DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حيرة أبناء المطلقين

ايميلات «لإيصال» رسائل الحب أو الكراهية

حيرة أبناء المطلقين
 حيرة أبناء المطلقين
أخبار متعلقة
 
يلجأ كثير من الآباء والأمهات بعد طلاقهما إلى تجنيد أبنائهما كوسائل ضغط على الطرف الآخر من أجل انتزاعهم وتقريبهم نحوهم،أو ربما يستخدمونهم كرسائل لبث الحقد والكراهية، فيشعر هؤلاء الأبناء بالإحباط والضياع و يخلق لديهم سلوكاً عدوانياً أو كرهاً تجاه والديهما أو المجتمع ويؤكد البعض ان الطلاق يؤثر على مستقبل الأولاد ويجعلهم في حيرة من أمرهم بين كسب رضا الأم أو الأب،وقد يصل تعنت أحد الوالدين إلى حرمان الطرف الآخر من رؤية أبنائه. دور يقول «محمد السنين» موظف :إن الأولاد لهم دور كبير في نقل الرسائل بين الأبوين المطلقين سواء معنوي أو لفظي،موضحا : «فتصرفاتهما أمام أبنائهما يكون فكرة عن مجموعة الصفات والأطباع التي يتحليان بها بشكل غير مباشر» .وهذا مايجعل الأولاد يساهمون في نقل هذه الفكرة بين والديهما معتقدين بأنهم سيرجعون المياه لمجاريها بيد انه يعتقد أن الأبوين قادران على جعل أطفالهم مراسيل حب لهما عبر ما يلقنونهم إياه من رسائل محبة لبعضهم البعض . ويبين «كثيرا ما نرى أن أحد الأبوين المطلقين لم يتخلص من عنته وكرهه لطليقه بعد، فتجده يريد أن يشفي غليله منه عن طريق ابنه ليريه كيف ظلمه الآخر وإنه السبب في تفكك وضياع هذه الأسرة « مشيرا إلى أن الأبناء هم المتضررون بالدرجة الأولى من تصرفات الأبوين اللا مبالية في الوقت الذي يجب أن يقوما بدورهما في تربية أبنائهم وتنشئتهم والتخطيط لمستقبلهم». معاملة ويروي «على الطليحان» قصة واقعية كبر وكبرت معه، فقد دب خلاف بين احد جيرانه الأمر الذي ساهم في طلاق الزوجين وترك الأبناء مع الأم التي أصبحت تخبر أبناءها وتغذي عقولهم بكل ما هو سيئ عن والدهم وتغرس في قلوبهم الحقد والكراهية له، زاعمة بأنه ظلمها وظلمهم فساهم ذلك في تشرب الابناء هذا الحقد وساعد على إساءة معاملتهم لوالدهم. خلاف ويضيف «خالد اليامي» إنه حدث خلاف بيني وبين زوجتي في فترة الخطوبة، فلم نستطع الاتفاق على بعض الأمور، مما جعلنا نفضل الانفصال على البقاء، مردفا » أحمد ربي بأنه لم يكن بيننا أولاد فهم سيكونون الضحية الكبرى لهذه المشكلة الاجتماعية» .ويرى أن الأولاد غالبا ما يكونون مرسالا بين أبويهم المطلقين، لافتا الى انهم و بسبب صغر سنهم وعدم إدراكهم للأمور ينقلون ما يحدث في بيت الأم إلى الأب والعكس صحيح، متوقعا ان المصيبة الكبرى تكمن في طلب أحد المنفصلين من أبنائهما أن يكونوا مرسالا بينهما . مرسال ويعتقد «ابراهيم الزهراني» أن للأولاد دورا إيجابيا في إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي بين الأبوين، خاصة وإنهم يشكلون مصدر ضغط قوي عليهما، الأمر الذي قد يجعلهما يفكران في العودة من أجل عيون أبنائهما و يمدح عمل الأبناء كمرسال غرام وحب بين الأبوين، لافتا إلى أن هذا المرسال سيساهم كثيرا في حل المشكلة بينهما، فعندما