ما يجري في منطقتنا استقطاب حاد للأفكار الهائجة والقسوة والعنف المبالغ فيه, فالدول غير المستقرة مثل ايران ولبنان واسرائيل والعراق لا يألو سياسيوها جهدا لاشعال النيران عبر التصريحات السياسية الحادة التي تلهب الشارع العام وتحرض كوامن التاريخ والمذهب والنفوذ واستحواذ المشهد السياسي على قنابل صوتية من التصريحات السياسية المؤججة لا يعني ان الاهداف وراءها بريئة او صادقة او حتى حقيقية, المشهد الذي امامنا عميق الدلالة فهذه الدول اضافة الى امريكا المختلف عليها كلها تتجه الى انتخابات رئاسية وبرلمانية قد تغير الخريطة السياسية في الشرق الاوسط وربما يعود جراء ذلك بعض من الهدوء المفقود في منطقتنا.
في ايران بعد اشهر معدودة ستجرى انتخابات وكل الرموز السياسية وحتى الدينية تتربص باحمدي نجاد لازاحته عن المشهد الى الأبد وهو الرئيس المتشدد في افكاره وطموحاته السياسية وفي لبنان ستجرى بعد اشهر انتخابات برلمانية قد تغير التحالفات السياسية وتمنع البلد من الانزلاق للحرب الطائفية أما في العراق فهناك انتخابات محلية وبرلمانية خلال اشهر ايضا قد تطيح بالاحزاب الدينية السياسية التي تحكم الان خصوصا انها لن تحقق الكثير بل هي من استغلت العنف الطائفي لمصالحها ولديمومتها في السلطة اما امريكا فها نحن نشهد الصراع على أشده بين الجمهوريين والديمقراطيين والمهم هو انعكاس ذلك على منطقتنا.
اذا هل كل ما يحدث من توترات وصراخ ومعاندة وعنف بين هذه الدول هو مجرد مصالح انتخابية ضيقة لاحزاب وشخصيات تنشد السلطة حتى لو احترقت بلدانها.. مع الأسف السياسيون في هذه البلدان لا يهمهم مصالح الشعوب واستقرارها ورفاهها الاقتصادي انما الأهم البقاء في الحكم والتكالب على السلطة والنفوذ.. وكل املنا ان ينتخب مواطنو هذه الدول قادة أكثر اعتدالا وحبا لبلدانهم وشعوبهم.
