مع أن الحديث عن التسيب المروري والقيادة الرعناء والسرعة القاتلة في شوارعنا ليست بالأمر الجديد إلا أننا لا نملك أن نتوقف عنه ونحن نشاهد طرقنا تسبح في الدماء والحوادث المرورية تفني شبابنا وتحصد معهم ارواحا بريئة وكأننا نخوض حربا ضد عدو يقتل منا 20 شخصا ويصيب أضعافهم كل يوم. وحين نتذكر أن سائق السيارة يتعرض لضغط عصبي أثناء القيادة بسبب الزحام والقيادة المتهورة يتجاوز ذاك الذي يتعرض له قائدو الطائرات المقاتله! في الغرب حيث أجريت الدراسه فماذا نقول : عن بلادنا حيث يصيب ذلك الكثيرين بأمراض الضغط والقلب؟ عندها يصدق فينا قول الشاعر : من لم يمت بحادث سيارة مات من غيظه،تعددت الاسباب والموت واحد!
تعاني طرقنا أخطاء واضحة تؤدي الى الزحام والمخاطر والحوادث وتحتاج الى تدخل عاجل من ادارة السلامة والهندسة المرورية بالإدارة العامة للمرور بالمنطقة الشرقية خاصة أن مدير الادارة العامة للمرور في المملكة شكا من قيام بعض الامانات بتنفيذ تصاميم للشوارع لا ترعي السلامة المرورية. ومع تجديد قيادة المرور في المنطقة الشرقية وما لاحظته شخصيا من تواجد مكثف لدوريات المرور في مجمع الكباري بطريق الجبيل ـ الظهران فإن التفاؤل يغمرنا بأن يقوم المرور بمهمة عاجلة لإنقاذ الارواح التي تسفك يوميا. ونحن لا نطالب ادارة المرور بالمنطقة بتنفيذ مشاريع وبرامج تستلزم موافقة الادارة العامة بالرياض او تحتاج الى ميزانيات و مشاريع لكنا نأمل في أن تبادر الى تبني المبادرات التي تساهم في تقليل مخاطر السير في شوارعنا وجعلها أكثر سلامة.
تتساءل أحيانا: هل تطلع ادارة السلامة المرورية على تقارير الحوادث والمخالفات المرورية لتحدد اسبابها وتعالجها؟ فقد يعود ذلك الى رداءة الطريق او سوء تصميمه او غياب اللوحات الارشاديه او غيرها، وتحتار وانت تشاهد نسبة كبيرة من السائقين تخالف أبسط الأنظمة المرورية وتعرض نفسها والآخرين للخطر و لا ترى تطبيقا فعالا لأنظمة الجزاء المرورية بل قد تتواجد دوريات مرورية، لكنها تغض طرفها عما يحدث مرسلة بذلك اشارة الى المخالفين أن استمروا في مخالفاتكم ولا تهتموا! هل صحيح ان بعض رجال المرور يعملون لساعات طويلة ودون راحة كافية وأنهم لا يعوضون مقابل اوقات العمل الاضافيه وأنهم مسؤولون عن اصلاح الدوريات التي يقودونها؟ هل تتم مكافأة رجل المرور الذي يطبق النظام ويسعى الى حمايتنا من السائقين المتهورين؟ وهل هناك تغطية كاملة للتقاطعات واماكن الازدحامات خاصة صباحا فكل من تتحدث معه يشكو لك غياب التواجد المروري في مواقع هامة مما يؤدي الى ازدحام السير وقطع الاشارات والحوادث؟
أعود الى الحديث عن ادارة السلامة المرورية لأنني مقتنع تماما أن بعض طرقنا تفتقد الى متطلبات أساسية في السلامة مما يسبب الحوادث والمخالفات. ومنع الأسباب أولى من الايقاع بالمخالفين لأننا نهدف الى تأمين الطرق وحفظ الارواح وحماية اعصابنا من ضغوط القيادة! وسأذكر هنا جملة من الملاحظات التي نمر بها جميعا منذ مدة طويلة ومن المؤكد ان دوريات المرور وربما كبار مسؤوليه مروا بها، لكنهم لم يحركوا ساكنا لسبب لا نعلمه :
• بعض الطرق رغم أهميتها وازدحامها في أوقات الذروة إلا أنها تخلو من الخطوط التي تحدد مسار السيارات فتجد الكثير من السائقين يسير في منتصف الطريق ولا يتوانى عن الانحراف عليك لانه لايرى حدودا لمساره! ومن هذه الطرق امتداد طريق الأمير نايف جنوبا والجزء الممتد من الدوار الى قصر الخليج وطريق عمر بن الخطاب جنوبا وعشرات الطرق التي لا يتسع المجال لحصرها في الدمام والخبر وبقية المدن.
