DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استخدام القوة الذهنية يحول دون الشعور بالألم

استخدام القوة الذهنية يحول دون الشعور بالألم

استخدام القوة الذهنية يحول دون الشعور بالألم
أخبار متعلقة
 
لا يكاد أحد يتمدد طوعا على سرير مسامير أو يعدو 40 كيلومترا دون توقف. ويمكن لعدائي الماراثون أن يستبعدوا الألم من عقولهم. ورغم ذلك فإن المرء ليس بحاجة إلى أن يكون رياضيا من رياضيي القمة لكي يستخدم القوة الذهنية في الحيلولة دون الشعور بالألم. ويقول رويدينجر فابيان رئيس الجمعية الألمانية لعلاج الآلام ومقرها بلدة جرونيندايتش: «الألم هو رد فعل شعوري على عملية تقييم جرت في الرأس». ويضيف أن بمقدور أي إنسان أن يتحكم في هذه العملية. ويوضح البروفيسور رولف ديتليف تريده رئيس الجمعية الألمانية لدراسة الألم (دي جي إس إس) أن الإحساس بالألم أمر انطباعي وتوضحه المسافة التي يقطعها منبه الألم . ويتابع ان المستقبلات الحسية تنقل الإشارة إلى الحبل الشوكي. ثم يقوم الجهاز العصبي المركزي بتمريرها إلى المخ الذي يعالجها بأي من الطرق المختلفة. ويشير فابيان إلى أن « على المخ أن يقرر ما هو مهم وما هو غير ذلك». ويقول إن الألم آلية وقائية في الجسم ومنبه الألم في طريقه إلى المخ يكون له دوما السبق على المنبهات الأخرى. لكن من الممكن مهاجمة منبه الألم قبل أن يصل إلى هناك بدواء على سبيل المثال. ومن يذهب إلى طبيب الأسنان يعرف ذلك. ويقول تريده: «المخدر الموضعي يمنع منبهات الألم من الوصول إلى المخ». والأهم مع ذلك الطريقة التي يعالج بها المخ المنبهات التي تصل إليه. ويوضح تريده أن «المخ يمكنه معرفة ما إذا كان ألم معين ليس مهما». فإذا أصيب شخص بخدوش في ذراعه فإن الإصابة تبدو غالبا سيئة لكن المصاب يعرف أنها ليست ضارة. ويقول تريده إن المخ يمكنه أيضا أن ينمو وقد اعتاد على الألم ، و»في مرحلة معينة يعتاد على فنجان القهوة الساخن في الصباح على سبيل المثال». ويشير البروفيسور فالتر تسايجلجينسبيرجر من معهد ماكس بلانك للصحة النفسية في ميونيخ إلى أنه من خلال التدريب يمكن للناس أن يؤثروا على كيفية تقييم المخ للألم. ومن يعانون من ألم يلزمهم القيام بدور إيجابي في هذه العملية. ويقول تسايجلجينسبيرجر: «المخ لا يوجد به مفتاح إزالة (كما في الكمبيوتر)». وعلى ذلك فإنه يرى أن من المهم بعد تلقى علاج بالادوية أن يقوم المرضى بأشياء اعتادوا تجنبها بسبب الألم . وهذا يجعل المخ يطمس الذكريات القديمة للألم بذكريات جديدة إيجابية. ويوضح «الخوف من الألم أسوأ من الألم نفسه في مثل هذه الحالات». ويلعب الخوف دورا في الإحساس بالألم في أمراض مزمنة. كما أنه (الخوف) في حالة الأطفال بالذات يكون غالبا أكبر من الألم نفسه. فحين يصابون بجروح فإن رد الفعل لديهم يعتمد في جانب منه على تصرفات الآباء حسبما يوضح أولريتش فيجلر عضو رابطة أطباء الأطفال (بي في كيه جيه) ومقرها كولونيا. ويقول فيجلر «كلما كانت صرخات الطفل أعلى وأقصر كانت الإصابة أقل ضررا في العادة». وينصح فابيان الآباء بألا يظهروا فزعا عند تعرض أطفالهم لإصابة. ويضيف: «الهدوء (في رد الفعل) يعطي الطفل إحساسا بأن الإصابة ليست خطرة»، وهذا يقلل بدرجة كبيرة وغالبا من حجم الإحساس بالألم. وفي المواقف البالغة الخطر بحق تتهيأ للجسم أقوى عوامل تسكين الألم وعداءو الماراثون مثلا يمكنهم تعطيل ما يصيبهم من الألم. ويوضح تسايجلجينسبيرجر بأن المخ يفرز مادتي الإنورفين والأدرينالين. وهاتان المادتان يطلق عليهما ناقلات عصبية وهما يخلقان ما يسمى «مستوى العداء العالي» في العدائين المدربين وتجعلهم لايشعرون بالألم. والجسم يتفاعل بصورة مماثلة في حالات الإصابات الخطرة. ويشير تسايجلجينسبيرجر إلى أنه «بعد وقوع حادث مروري مثلا تمكن مادة الإندورفين الشخص من تحريك رجله المكسورة والخروج من السيارة». لكن الناقلات العصبية لا تطلق في المواقف البالغة الخطر فحسب. إذ يمكن أيضا بتناول حبة العلاج الوهمي التي ليس لها تأثير طبي أن تغير من إدراك المريض للألم. ويقول «المسألة إذن تتعلق بقناعة الشخص المصاب». وعلى النقيض فإن من بترت ساق او ذراع لديهم يشعرون غالبا بآلام وهمية في أطرافهم المبتورة. ويقول تسايجلجينسبيرجر إن «المخ يتذكر الألم ويحسه». ويضيف أن المورثات (الجينات) تلعب دورا في الألم أيضا «فبعض الناس لا يشعرون بالألم مطلقا منذ مولدهم بسبب استعدادات جينية خاصة». وكابحات الألم الخاصة في الجسم لا تطلق في عدائي الماراثون وحدهم. بل يمكن لأي إنسان أن يحفزها بالقوة الذهنية. ووفقا لما يراه تسايجلجينسبيرجر فإن الذين يريدون تأثيرا طويلا على إحساسهم بالألم عليهم أن يتعلموا ألا يخافوه وألا ينظروا إليه على أنه أسوأ مما هو عليه حقا. ويقول: «من الممكن لأي شخص يتمتع بروح المبادرة وبعقل يقظ أن يفعل ذلك».