DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نورة الخاطر

نورة الخاطر

نورة الخاطر
أخبار متعلقة
 
في الماضي وحتى القريب جدا منه , كان الانسان لا يحمل هم السكن وتوابعه أبدا , فعندما يقدم أحدهم إلى بلد ما , عازبا كان او مع زوجته وأطفاله , فإنه يحل ضيفا على أحد الأقارب , أو المعارف او المسجد , او يقصد كبار البلد وشيوخها , ليقيم في ضيافتهم , ومن ثم يدبر أموره خلال عدة أسابيع او أيام وكل ما يترتب عليه هو البحث عن مكان مناسب , ومن ثم البدء في بناء سكنه هو بنفسه واحيانا بمساعدة أفراد أسرته , او بعض العمالة البسيطة التي تكتفي في بعض الأحيان بقوت يومها , أجرة لعملها , ومن ثم يبدأ العمل في بناء البيت حسب الإمكانية المادية وحسب المكانة الاجتماعية , وأول ما يبدأ البناء يحضر المواد وكلها مواد من البيئة لا ينفق فيها إلا القليل والقليل جدا . . هذا بالنسبة للحضري اما البدوي فبيته من صوف دوابه وأرض الله واسع فضاها . الآن أصبح السكن وتوابعه , هو الهم الأول في حياة إنسان (مملكة الإنسانية) وغيرها من دول العالم عبر كوكب الأرض كله .. والآن أصبح السكن هو هم الإنسان الأكبر الذي يرهق كاهله , وكل ما عداه يهون ويسهل أمره , فليس ابشع على النفس من أن تلقى في العراء ولا تستطيع تدبير مكان يظلك وأهلك , لأن كل شيء ممنوع عليك فعله وكل ما هو متاح بالمال فقط والمال المكلف وليس الثمن البسيط , الرمزي فقط . وهنا يأتي السؤال المرير : لم يحدث ما يحدث الآن , من تضييق السكن على المسلمين , حتى أن مع سعة الأرض ما عاد المرء يجد مكانا جيدا يؤويه على هذا الكوكب الذي كان مزهرا ؟ والجواب معروف ومعلوم ولكني وللأسف الشديد , لا أجيد الالتفاف كالأفعى , ولا التلون كالحرباء ولا السحر ولا الشعوذة , ولا أشياء كثيرة يسهل تمرير الجواب خلالها , لآتيكم بالجواب الصريح , الصحيح والذي كلكم يعرفه ويعرفه جيدا , ولست أظنه بخاف على أحد منكم إلا إن كان ممن منّ الله عليه بمأوى جيد !! ويدور لحن قديم يتجدد بتجدد الحالات , وببؤسها , ولكن كل الأزمنة لا أظنها قد مرت بما يمر علينا في زمننا هذا من تعسير للسكن حتى لقد اصبح التراب أغلى من الذهب ويفخرون بامتلاكه ولا حاجة لهم به !! قالت الضفدع قولا حار فيه العلماء .. في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء ؟ ولكن سؤالا بسيطا ساذجا يدور في فكري : ما الذي يمنع أن يمتد العمران شمالا وغربا , وما المانع أن تتصل المنطقة الشرقية بالوسطى ؟ وأن تصافح الدمام الرياض ؟ وتحضن حفر الباطن ؟ فقط هو البنك العقاري الذي أضاء عتمة ليلنا لعدد بسيط من السنوات , ومن غير تخطيط أيضا , ثم انطفأ ضوؤه وصرنا نتخبط في ليل متاهات المخططات وتجار العقار .. الآن لم لا يكون لدينا من الفكر والتخطيط ما يحفظ لإنسان كل منطقة كرامته وحقه في امتلاك سكن يؤويه هو وأسرته , أو يسمح للمواطن ببناء العشش وبيوت الصفيح وفق برنامج مدروس مخطط له ؟ عشرات الرسائل تصلني عبر البريد الإليكتروني ـ الإيميل ـ تستفسر عن توزيع الأمانة قطع أراض سكنية لمن لم يسبق لهم امتلاك أراض في وطنهم , وبالفعل احتار بما أرد عليهم !! ولكني اجمع شجاعتي وأنا مختبئة أمام وليس خلف شاشة كمبيوتري , وأبشرهم , وأقول لهم : ان الحكومة أحرص منكم على أنفسكم وهي تعلم أنها راعية ومسؤولة عن رعيتها , ولكن لابد من أن هنالك عذرا ما , وتأكدوا أنها يوما ما ستفعل الخير كل الخير لكم , وتحمل العبء عنكم , وستمنح كل مواطن (ورقة من كتاب الصحراء) مساحتها كيلو متر مربع , في منطقته , تسطرون عليها أحلامكم البسيطة , وتضمون عليها شعث رحيلكم المر , من مكان لآخر , وتنسون خلالها ظلم جبابرة العقار , وما يفعلونه بالمستأجر المسكين , من غير أن تجترحوا شيئا من الحرام بدافع البحث عن سكن لأهلكم ومأوى لأطفالكم فأبشروا ثم أبشروا فالخير كل الخير قادم بإذن الله تعالى في عهد أبي متعب الغالي . وتذكروا جيدا أننا على أرض خير من كل الأراضي السبع , وتحت سماء هي غير كل السماوات , شاء من شاء وأبى من أبى . فمن هذه الأرض أسري بالنبي ومن هذه السماء عرج به , ولابد أن خيرا سيصيبنا وإن طال الانتظار . فقط الصبر ثم الصبر ثم الصبر والتواصي بالحق . [email protected]