تُسمع الأم لأبنائها كلمات الحب والحنان والمشاعر التي تكنها لوالدهم ويقومون بدورهم بتوصيلها إليه، يعرف بأنه مازالت هناك مشاعر طيبة تجاهه وقد يعود لها. مهزوزة في حين تجد «أم فهد» إن دور المرسال الذي يعطى للأولاد بين الوالدين بعد الانفصال يشعرهم بالإحباط والتوتر المستمرين «فهو يساهم في تكوين شخصيات مهزوزة لهؤلاء الأولاد ولا يشعرهم بالاستقلالية أبدا، الأمر الذي يؤثر في حياتهم العملية أو الاجتماعية» «. وترى إن الحل الذي قد يقلل من حدوث المشاكل المرافقة للطلاق هو تثقيف الوالدين حول كيفية التعامل مع هذه المرحلة الحرجة لتلافي وقوع مشاكل لا يحمد عقباها ويكون المتضرر الأكبر هم الأولاد وتدعو الى تثقيف الأبناء لهذه المرحلة لكي يتقبلوها ويتعايشوا معها حتى لا يشعروا بالإحراج المجتمعي من كون أبويهم مطلقين،منوهة الى وجود كثير من الرجال والنساء من يحرمون من رؤية أبنائهم، ولكنهم لا يجنون شيئاً غير تدمير أبنائهما. خطورة ويؤكد الدكتور «هاشم بحر» أستاذ علم الاجتماع أن الطلاق سواء حقيقيا أو نفسيا فهو يؤدي حتماً إلى نتائج خطيرة على الأبناء خاصة إذا كانوا في السنوات الأولى من العمر التي يتسارع فيها النمو العقلي والانفعالي مشيرا إلى أن هؤلاء الاطفال سيعانون اضطرابات كثيرة ستنعكس سلباً على مسار نموهم الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقلي ويقول: إن أكثر الدراسات تشير بوضوح من خلال نتائجها إلى أن الطلاق يعد من أكثر الأحداث الصعبة في حياة الطفل لأنه يمثل بالنسبة إليه نقطة تحول كبيرة وتشعره بالكثير من الضيق والقلق والإحباط، يواصل «لذا فإن معظم الأطفال حين يشعرون بوجود الخلافات بين أبويهم يعيشون حالة من التوتر تجعلهم لا يقبلون أن يتم الطلاق البين بين والديهم حتى وفي حالة إقدام احدهما على طلب الطلاق فإن الطفل ينظر إليه كما لو كان عدوا له لأنه تنازل ببساطة وقدم أنانيته على أسرته» . مبالغة ويؤكد «بحر» أن الأبناء يقومون بمهمة المرسال بين الأبوين بشكل مبالغ فيه وأحيانا يكون القصد منها تجسير الفجوة بين الآباء، لافتا إلى ان ذلك يتم في معظم الأحيان بطريقة لا شعورية، فهم يسعون من خلال ذلك إلى استمرارية العلاقة بين الأبوين رغم الطلاق وذلك كتعبير عن حبهما لهما و يجد ان الآباء يطبقون نفس الموقف، فيستخدمون الأبناء كمرسال أو كوسيلة لنقل ما يريدون لبعضهم البعض،معتقدا أن مثل هذا الأمر يمثل ظاهرة صحية خاصة إذا كان هدفها الحفاظ على النمو الطبيعي للأبناء،ما يؤدي إلى بقاء العلاقة الحسنة بين الآباء وبالتالي إلى تخفيف الأضرار الناتجة عن الطلاق الخطيرة منها بالذات ويرى أنه من الطبيعي أن يزرع أحد الأبوين كرهه وعداءه للطرف الآخر في حالة انعدام الوعي لدى احدهما أو في حالة وصول الأمر إلى القطيعة الكاملة التي لا عودة لها، حيث يمثل هذا الطرف الحلقة الأضعف والمبتلي والمظلوم أمام الأبناء، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط كل ما يحمله من مشاعر وأحاسيس وصفات على الطرف الآخر على نحو سلبي.