بعد ايام قلائل يقف جميع الحجاج على صعيد عرفات, هناك حيث الحج عرفة, متوجهين الى الله بقلوبهم وافئدتهم, متبتلين خاضعين سائلين الله الرحمة والمغفرة والفضل.
وفي مشهد روحاني وانساني مؤثر, يقفون هناك بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم متوحدين بملابسهم وادعيتهم وتفاصيل عبادتهم, وبما يعكس الرسالة الالهية من الحج لجمع صفوف المسلمين وتكاتفهم على طريق الخير والرحمة والعدالة والتسامح. ولعل هذه هي الرسالة الأهم التي على الحجاج والمسلمين ادراكها والعيش بها حيث لا فرق بين غني ولا فقير ولا صغير ولا كبير.. هناك الجميع سواسية, في موقف واحد, ومكان واحد, وهدف واحد.. ولا فرق الا بالتقوى.
وعلى الحاج ان يستشعر هذه الرسالة بجوارحه وسكناته وحركاته, ان يعيشها بسلوكه وتفاصيله, فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.. لذا فان مسئولية الحاج كبيرة في الهدوء والسكينة والطمأنينة ومساعدة الغير والمحافظة على النظام لاسيما في ظل الامكانيات الكبيرة التي توفرها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير اجواء من الراحة والامن والسكينة تسهل للجميع اداء مناسكهم في ظروف طبيعية وميسرة.
ان الحج لفرصة عظيمة, سواء لضيوف الرحمن او المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ممن يتابعون هذا الركن الأكبر, للاجتماع على الحق والخير, وازالة البغضاء والشحناء والكراهية من النفوس, والعمل على إعادة النظر في حياتنا بما يقربنا الى الله من حب وعطف وتسامح وخير.
