DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد بن عبد الرحمن المدني

د. محمد بن عبد الرحمن المدني

د. محمد بن عبد الرحمن المدني
 د. محمد بن عبد الرحمن المدني
أخبار متعلقة
 
وصلني بريد الكتروني أعجبني كثيرا عن العقل الباطن (اللاوعي) وهو موضوع يستهويني كثيرا لطالما هو مرتبط كثيرا بالتفكير الايجابي الذي اعتبرته من وجهة نظري المفتاح الأول من كتابي الموجود في المكتبات حاليا بعنوان «5 مفاتيح للإبداع الوظيفي – دليلك للنجاح الوظيفي واثبات الذات. دائما نقول عبارة «هذا الشخص أحببته، وهذا الشخص لم أرتح له» عندما نلتقي مع شخص لم يسبق أن قابلناه أو رأيناه من قبل، وما إن ينتهي اللقاء السريع حتى تردد أحدى العبارتين السابقتين، وربما لو ذهبت إلى الطرف الآخر لقال لك العبارة نفسها، ولكن كيف يأتي الحب والكره من نظرة ومن جلسة ومن لقاء سريع؟ هذا شعور لا يختلف عليه أحد، ويشعر به الجميع، فليس منا من سلم منه، وليس منا من لم يحب من «أول نظرة» وفي المقابل ليس منا من لم يكره أيضا من «أول نظرة». تفسير ذلك يكمن في العقل الباطن (اللاوعي)الذي يعمل مثل الجهاز المركزي للتفكير فهو يحفظ ويخزن ما يغذيه به الإنسان من أمور إيجابية كانت أم سلبية وينعكس ذلك على عقله الظاهر (الواعي)، وعلى مواقفه وآرائه واختياراته وقراراته التي قد يكون البعض منها مصيري بما تعنيه تلك الكلمة من معنى. فعندما يمتلئ العقل الباطن بالحب والولاء والعطاء والتضحية، ينعكس ذلك على العقل الظاهر (الواعي)، فلا يرى إلا ما يحب، ولا يتصور إلا ما يستحق العطاء، وعندما يمتلئ بالكره والبغض والحقد والخديعة والمكر والخيانة، فإن ذلك ينعكس على العقل الظاهر أيضا، فلا يرى إلا ما يكره، ولا يتصور إلا ما يستحق الخيانة والخديعة. ولكن عندما يكون العقل الباطن صافيا، نقيا، فإن العقل الظاهر يرى الأمور على حقيقتها، فيحب ما يستحق الحب، ويكره ما يستحق الكره، ويبذل لمن يستحق البذل، ويعطي من يستحق العطاء، ويحرم من يستحق الحرمان. إن العقل الباطن في كل شخص هو قوة خارقة خارجة عن العادة والمألوف، ولم ينجح من نجح إلا بحسن استخدامه لعقله الباطن بالطريقة الصحيحة، وإزالة الرواسب والعوائق التي تحول بينه وبين عقله الواعي، إن تراكم الحقد والشك والبغض في عقلنا الباطن، يورثنا عقدا صعبة تمنعنا من اتباع الطريق السوي، وتحول بيننا وبين الاختيار الصحيح، وتوقعنا في شر أعمالنا، وتصنع حجابا حديديا يحول بيننا وبين الحقيقة والمعرفة التي كان من المفترض أن نصل إليها، والأهم من ذلك أنها تحول بيننا وبين استخدام عقلنا الباطن بالصورة الصحيحة وما به من خوارق وقوى جبارة جعلها الله بيد الإنسان ليسخرها لخدمته لا أن تكون سببا لنكسته، وليس بعيدا عنه امتلاء عقولنا الباطنة بعكس ذلك من الحب المجرد والعطاء والتضحية اللا منطقية. لذلك، ما سبق ذكره من حب وعدم ارتياح لمن نراهم من أول مرة ناتج عن أحد أمرين، إما أن يكون في عقلنا الباطن صورة مشابهة لذلك الشخص تستحق الحب أو الكره، فقابلناه بالمثل، وإما أن يكون إحساس متبادل بين الطرفين، وتم باللاوعي من خلال العقل الباطن تبادلنا فيها الإشارات المتوافقة، فأحببنا بعضنا أو العكس. ادعو معي أن يحبب فينا عباده إنه على كل شيء قدير. Mohamed444@ yahoo.com