• بعض المواقع تشهد ازدحاما في أوقات معينة مثل جامع الفرقان بعد صلاة العصر اذا وجدت جنائز . فعشرات السيارات تحاول العبور من خلال ممر ضيق لا يتسع الا لسيارة واحدة ومع الاشارة الحمراء يصبح المكان مزدحما في منظر مزعج للغاية حتى ان البعض تبلغ بهم الجرأة والوقاحة الى السير في طريق الملك فهد الرئيس بعكس اتجاه السير للحاق بالجنازة ! وهؤلاء يستحقون التوقيف في غرفة في المقبرة لأسبوع كامل! أما في طريق البريد أمام جامع الريان فرغم أنه يتسع لثلاث مسارات فإن المسار الأيمن يقفل برصيف عند الاشارة مع ان الحركة الكثيفة على هذا الشارع تجعله بأمس الحاجة لوجود مسار ايمن يخفف من الضغط على الطريق. ونحن نتمنى ان يوجد مثل هذا التصميم في الاشارات الأخرى التي تسمح للسيارات بالوقوف في المسار الأيمن واغلاقه أمام من يريد الاتجاه لليمين ثم مضايقة السيارات في المسار الاوسط المتجه للأمام وهذه حركة يقوم بها سائقو الليموزين والشباب وغيرهم ممن لا يحترمون الآخرين لأنهم لا يحترمون أنفسهم اصلا!
• عند تغيير مسارات الطرق يغيب عن ذهن االأحبة في المرور ان الكثيرين يبحثون عن أقصر الطرق ولو خالفوا النظام وعرضوا انفسهم للخطر. فعلى سبيل المثال بعد ان اغلقت التحويلة التي تتجه من طريق الملك فهد الى غرب حي الروضة سمعت وشاهدت من يسير باتجاه معاكس في الطريق السريع القادم من الظهران الى طريق الملك فهد من أجل ان يختصر دقيقة واحدة في تصرف أرعن يسحق جلد من يقوم به لأنه قد يؤدي الى حادث يقتله وغيره بهذا السلوك الأرعن.
• ورغم أن المعدات الثقيلة والمقطورات تمنع من السير في اوقات الذروة الا انها تنتشر في الطرق وتسبب زحاما اضافيا لأنه لا يوجد من يردعهم، وحين اوقفت احدهم تعذر بأنه لا يعلم عن هذا المنع! وأظنهم كاذبون، ولو قام المرور بحجز المعدات المخالفة أسبوعا لتعلم اصحابها درسا بليغا فهم ينامون في بيوتهم بينما عمالتهم ومعداتهم تضايق الناس في الطرق .. ألا يعلمون أن في ذلك أيذاء للمسلمين؟
• ملاحظة كثافة السير والحاجة الى حلول جذرية في بعض المواقع يجب ان تبدأ من المرور . فمجمع الكباري يشكو العدد الهائل لمرتاديه من طريق الجبيل باتجاه طريق الميناء ويجب عليهم مخاطبة وزارة النقل لدراسة الوضع واقتراح حلول مؤقتة ودائمة. فالاستمرار في تنظيم الحركة فقط ليس هو الحل، وكذلك استخدام المتهورين مسارات الطواريء الجانبية للتجاوز يجب ان يحل بوضع عوائق أمام ذلك. ففي بعض دول الخليج توضع مطبات تضطر السائق لتهدئة سرعته.
بقيت أفكار أخرى للأسبوع المقبل واسمحوا لنا اذا كنا أطلنا فهذا موضوع حياة أو موت !
[email protected] 
