DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد الحمادي

محمد الحمادي

محمد الحمادي
محمد الحمادي
أخبار متعلقة
 
زادت أخطاء إيران وتجاوزت كل الحدود، وواضح أن طهران تريد أن «تتسلى» بقضية إقليمية وهي تواجه المجتمع الدولي ببرنامجها النووي وتواجه العقوبات الاقتصادية ولا تجد أفضل من استفزاز جيرانها العرب. وهي بذلك تخطئ وتتمادى في الخطأ وكأنها تريد أن تخدع الإيرانيين في الداخل وتبين لهم أن العالم بأسره، بما فيه الجيران الخليجيون، ضد حكومتهم العتيدة. وهذه لعبة كنا نتمنى ألا يلعبها نظام طهران، وأن يكون أكثر نضجاً بحيث يستفيد من تعاطف دول الخليج ورغبتها في إبعاد المنطقة عن أي خطر. لكن يبدو أن هذا النظام لا يفهم هذه اللغة، ولعله لم يستوعب أن الأهداف التي يسعى إليها من وراء هذه الاستفزازات، لن تتحقق له أبداً، فحكومة الإمارات والعرب لن يتورطوا في تلك الألاعيب القديمة. لذا يجب على طهران أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأن تعمل على فتح صفحة جديدة مع دول الخليج إن كانت تريد أن تكون عنصر استقرار في المنطقة أو أن تستفيد من دعم دول الخليج لها. لسنا بحاجة إلى أن ندخل في التفاصيل التي تؤكد عدم قانونية فتح المكتبين الإيرانيين في جزيرة أبوموسى حسب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين عام 1971... كما أننا لسنا بحاجة إلى تأكيد استعداد الإمارات للاحتكام الدولي في مسألة احتلال إيران جزرنا الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، فهذه من الأمور التي يعرفها كل متابع لهذه القضية. كل ما يتم على ضفة الخليج الجنوبية هو اتخاذ قرارات عقلانية بعيدة عن الاستفزاز والرعونة، حيث يحاول العرب أن يتصرفوا بطريقة متحضرة في تعاملهم مع الجميع، وضمنهم من يحتل أراضيهم، وفي الإمارات نعمل على أن نتعامل مع الاستفزازات الإيرانية المتكررة بهدوء وحكمة. لكن هذا لا يحدث على الضفة الشمالية من الخليج العربي، فواضح أن النظام الإيراني الحالي لا يفهم لغة العقل والحكمة ويصر على الاستفزاز والإساءة وتأكيد سوء النية وسوء الجوار... فمتى تعقل تلك الضفة وتعود إلى رشدها؟ إيران تذهب بعيداً بتصرفاتها الاستفزازية للعرب وتستخدم «ورقة الضغط» الخاطئة بالتلاعب بالحقوق الإماراتية المغتصبة، وتقوم بتصرفات لا تليق بدولة كبيرة تدعي أنها ديمقراطية وأنها متحضرة وأنها مسلمة وتسعى إلى حسن الجوار... فما قامت به مؤخراً من فتح مكتبين إداريين في جزيرة أبوموسى المحتلة، لا يمكن إلا أن نعتبره سقطة إيرانية جديدة وتحدياً إيرانياً سافراً ورداً غير مهذب على التسامح الإماراتي وعلى الموقف الخليجي في النزاع الحالي بين طهران وواشنطن. ربما تريد طهران أن تختبر متانة العلاقات الخليجية-الخليجية، وأن تعرف إلى أي مدى ستقف دول الخليج مع الإمارات في مطالبتها بحقها في جزرها المحتلة؟ يجب أن يعرف النظام في طهران قبل أن يكشف وجهه العدائي أن مواقف دول الخليج مبدئية وقوية وراسخة في مسألة الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث، وليست نابعة من شعارات كما يعتقد بعض الحالمين في طهران. فدول الخليج العربي تعتبر جزر الإمارات الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) أراضي خليجية مائة بالمائة ولن تقبل التراجع عن الحق الإماراتي فيها أبداً. أما إذا كانت طهران تتحدى العرب كي يتخذوا موقفاً واحداً تجاه هذه الجزر، فنتمنى ألا يخونها ذكاؤها أيضاً، وأن تعرف أن العرب لن يتنازلوا عن هذه الجزر التي يعتبرونها جزراً عربية وليس من حق أحد التنازل عنها، وسيقف العرب صفاً واحداً لاسترجاع هذا الحق بالطرق السلمية، وإن كانت إيران تريد الاستيلاء عليها بأية طريقة وبأي أسلوب. العرب جميعاً لا يزالون يحترمون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا يريدون الدخول في عداء معها، ليس ضعفاً وإنما أملاً في أن ترجع الجارة المسلمة إلى صوابها وتعيد الحق لأصحابه بالطرق السلمية. يبدو أن موقف دول الخليج المتفهم والمتعاطف مع إيران فيما يخص مشكلاتها الخارجية، هو الذي جعل الإيرانيين يتمادون في التعامل مع دول الخليج وجعل النظام الإيراني يستمر في استفزازه. وهذا الموقف الخليجي من إيران لابد من إعادة النظر فيه؛ لأنه موقف لا يستحقه هذا النظام. لا مفر من أن يكون للإمارات ودول الخليج موقف واضح وحازم من كل ما تقوم به إيران من تصرفات اتسمت في الفترة الأخيرة بالعبثية وتعريض أمن المنطقة للخطر. ويجب أن يفهم الإيرانيون أن التلاعب بأمن المنطقة غير مقبول أبداً، ووضع المنطقة «على كفّ عفريت» لا يجب أن يستمر إلى الأبد، كما يجب أن تقتنع إيران بأهمية تحولها إلى عنصر استقرار في المنطقة بدلاً من الاستمرار في مغامرات غير مأمونة العواقب. هذه رسائل يجب أن تصل إلى طهران بوضوح، وإذا كانت مصرة على العبث، فليكن ذلك في حدودها وعلى أراضيها وليس على أراضي جيرانها، وعليها أن تعرف أن هناك ست دول أعضاء في مجلس التعاون وهناك العراق أيضاً، وكلها دول تبحث عن الاستقرار، وليس من المنطقي أن تعرض دولة واحدة بمغامراتها وأنانيتها استقرار كل هذه الدول للخطر. إيران أخطأت كثيراً ولم تتأثر مصالحها في الإمارات ولا في دول الخليج، وهذا ما يجب أن يعاد النظر فيه، فعندما تتجاوز حدودها يجب أن تشعر بأننا نرفض ما تقوم به، وعندما يتلقى المرء صفعة على الخد الأيسر يجب ألا يدير خده الأيمن كي يتلقى صفعة أخرى عليه، بل يرد الصفعة بمثلها... ويجب أن تعرف طهران أنها عندما تتعدى على سيادة الإمارات فإن مصالحها لن تكون بأمان. الإمارات ودول الخليج يجب أن تتخذ خطوات عملية في مواجهة الأخطاء الإيرانية المتكررة في حقها، والمستثمر الإيراني في دول الخليج يجب أن يشعر بأن حكومته أخطأت في حق هذه الدول وألا تتم معاملته كالمستثمرين الأجانب الآخرين الذين ينتمون إلى بلدان لا تنتهك سيادة الدول وتتعامل باحترام مع جيرانها ولا تخرق القوانين والأعراف الدولية التي يلتزم بها الجميع.  صحيفة «الاتحاد» الإماراتية