DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تفاعلات

تفاعلات

تفاعلات
أخبار متعلقة
 
المعادلة التربوية الحقيقية في يوم العيد.. أخذ الطفل يشتم ويلعن ويسب وكأنه تحرر من قيوده نظير ما أخذه من والديه بعد أن لاحظ الطفل صيامهما عن تلك العادات السيئة في شهر رمضان فقط، أما بقية الشهور فلا ضير فيها معاودة تلك الفضائح اللسانية.. لا تقل كيف عرفت أن الطفل تعلم ذلك من والديه، فبالسؤال تستطيع الحصول على الإجابات من أولئك الأطفال ببراءتهم.. لدينا مشكلة في السؤال، لأننا لا نسأل عن كل ما نراه قبيحاً أو حسناً، غير أن لدينا «شاطرة» في الصراخ والتأنيب فقط.. فكثير حتى من المربين تجده في الشارع يؤنب ويصرخ وربما يقع في أخطر من ذلك يسب ويضرب من تصدر منه تلك الألفاظ دون معرفة سبب ذلك ومعالجته بطريقة النصح والإرشاد والكلمة الطيبة.. فما أجمل كلمة «ليه يا حبيبي»!، ومناداة الطفل باسمه أو حتى باسم (الدلع) كما يتردد بين الألسنة، وعلى غرار «قل لي من تصاحب أقل لك من أنت»، «قل لي مع من تسكن أقل لك من أنت». البيت مدرسة الطفل الأولى التي تكون شخصية ثم يتم صقلها وتزويدها من قبل المدرسة الثانية (التعليم) ثم يأتي دور (البيئة) إلا أن البيت أخطرها من حيث التربية لأنه في مرحلة تكوين الشحن الذي يغذي جميع جوانبه الفكرية والشخصية والأخلاقية التي سيتأثر بها فيما بعد سلبا أو إيجابا فنحن نعرف أن هناك أطفالا لم يتجاوزوا سن الخامسة أو السادسة يحفظون القرآن أو الأحاديث بمتونها وهم لم يدخلوا المدرسة بعد.. هؤلاء الأطفال وغيرهم عاشوا في بيوت تربوية سليمة بلا شك، لا يعرفون السب والشتم والخروج عن النصوص الأخلاقية، وكان الأب والأم هم القدوة الحقيقية الماثلة أمامهم بالصلاح والطاعة والعلم والخير.. ورأينا هذه النماذج طوال الشهر الكريم وهم يصلون مع آبائهم ويسعون لخدمة الصائمين في تقديم الإفطار لهم بكل مودة وتقدير.. في الحقيقة أن المعادلة هي الأب والأم الصالحة، التي تظهر بصماتهما على أولادهما ذكورا وإناثا، مع وجود قلة خارجين عن هذه المعادلة، وعكس المعادلة نجد النتائج التربوية السيئة على الأولاد والبنات ضياعا دينيا وأخلاقيا وتفككا اجتماعيا لا نظير له.. عائلة غنية مات أبوهم فقال أحدهم في أيام العزاء لأحد الأصدقاء عندما قال له صديقه: «الله يرحم والدك» فرد الله لا يرحمه!! فسأله صديقه: لماذا؟ فقال: لقد خلف لنا الملايين ولكنا طوال حياته كنا محرومين منها ولم نتمتع بها.. وهو ولو كان مخطئا في الدعاء على والده إلا أنه ينفس عما بداخله بسبب عيشة الضنك التي عاشوها في ظل وجود هذه الأموال الطائلة.. فلنربّ أولادنا وبناتنا باتزان «لا إفراط ولا تفريط»، حتى لا نخسر كل شيء في الدنيا قبل الآخرة، فهم الثروة الحقيقية الباقية لنا في حياتنا والدعاء لنا بعد موتنا. نواف القرافي - المدينة المنورة الحاجة إلى حسن الخلق كم نحن بحاجة إلى حسن الخلق وحسن التعامل مع الناس، فكثير منا مع الأسف تجده مكفهرا عابس الوجه وكأنه يحمل الدنيا على رأسه. فعندما يدخل الشخص إلى بيته يجد زوجته وأطفاله، وكأن على رؤوسهم الطير، لأنه يشتم هذا ويعنف ذاك، فتنقلب حال المنزل من السكينة والهدوء إلى فوضى وقلق، حيث يتمنى الجميع بقاءه والدهم خارج المنزل أطول فترة ممكنة، لأن عودته تجلب لهم التعاسة والحزن بدلا من الفرح والسرور، وعندما يخرج إلى الشارع تجده مثل ثور هائج يرعد ويزبد، وكأن الشارع ملك خاص له لا يراعي حقوق المارة ولا يعطي الطريق حقه، وعندما يتعامل مع الناس تجده لا يعرف أدنى أبجديات التعامل الحسنة، يكاد قاموسه يخلو من كلمات العطف والحنان ولا يعلم هذا المسكين انه من حسنت أخلاقه كثر محبوه وقل معادوه وتسهلت وتذللت له الكثير من الأمور والصعاب ولانت له القلوب القاسية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «حسن الخلق وحسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار»، وقال بعض الحكماء في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق، وقال الأحنف بن قيس: ألا أخبركم بدواء الداء قالوا: بلى قال: الخلق الدني واللسان البذي، وحسن الخلق أن يكون سهل العريكة، لين الجانب، طلق الوجه، قليل النفور، طيب الكلمة. قال الله تعالى لنبيه وحبيبه مثنيا عليه ومظهرا النعمة لديه ((وإنك لعلى خلق عظيم))، وقالت عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان خلقه القرآن». وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فكم هو حري بنا التمثل بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من التعامل الحسن مع الزوجة والأولاد، فمن يفقد العطف والحنان من اقرب المقربين إليه يبحث عنه في أحضان الأعداء فكم جر التعامل الجاف والخلق السيئ من الويلات على الأسرة حيث تشتت الزوجة وضاع الأولاد وأصبح الجميع في مهب الريح بعد أن فقد الجميع الحضن الدافئ الذي يجمع الأسرة تحت كنفه ويضللهم بسحاب من العطف والحنان. حمود دخيل العتيبي – الرياض