DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

في الصميم

في الصميم

في الصميم
في الصميم
أخبار متعلقة
 
تساءلت وأنا أتابع مثل غيري منافسات أولمبياد بكين , وتحسّرت أيضا مثل الملايين من بني جنسي العربي بعدم صعود المنافسين العرب لمنصات التتويج إلا ما ندر . تساءلت : هل العلة في الرياضة الخليجية .. هي التخطيط ؟ ام أن هناك خللا آخر خارج الإرادة ؟ وتساءلت أيضا: هل نحن في الإعلام نسير خلف النقد الأعوج دون أن ننظر إلى الأسباب والمسببات التي تجعلنا نخرج صفر اليدين في الأولمبياد ؟ وطرحت سؤالا أكثر وضوحا وهو : هل يعني وجود المال في دول الخليج وجوب ظهور أبطال لديها في التظاهرات العالمية الكبرى مثل الأولمبياد ؟ ووسط زحمة التساؤلات رجعت أيضا لإنجازات الولايات المتحدة الأمريكية في الدورات الأولمبية سواء في الدورة الحالية ببكين أو في الدورات السابقة ووجدت أن هناك الكثير من حصادها خصوصا في الميداليات الذهبية جاءت عبر أبطال أصلهم وفصلهم من أفريقيا وشرق آسيا بل إن الأمر لا يتوقف على أمريكا وحدها ، فهناك بعض الدول الأوروبية حصادها الأولمبي جاء في بعض الأحيان جراء تجنيسها أصحاب البشرة السوداء . ولكن في المقابل اكتشفت أن هناك دولا فقيرة جدا لا يجد شعبها المأكل والمسكن ومع ذلك تتألق في هذه المناسبات ومنها أثيوبيا في أفريقيا وجامايكا في أمريكا الجنوبية والقائمة تطول والشاهد أنها تبرز أبطالا وتفرخ نجوما أولمبيين .. فهل هذا راجع للتخطيط أم للبنية الجسمانية والقدرات والمهارات المكتسبة من البيئة ؟؟ وإذا كانت المسألة هي بنية جسمانية ومهارات بيئية مكتسبة فهل يحق لنا في الخليج أن نرمي عامل التجنيس خلف ظهرنا ؟ الواقعية تفرض علينا فتح ملف المشاركات الخليجية في الأولمبياد .. وياليت هذا الملف يستوعب الدراسة الموضوعية التي لا ترمي التهم جزافا , فليس من المعقول أن نطالب بالتفوق في الألعاب الفردية والإعلام أول من يتجاهل المتفوقين فيها , وليس من المعقول أن نطلب من لاعب متفوق في السباحة أو ألعاب القوى أو المصارعة أو الملاكمة أو أي لعبة فردية أخرى وهو في سن مبكرة أن يواصل تألقه دون أن ترعاه مؤسسة ما أو شركة ما، كما هي العادة في الدول المتقدمة التي تحرص على تواجدها القوي في الأولمبياد . وبصراحة أكثر أرى أن جلب الذهب أو الفضة أو البرونز في الدورات الأولمبية أكبر من الاتحادات واللجان الأولمبية المحلية , وبرأيي فالأمر يحتاج لعمل أكثر من جهة ، فهو مزيج بين القطاعين الرياضي والاقتصادي بمعنى لا بد أن تكون هناك مؤسسات غير حكومية تهتم بهذا الجانب وهو رعاية الأبطال منذ الصغر هذا إذا لم ترغب أي دولة خليجية بالتجنيسن أما الاستمرار على مخططات الاتحادات الأهلية أو اللجان الأولمبية الخليجية لتفريخ نجوم وأبطال قادرين على التفوق في الأولمبياد فهذا مضيعة للوقت والتجارب أثبتت ذلك . ولكن قد يقول قائل إن هناك نماذج محلية برزت واستطاعت أن تنتزع الميداليات دون تجنيس أو رعاية أو غيرها من التنظير البيزنطي ( حسب وجهة النظر ) التي تؤمن بأن التخطيط في الاتحادات الأهلية الخليجية أو لجانها الأولمبية هي الأساس في النجاح أو الفشل , والرد على هذه النظرة هو أن ما تحقق يعد استثناء وليس قاعدة، فما حققه هادي صوعان وخالد العيد في سيدني العام 2000م يحتاج لسنوات حتى يتكرر, أما ما تحقق للإخوة في قطر أو البحرين فهو عن طريق التجنيس لا أكثر ولم يكن وليد التخطيط في الاتحادات الخليجية أو لجانها الأولمبية . الخلاصة .. لا تتركوا المؤسسات المالية الكبرى تسلم من سهام النقد , فما تحقق للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحتى إفريقيا الفقيرة ماليا في الأولمبياد ما هو إلا صنع المؤسسات المالية الكبيرة ودور الاتحادات ثانوي ، فلماذا نعكس نحن المعادلة ونطالب بتحقيق الإنجازات في الأولمبياد ؟ إنه لأمر مضحك أن نطالب لاعبينا في الملاكمة أو السباحة أو رفع الأثقال بميداليات عالمية وهم لم يشاركوا في أي لقاءات دولية للاحتكاك . وقبل الختام وحتى تعرفوا أن المؤسسات المالية هي من يجب أن يسلط عليها سهام النقد .. ميزانية اتحاد رفع الأثقال وبناء الأجسام في المملكة سنويا لا تتعدى المليون ونصف المليون ريال .. وهذا المبلغ يدفع ثلاثة أضعاف لتهيئة بطل ينافس على الميدالية البرونزية في أوروبا .. طبعا عبر شركة راعية ..!! هل عرفتم الفرق ؟ وهل عرفتم الآن دور القطاع الخاص ؟ أم أن المسألة انتقاد في الفقراء ( الاتحادات الأهلية )التي لا تملك في ميزانياتها ما يسد تسيير ألعابها محليا .