DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سعادتي بعودة سوق عكاظ أكبر من سعادتي بالفوز بالجائزة

سعادتي بعودة سوق عكاظ أكبر من سعادتي بالفوز بالجائزة

سعادتي بعودة سوق عكاظ أكبر من سعادتي بالفوز بالجائزة
أخبار متعلقة
 
لا يختلف اثنان على أن لجنة اختيار جائزة شاعر سوق عكاظ قد وفقت بشكل رائع فى اختيارها الشاعر المصري الكبير محمد التهامي لنيل جائزة هذا العام عن قصيدته «صور مضيئة للحضارة العربية السعودية»، فيمكن القول : إن التهامى هو أحد زعماء الشعر العربي فى العصر الحديث، وأن اختياره لنيل هذه الجائزة قرار يستحق من اتخذه الإشادة، ويدل على نجاح هذا المهرجان الرائع. وقد كان لـ «اليوم» هذا الحوار مع الشاعر الكبير : # كيف كان شعورك حينما علمت بخبر فوزك بجائزة مهرجان سوق عكاظ؟ ## لقد كانت لحظات سعيدة فى حياتى، ولكن سعادتى الحقيقية كانت بإعادة إحياء المهرجان، وخروجه للحياة من جديد. # ولماذا سعدت بسوق عكاظ بالتحديد رغم انتشار المهرجانات الشعرية على المستوى العربي؟ ## أنا أرى أن هذا المهرجان بالتحديد يعمل على إعادة الاعتبار للغة العربية الفصحى، فقد قال الأمير خالد : إن سوق عكاظ لا ينبغي أن يقال فيها شعر إلا باللغة العربية الفصحى، وهذا فى حد ذاته ينبئ عن مدى احترام هذا المهرجان للغة العربية، ويدعو للسعادة والفخر. # ما رأيك فى حركة الشعر بالمملكة؟ ## أنا لا أؤمن بتفريق الشعر تبعا للدول، فلا يوجد شعر سعودى أو مصري أو لبنانى، ولكن يوجد شعر عربي، لكن بالنسبة للشعراء السعوديين فمنهم شعراء رائعون ولكننى لن أذكر أسماء حتى لا أنسى اسما فيغضب من أنساه. # هل كتبت شعرا عن المملكة؟ ## كتبت كثيرا عن المملكة، ولي ديوان خاص كتبته عنها وعن الملك عبد العزيز بعنوان «الحب إذا غنى»، كما كتبت عن مدنها ورحيقها الديني، ومن أفضل ما كتبت قصيدة «مكة» التى يقول مطلعها : خفف خطاك إذا انطلقت لتسلم فالأرض تحت خطاك أصبحت السما وكتبت أيضا قصائد أخرى منها قصيدة «محمد» التى قلت فيها: ==1==حتى إذا جاء نصر الله وازدهرت==0== ==0==بالفتح مكة وازدانت لتلقاه وطاف بالبيت فاهتزت قواعده==0== ==0==وبادر الركن للمختار حياه ونادت الكعبة الأصنام فارتعشت==0== ==0==وزال شيطانها ما كان أغواه وقالت اللات للعزى دنى أجلي==0== ==0==فنكسي الرأس، هذا ما خشيناه وسيق للمصطفى من كان عذبه==0== ==0==من قومه، وغدوا فى القيد أسراه تذكر المصطفى ما كان فى أحد==0== ==0==فعاده الحزن وانضمت ثناياه وكشر الليث فارتاعت فريسته==0== ==0==وأيقن الكل أن اليوم منعاه فأطرق المصطفى حينا وعاودهم==0== ==0==قد بدل الحزن بشرا فى محياه وجاء بالعفو .. عفو قادر اجتمعت==0== ==0==فيه الشجاعة لما ذل أعداه من ذا يعيد إلينا بعض سيرته==0== ==0==هل من قليل لدينا من سجاياه وإن كان فالنصر يسعى فى مواكبنا==0== ==0==والسعد والمجد والتوفيق والجاه==2== كما كتبت قصيدة