها مضادة لا تناسب الحاكم العربي»، مشيرا أيضا إلى أن «القصيدة الجديدة تكتب بنبرة خفيضة الآن، وتفتقد للشعار والهتاف والقضايا الكبرى». وكان الملتقى ـ الذي تستضيفه احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية بالتعاون مع مؤسسة «سلطان العويس» الثقافية ـ ضم ندوة عن «الشعر والتلقي» تغيب عنها الشاعران المصري جابر عصفور والأردني فخري صالح «لظروف صحية مفاجئة» حسب المنظمين. وطرح المشاركون في هذه الجلسة أسئلة عن دور المناهج التعليمية التي تقدمها المدارس والجامعات في «تخريب الذائقة الشعرية» للجيل الحالي، واعتبر الشاعر السوري خضر الآغا أن المؤسسات التعليمية أقصت نصف قرن من الشعر العربي ما جعل هذا الجيل «خارج مقترحات الحداثة الشعرية». وتحدث الأغا عن إشكالية التلقي للشعر، ونظر إلى المتلقي بوصفه «شبحا يهيمن على الأجواء لكن ليس له وجود فعلي»، معتبرا أن القارئ «لا يرى إلا ما هو سائد وراسخ وخارج النص الشعري، فمنذ طفولته كان يتلقى الشعر بمواضيع وأشكال محددة». وشهد افتتاح الملتقى سجالا حاميا في ندوة عن «المجلات الشعرية : انحسار أم تراجع؟». وان كانت مجلة «شعر» التي احتضنت الحداثة الشعرية العربية في ستينات القرن الماضي خيمت على النقاش، فان الناشر السوري المقيم في لبنان رياض الريس افتتح النقاش بشهادة فاجأت الحضور والوسط الثقافي. فمن جهة وجه الريس كلمة قاسية للشاعر السوري ادونيس الذي شارك في تأسيس مجلة «شعر» مع الشاعرين يوسف الخال وانسي الحاج، معتبرا انه لم يجد ادونيس «موجها للمجلة» وإنما رأى «دوره التخريبي في مجلة شعر». والمفاجأة الأخرى جاءت مع اعتبار الناشر أن مجلة شعر «ظاهرة عادية جدا، اسمها اكبر من حجمها» ودورها «مضخم» و«مصطنع». ورغم تنويهه بان «المجلة كانت رائدة في لفت الانتباه إلى الشعر العربي الحديث، محاولة مخالفة السائد من ثقافة وأيديولوجيا»، إلا انه أصر وهو الذي كان صديقا لمؤسس المجلة الشاعر يوسف الخال، على أن دور المجلة «مبالغ فيه، اخترعه من كانوا خارجها وبهروا بها، وضخمه الجيل الذي لم يعاصرها»، وأضاف : «اصطنع لها هالة أرادها شعراء جدد لكي يكون لهم مرجعية يختلفون عليها ويلتقون حولها». وفي موازة ذلك، أكد الناقد والشاعر السوري عابد اسماعيل الذي أدار الندوة الافتتاحية للمؤتمر وبدا منزعجا مما أورده الريس، أهمية تجربة «شعر» ورياديتها، وقال معلقا: «يبقى من مجلة «شعر» التطور المذهل لقصيدة النثر في العقدين الأخيرين، وانحسار شعر التفعيلة و الكلاسيكي»، معتبرا أن تلك النتائج تشكل «تجسيدا حيا لرؤية ونبوءة موجه المجلة ادونيس». وأحيت نخبة من الشعراء العرب مجموعة أمسيات شعرية في قاعة «رضا سعيد» التابعة لجامعة دمشق، حضرها جمهور جيد قياسا بجمهور الأمسيات الشعرية الأخرى. ومن الشعراء العرب الذي شاركوا في الملتقى شوقي عبد رب الأمير ومحمد بنيس واسكندر حبش وسيف الرحبي والطاهر رياض ومنذر المصري وحازم العظمة وآخرون. وعن اختيار الشعراء المشاركين، لفت خليل صويلح إلى أن هذا الملتقى «يبحث عن القصيدة بمعزل عن صاحبها، وقد ذهبنا باتجاه الأصوات الجديدة وغير المستهلكة إعلاميا»، وأضاف: «ليس لدينا نجوم بالمعنى المتداول للكلمة». وجاء ختام الملتقى مع أمسية شعرية أحياها 12 شاعرا شابا، هم الذين فازوا في المسابقة التي طرحتها احتفالية دمشق لنشر دواوين للشعراء الشباب. كما شهدت أعماله شهادات في التجربة الشعرية لشعراء تحدثوا عن هواجسهم الشخصية حول الكتابة الشعرية في ارتباطاتها الحميمة ودلالاتها في سير شعرية قدمها البعض لحياته.