DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الرواية في المملكة تتصدر المشهد الثقافي.. وللمرأة نصيب

الرواية في المملكة تتصدر المشهد الثقافي.. وللمرأة نصيب

الرواية في المملكة تتصدر المشهد الثقافي.. وللمرأة نصيب
أخبار متعلقة
 
أكدت الروائية سمر المقرن أن الرواية تتصدر حالياً واجهة المشهد الثقافي في المملكة، وأن المرأة تحتل نصيبا من هذه الواجهة. جاء ذلك في أمسية أقامتها رابطة الأدباء في الكويت تحت عنوان «الرواية النسوية السعودية ونبش الواقع» مساء الأربعاء الماضي، والتي أدارتها القاصة إستبرق أحمد وبدأتها بنبذة تعريفية عن ضيفة الأمسية. وقدمت المقرن ورقة تحدثت فيها عن تجربتها وبنات جيلها في الكتابة الروائية، وقالت: «تحتل الرواية الآن واجهة المشهد الثقافي في المملكة وتجاوز ما تم نشره فعليا في الثلاثة الأعوام الأخيرة 150 رواية، وهو معدل كبير جداً لما يشهده الأدب السعودي من قبل»، موضحة أن للمرأة الكاتبة نصيبا كبيرا من هذا الكم الذي يتباين بالطبع في مدى الجودة والتلقي. وأضافت: هذا الأمر يؤكد ما أوضحه الروائي الطيب صالح عندما سُئل قبل حوالي ربع قرن عن سبب عدم ظهور الرواية في السعودية مقارنة بما هو في بقية البلدان العربية فقال: «الرواية في السعودية سوف تكتبها المرأة». وتطرقت المقرن إلى بدايات الرواية السعودية، التي كانت مع تجربة عبد القدوس الأنصاري في رواية «التوأمان» عام 1930، ثم تناولت بدايات ظهور الرواية التي تكتبها المرأة مؤكدة أن الكتابات الأولى كانت تفتقد لروح المكان والبيئة المحلية بسبب إقامة الكاتبات خارج المملكة وافتقاد أعمالهن لهموم المرأة في الداخل، باستثناء رواية هدى الرشيد «غدا سيكون الخميس». وأشارت المقرن إلى ظهور التجربة الأحدث التي تعززها العولمة والتطور الرقمي الهائل في وقت لم يحدث فيه تطور جوهري مواز داخل المجتمع في النظر إلى المرأة والتخلص من التمسك بصورتها كما هي في الموروث الاجتماعي والديني والركون الدائم للتقاليد الجامدة وعدم الاعتراف بها كمشارك في صنع نهضة بلادها. وأضافت: «كل ذلك ساهم في دفع المرأة الكاتبة إلى التعبير عن معاناتها عبر شكل فني فكان اختيارها للرواية بعد أن حررتها من القوالب الجامدة، وأصبحت الروائية الجديدة مثل الفنان التشكيلي الذي أبى أن تظل لوحاته الفنية حكرا على النخبة فخرج من مرسمه ومن قاعات العرض إلى الشارع، إلى الناس على مختلف أطيافهم، فرسم الجداريات معتمدا على مضامين الثقافة الشعبية والمكانية» موضحة أن وعي الكاتبة اعتمد في ذلك على مخزونها الثقافي والاجتماعي ومرئياتها وسيرتها الذاتية وسير صديقاتها ومشاهداتها اليومية والحياتية فاستطاعت أن تأخذ من نار الحقيقة عن المجتمع وخباياه ما يلفت النظر ويجعلنا أمام مرحلة جديدة من التطور الروائي».‏ وحول قفزة الروائية السعودية قالت: «لقد حققت الرواية النسائية في المملكة قفزة نوعية وكمية هائلة وأصبحت تشكل سمة جديدة ومغايرة للسائد والمكرس في الكتابة الروائية العربية بعد أن تخلصت من عبء تقاليد السرد الروائي وأضافت تصورات أخرى تختلف مع الخطاب الروائي الثابت الذي أصبح يتشابه في آليات إنتاجه وتقنياته الأسلوبية وحتى في تصوير شخوصه ونمطية أبطاله». ورفضت المقرن العبارة القائلة «تسونامي الرواية النسوية»، واستبدلتها بقولها «انتفاضة الرواية النسوية»، موضحة أن الانتفاضة تعني الكم وليس الكيف. وقالت: «على مستوى الكم اتسم هذا الجيل بغزارة إنتاجه ودخلت المرأة بقوة إلى عالم الكتابة الروائية نتيجة للتطورات التي شهدها المجتمع السعودي وإلحاح الكاتبة على طرح قضاياها في شكل يمثل تعويضاً لما شهدته طوال فترات سابقة من تعطيل لدورها، فجاءت كتاباتها الجديدة متنوعة من حيث اللغة والمضمون والبناء السردي، على الرغم من أنها اجتمعت على بساطة اللغة، والبناء غير المتراكب أو المعقد، والمضمون الذي يتمحور حول قضايا شائكة تخص المرأة وتفجر المكبوت والمسكوت عنه بجرأة من خلال تناول موضوعات ذات حساسية اجتماعية». واستعرضت بعض النماذج للكتابة النسوية، وتحدثت عن كل من: «البحريات» لأميمة الخميس و«ملامح» لزينب حفني و«جاهلية» لليلى الجهني و«بنات الرياض» لرجاء الصانع و«الآخرون» لصبا الحرز، ومن ثم تناولت روايتها «نساء المنكر»، واستدلت بما كتبه الناقد اللبناني طلال سلمان في قوله «نساء المنكر هي أفضل ما كتب في سياق توصيف حال (الحريم)». وحول ميلاد الرواية النسوية الجديدة أكدت المقرن أنها تؤذن بميلاد اتجاه جديد في الكتابة النسوية السعودية – وذلك بحسب قياس بعض النقاد - فهي الأعمال الأولى للكاتبات وجاءت وفق منظور رافض لأشكال تهميش المرأة على مختلف المستويات ويؤسس لخطاب روائي مختلف.. لذلك نرى أن هذه الأعمال اتسمت بالجرأة في اختراق التابوهات والخوض في فضاءات سوداوية تفيض بالقمع والعدوانية والتعذيب باختلاف البيئات الواردة في الروايات، عبر سرد متدفق مسترسل ومسكون باليقين لأنه يعتمد المحكي الحاضر يدفع إلى التأمل والدهشة مستخدما كل الطرائق، التي تؤكد صدق الحكاية وواقعيتها». وختمت المقرن ورقتها بالإشارة إلى الاحتفاء بالرواية النسوية داخل المملكة ومنعها من التداول في الوقت نفسه، وفي هذا السياق قالت: «وبرغم الاختلافات الكبيرة بين النقاد حول الرواية الجديدة إلا أن ثمة احتفاء رسميا يبدو في المحاضرات والندوات التي تعقد من قبل المؤسسة الثقافية». وأضافت: «من المؤسف حقا أن معظم هذه الروايات الناجحة ولدت في خارج المملكة، إذ إن الوضع الطبيعي هو أن يولد الإبداع في بلده وأرضه».