فى المملكة العربية السعودية، وكانت خلال رحلة عودتى إلى مصر بعد أول زيارة لي للمملكة لأداء فريضة الحج، فكتبتها فى الطائرة، وقلت في مطلعها: ==1==بلاد قد تركت فيها فؤادى==0== ==0== يقبل أرضها ويذوب فيها ولم تبرح مفاتنها عيونى==0== ==0== كأن جفون عينى تحتويها مقدسة وفود الحج فيها==0== ==0== تنافس فى محبتها بنيها بمكة والرياض وكل دار==0== ==0== بها طهر يفيض علي بنيها بناها خادم الحرمين صرحا==0== ==0== تتيه به على الأيام تيها==2== وهناك أيضا قصيدة «صور مضيئة للحضارة العربية السعودية» التى فزت بها فى سوق عكاظ، التي يقول مطلعها: ==1==قد راعني أن المنى تتدفق==0== ==0==والحلم بعد مشيبه يتحقق==2== فالمملكة تجلب لي دائما ملكة الشعر، حتى أننى كتبت فيها أكثر من عشر قصائد، كما أنى كنت أرتبط بعلاقات طيبة جدا مع قادتها. فقد كنت أعمل فى جامعة الدول العربية فى عهد الملك فيصل، وكان هذا يجعلنى قريبا من القادة العرب، وكان الملك فيصل يحبنى جدا، وأيضا كنت سفيرا للجامعة العربية فى أسبانيا حينما كان الملك فهد وليا للعهد، والتقينا هناك كثيرا، وتناولت الغداء معه أكثر من مرة فى منزل السفير ناصر المنقور، وكل هذا يمثل لي ذكريات طيبة عن المملكة. # أمازلنا نعيش فى زمن الشعر أم كما قال الدكتور جابر عصفور : إننا أصبحنا نعيش فى زمن الرواية؟ ## هذا التعبير «زمن الرواية» معناه فى منتهى الغموض، فماذا يعنى بقوله : إننا نعيش فى زمن الرواية. فالشعر منذ نشأته هو ـ كما قيل ـ ديوان العرب. فقد كان العرب يعيشون بالشعر ويحبون بالشعر ويكرهون بالشعر ويفخرون بالشعر ويحاربون بالشعر ويهجون بالشعر، فكانت حياتهم كلها تقريبا تتركز على فن واحد وهو فن الشعر، ثم توالت الحياة وتطورت وظل الشعر هو العمود الفقري للتفاهم الفنى العربي والالتقاء الفنى العربي على الشعر . أما أن يزعم أحد الآن أن الرواية هى ديوان العرب فأنا أتساءل ماذا يقصد الدكتور جابر عصفور بما قال؟ هل يقصد مثلا أن الرواية هى السائدة الآن وأنها تبيع أكثر من الشعر؟ حتى لو كان هذا صحيحا. فالشعر إذا سار فى مسيرته وتابع طريقة تطور الحياة فى أنها تسير متعرجة ويكون فيها موجة عالية وموجة منخفضة وهكذا. فالشعر يتعرض لهذه المؤثرات فيتأثر بها ويؤثر فيها، ولسوء الحظ أن المبدعين فى هذا العصر والنقاد يتحملون مسؤولية هذا التعثر الذى تعرض له الشعر، لأن مدارس الشعر المختلفة لم تتفاهم ولم تتعاون ولم يضع بعضها أيديهم فى يد البعض الآخر، بل تناحروا وتعارضوا وتخانقوا وخاضوا المعارك بعضهم ضد بعض، ونشروا هذه الآراء لجمهور الشعر . فجمهور الشعر كان يسمع هجاء لشعر المدرسة الأصيلة من المدرسة الحديثة، ويسمع هجاء عكسيا أيضا، فانصرف الجمهور عن الشعرين، لأن الشعراء والنقاد شوهوا صورة الشعر الجميلة الحقيقية فى أذهان الناس بأيديهم، ولهذا فهم مسؤولون، وأيضا فإن هذا التعبير الذى اخترعه الدكتور جابر عصفور تعبير غير واضح، ولا يمكن فهمه بالمنطق. # رغم تمسكك بالقصيدة العمودية طوال حياتك الإبداعية، إلا أنه كان لك موقف مشرف دائما من الشعر الحر.. فكيف تفسر ذلك؟ ## أنا أتساءل : لماذا نحارب ونكره الإبداع المختلف.. أساس الإبداع وأساس الفن وأساس الحياة كلها هو حرية الإنسان ما لم تعتد على حرية الآخرين . فالحرية مطلقة، وأنا أعتقد اعتقادا جازما أن موهبة الشعر موهبة لدنية، وأن الله يعطيها لمن يشاء ولم يعطها لكل الناس، وأن القبائل العربية كانت تحتفل بنبوغ الشعراء وتقيم الولائم والاحتفالات. فليس كل إنسان يستطيع أن يكتب الشعر بهذه الموهبة التى تصله من السماء، وهذا هو السبب الذى دعانى لاتخاذ موقفين، الأول أنى لا أتخلى عن الشعر الموزون المقفى، لأنى لا أجد عائقا ـ كما يدعون ـ فى القافية والوزن فى وجه الإبداع الشعري، فهم يقولون : إنه شعر قديم وكلاسيكى وتقليدى ولا يجاري الحياة ويطلقون عليه اسم شعر الناقة والجمل والحداء والصحراء والخيام، لكن الشعر الموزون المقفى هو فى حقيقته شعر حديث معاصر نعيش به اليوم والغد، وأنا تحديتهم بأن وضعت قصيدة فى الهاتف الجوال الذى يحملونه الآن : قلت فيها قصيدة طويلة موزونة مقفاة عن أحدث أداة يستعملها الإنسان، منها هذه الأبيات: ==1==دق من لوعته عن هواه معلنا==0== ==0==فاسمعى دقته إنه قلبى أنا طار من لهفته وأتى مستأذنا==0== ==0==فافتحى الباب له، تلتقي آذاننا تلتقي أفواهنا.. تلتقي أرواحنا==0== ==0==فى عناق فوق ما تشتهى أجسادنا لا تخافي واشيا، فلن يرانا غيرنا==2== أما شعر التفعيلة فأنا لا أحاربه، وأنا فى بعض الأحيان أرى فيه شعرا، وأنا حينما كنت عضوا فى لجنة منح الجائزة التشجيعية فى مصر نزلت إلى الشارع واشتريت ديوان الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة وديوان الشاعر فاروق شوشة وكانا من شعر التفعيلة، وكتبت تقريرا فى المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة وحصلا بسبب هذا التقرير على جائزة مصر التشجيعية، فأنا أرى فى هذا الشعر شعرا، ولكنى آخذ عليه ـ وهو المأخذ الوحيد ـ أنه فتح الباب لتحطيم عمود الشعر، وبسببه ظن الناس أنه لا داعى للوزن فانحدروا حتى قالوا قصيدة النثر. # كان لك موقف مشرف أيضا فى رفض المعارك التى دارت بين أنصار القديم وأنصار الشعر الحديث. ## أنا أرفض المعارك الشعرية من أساسها، ولكنى أبدو وكأنى أنادى وحدى، أو أصرخ فى الصحراء. فالجميع مشغولون بالمعركة، والمدهش الذى أعانىه الآن أن أصحاب شعر التفعيلة بدأوا يحاربون أصحاب قصيدة النثر بشدة وبقسوة، وأنا رأيي أنهم لو تركوهم فسيموتون من أنفسهم، وسيحكم عليهم التطور بالفناء لأن ما يكتبونه ليس شعرا، وإذا حاربناه وضربناه وأقمنا معه معركة تثير الغبار، فإن الغبار سيخفي الحقيقة، وينتصر أهل الباطل، وأيضا سيكسبهم هذا عطف الناس من قسوة الهجوم عليهم، ولكن لسوء حظي فإنى أقف وحدي هذا الموقف.