DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
ما كشفت ـ وتكشف ـ عنه الحلقات التي يبثها التليفزيون السعودي، عن مآسي لمتورطين من أبنائنا، استدرجوا للعراق بذريعة القتال في سبيل الله، فضيحة كبرى لأنصار الفكر المتطرف وخفافيشه الذين لا يتورعون عن المتاجرة بأي شيء، ولو كان استغلالا للقيم والمثل الدينية العليا. اعترافات بعض المتورطين يشيب لها الرأس، وأسلوب بعض منظري السوء تدلل على فقدان النزعة الإنسانية تماماً، وأن كل ما عليهم أن يوفروا وقوداً من أرواح وأجساد الأبرياء تتطاير في الهواء لتحقيق أهدافهم الخبيثة. هذه الاعترافات والتفاصيل عن كيف وجد أبناؤنا أنفسهم في سوق نخاسة «جهادي» يباعون ويشترون فيه، من أجل القيام بعمليات انتحارية، تجعل من الواجب علينا في هذا المجتمع أن نعيد النظر في كافة مفاهيمنا ونعيد صياغتها بحيث لا نسمح لأحد باستدراج أبنائنا وتضليلهم كما حدث بالعراق مثلاً. فخبثاء الجهاديين يستغلون في هذا الشباب نزعته الدينية، ويجبرونهم على تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، بمزاعم التضليل والتكفير والبحث عن الحور العين، وأن الطريق إلى الجنة الموعودة لا يكون صحيحاً إلا على الأجساد المفتتة، والأرواح المغادرة، وحمام الدم الذي يجب أن يكون عنواناً لكل المرحلة، التي يجب أن يرتبط التغيير فيها بالعنف وبالقوة. المشكلة أننا ـ في غالب الأحيان ـ سكتنا عن ممارسات كثيرة كانت تنبت أمام أعيننا على هذه الأرض الطاهرة، دون أن ننتبه إليها، بل كان يدفعنا حسن الظن للوثوق والإيمان والاتباع الأعمى، كان أبناؤنا المتحمسون يبرمجون ويغيبون تحت أسماء كثيرة، ظاهرها الدين، وباطنها التجنيد والإعداد للمستقبل الأسود، كانت أموالنا تتسارع لتهطل بحق أحياناً وبدون حق غالباً، لنجد أنفسنا جرينا وراء سراب فعل الخير، فيما كانت الأموال تخصص لمخططات وألاعيب سرية، كنا أول من اكتوى بنارها. عبر التفجيرات الإرهابية التي طالت الخبر والرياض وجدة ومكة المكرمة دون أن تستثني بشراً أو حجراً. المشكلة أننا دفعنا ثمن طيبتنا الزائدة، والتي ربما تكون ساذجة، وصدقنا أن علينا اتباع كل من يهلل أو يكبر، بغض النظر عن علمه الشرعي واجتهاده وتحصيله، ووجدنا أنفسنا أمام حالة من الصراخ والهوس والتشنج الذي استدرجنا إليه جميعاً كمجتمع، حتى وقعت الواقعة فأفقنا على الصدمة. المآسي التي كشفت، تعيدنا إلى الواقع الذي غيبناه طويلا، وتسبب بعضنا في أن يجد فلذات أكبادنا أنفسهم في النهاية يباعون ويشترون باسم الدين.. فضلاً.. نرجوكم.. نقبل أياديكم.. لا نريد أن نُغيَّبَ مرة أخرى؟!