DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. فهد بن جمعة

د. فهد بن جمعة

د. فهد بن جمعة
د. فهد بن جمعة
أخبار متعلقة
 
إن المتابع لأسعار النفط في الشهور السابقة سوف يكتشف أن النفط أصبح سلعة عادية بغض النظر عن عدم تجدد مصدرها ومحدودية احتياطها مع أنها ليست كذلك ولكن المتغيرات الاقتصادية والمالية في الأسواق العالمية قد غيرت من سلوك أسعار النفط بعد أن كانت تتذبذب في اتجاهات يمكن متابعتها على فترات طويلة أما أخيرا فإن تذبذبات الأسعار صارت سريعة و متفاوتة إلى درجه إنها أربكت المحللين ورفعت من أخطاء التكهنات بأسعار النفط في ظل حالة عدم اليقين بمستقبل الاقتصاد العالمي. اليوم نشهد ما تتعرض له أسعار النفط بسبب الأزمة المالية في الولايات الأمريكية حيث تهاوت البورصات الأمريكية والعالمية وتبعتها أسعار النفط انخفاضا قبل أن يسود نوعا من التفاؤل بعد الموافقه على خطة الاتقاذ مباشره لترتفع الأسعار مرة ثانية معاكسة اتجاه سعر صرف الدولار مقابل اليورو والين. لكن قفزات أسعار النفط بمعدل 6 دولارات مؤشر خطير يشير إلى مدى هشاشة الأسعار وحساسيتها لما يحدث في أكبر سوق ومستهلك للنفط في العالم الذي يستهلك أكثر من 21 مليون برميل يوميا ويعاني من أزمات مالية و ركود اقتصادي يكاد يدخله في نفق الكساد المظلم الذي لن يرى النور قبل عام أو أكثر. هكذا أصبحت أسعار النفط تحت رحمة تغير قيمة الدولار و حدة المضاربة في العقود الآجلة التي قفزت بالأسعار إلى مستويات أكبر مما يتوقعه المنتجون وعلى فترات قصيرة ما يكون له أثر سلبي على إجمالي الأسعار في الأجل المتوسط والطويل ويفقد معادلة العرض والطلب توازنها. إن الأفضل لنا هو دولار قوي وأسعار نفط في نطاق 90 دولارا للبرميل حيث إن صادراتنا غير النفطية لا تتجاوز 10% من صادراتنا ومعظمها من البتروكيماويات. لقد انتشرت عدوى الأزمة المالية الأمريكية لتزيد من معاناة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأسواق العالمية من ضعف في نموها الاقتصادي وارتفاع معدل التضخم و تعرض بعض مؤسساتها المالية لأزمات كادت أن تلقي بها في سلة الإفلاس لو لم تتدخل حكوماتها بتوفير بعض السيولة الأزمة لاستمرارها. هذا ولم تكن الدول الاسيوية في منأى عن تلك الأزمات بل إن ارتباطها الشديد بها خاصة الصين التي يمثل السوق الأمريكي أرضا خصبة لصادراتها.إن المخاوف الحقيقية من كساد الاقتصاد العالمي و تدني الطلب على النفط جعل أسعار نايمكس يتراجع إلى ما يقارب 72 دولارا ما سوف يعرض اقتصاديات الدول المصدرة للنفط إلى عدم الاستقرار ولا يحفزها على الاستثمار في الاكتشافات و حفر الآبار و رفع طاقاتها الإنتاجية عندما تقارن إجمالي تكاليفها الاستثمارية مع العائد عليها طول عمرها الاستثماري. عضو جمعية اقتصاديات الطاقة العالمية [email protected]