DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
النجاح منقطع النظير لمؤتمر حوار الأديان والثقافات، في إرساء ما يشبه انتفاضة في الفكر العالمي الجديد، من شأنه أن يؤطر لواقع نأمل في أن يكون مختلفاً على جميع الأصعدة. فالقادة الذين شاركوا، لا بد أنهم يدركون أنه قد آن الأوان كي يفرز العالم مواقفه بشكل إيجابي، مثلما حدث في مكافحة الإرهاب، وأن الوحدة الكونية تبدأ أولاً عبر وحدة الإنسان في أي مكان، وهو ما استشعره خادم الحرمين الشريفين حينما قدم المبادرة، لتتحقق الشراكة الإنسانية المجردة، بعيداً عن دعوات الفوقية أو الغلو أو التكفير، وما يتبعها من تطرف وعنف. وحدة الإنسان تقودنا بالتأكيد لوحدة الوجود، ووحدة الخلق التي تعني بالضرورة وحدانية الخالق، ما يفرض في النهاية الاعتراف بمنظومة القيم الأخلاقية التي جاءت عبر جميع الأديان السماوية، وتصب كلها من أجل خير الإنسان والبشرية، من أجل العمل الصالح في الدنيا والآخرة. عودة العالم إلى قيمه الدينية والأخلاقية، هي الجانب الأهم في كل هذه الحوارات، وهذه العودة إلى الأصول أو المنابع، تؤكد الجذور الروحية للخلق، والتي لا غنى عنها في أي دين أو في أي ملة أو في أي معتقد. مؤتمر الحوار الذي يتزامن مع قمة الـ20 الاقتصادية، بعدما حل بالعالم من كارثة مالية في الشهرين الأخيرين، تعطينا الدرس الأهم في حياتنا، غياب الجانب الروحي هو الذي أفضى للكوارث، مثلما أدى غياب قيم التسامح والعدالة لكل ما يعتري البشرية من شرور. الرأسمالية التي توحشت على حساب الروح، أفلست تماماً، مثلما كانت نتيجة الاشتراكية التي أهملت هذا الجانب، وبالتالي سقطت الاشتراكية حتى في معاقلها لأنها غيبت الإنسان واعتبرته مجرد «مادة» أو ترس في آلة، كذلك الأمر مع نظريات الرأسمالية الاستعمارية تحديداً.. والتي لم تنظر إلا إلى الربح ولو كان على حساب أي شيء. نحن متفائلون بقدرة العالم ـ خاصة بعد أن أخذ تلك الدفعة الأخلاقية من الرؤية السعودية ـ على استنباط معايير جديدة، تكون السيادة فيها للإنسان، وليست للربح المادي، سيادة الإنسان والارتقاء به، لأنه هو خليفة الخالق في الأرض، عليه تعميرها وليس تخريبها وتدميرها.