أخبار متعلقة
شهدت ساحة العمل الخيري خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاً في مؤسسات و آليات التنمية الاجتماعية ، و لا شك أن للجان التنمية الاجتماعية المحلية دورا بارزا في هذا التقدم و الذي ألقى بظلاله على مسيرة الارتقاء بالفرد و الوسط البيئي إلى مستويات متقدمة في الوعي الحضاري . ترفرف عالياً -من بين تلك اللجان -راية لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الروضة في الدمام و التي ساهمت بشكل فعّال في التنفيذ العملي لخطط و أهداف الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية نحو بناء مجتمع يساهم في خطط النماء و العطاء و كذلك تعزيز مفهوم المواطنة لدى أفراده تحت مظلة العقيدة الإسلامية السمحة ، كل ذلك من خلال المشاريع و البرامج و الأنشطة الموجهة إلى مختلف أفراد المجتمع .
من هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي ليشكل ظاهرة بارزة ستحقق نقلة نوعية في طريقة تنفيذ و إعداد البرامج المختلفة بالإضافة إلى أنه سيحقق عوائد مالية جيدة ستساعد في تطوير أنشطة اللجنة و اتساع رقعة الخدمات التي تقدمها للمجتمع .
الفكرة و الانطلاقة
في حديث مع الشيخ محمد بن حمد الخميس رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الروضة ذكر أن اللجنة منذ انطلاقتها في عام 1425 هـ يسعى القائمون عليها إلى توفير مكان مهيأ و مجهز لتنفيذ البرامج و الخطط و يساهم كذلك في تحقيق التكامل مع متطلبات إعداد الجيل الحضاري الجديد وفق معايير و ضوابط مدروسة جمعتها اللجنة من أصحاب الخبرة و من تمرسوا عليها .
من هنا تم اعتماد إنشاء مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي بالدمام على أرض مساحتها 11000 م2 بتكلفة إجمالية تتجاوز الـ 10 ملايين ريال .
*مركز اجتماعي متكامل
يضم مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي مجموعة متكاملة من المرافق متعددة الاستخدامات مجهزة تجهيزا كاملا بالأجهزة و المعدات اللازمة لتنفيذ الفعاليات و الأنشطة المختلفة ، حيث يشتمل على :
قاعات أنشطة للبنين و قاعات أنشطة للبنات و مسرحاً و قاعة محاضرات و مكتبة عامة و قاعة للتدريب و مسابح للكبار و الصغار بكامل ملحقاتها و قاعة رياضية مغلقة مجهزة لممارسة جميع الألعاب الرياضية و نادياً صحياً للمتقاعدين إضافة إلى مكاتب إدارة المشروع.
*مرونة و تعددية في الاستخدامات
يواصل رئيس اللجنة حديثه موضحاً :أن اللجنة استفادت من تجارب سابقة لعدد من المراكز و الجهات الاجتماعية و ذلك لكي لا تتكرر السلبيات الموجودة في تلك المراكز ، حيث حرصنا على نقل التجارب الناجحة و تطويرها و لم نقف عند هذا الحد بل سعينا إلى تحقيق عنصر الابتكار في التنفيذ و التصميم ، لذلك لم نبدأ من حيث بدأ الآخرون بل بدأنا من حيث انتهوا فاللجنة دائما ما تنظر إلى مكامن الإبداع و الابتعاد عن التقليدية .
كما تابع رئيس اللجنة حديثه و ذكر مثالاً على ذلك: أن اللجنة استفادت من تجربة أحد المراكز الاجتماعية في تصميم المسرح ، حيث كانت فكرة القائمين على اللجنة في بداية التخطيط لمشروع مركز حي الروضة أن يكون المسرح على نظام المدرجات لكن بعد أن استشرنا أحد المراكز الاجتماعية التي استخدمت هذا النظام وجدنا أنه سيجعل استخدامات المسرح محدودة جداً و بالتالي قررت اللجنة وضع أرضية المسرح بشكل مسطح على أن تكون المقاعد متحركة و غير ثابتة لكي تتم الاستفادة من المسرح في تنفيذ معارض أو مهرجانات أو أية فعاليات أخرى تحتاج إلى مساحة تنفيذ واسعة خاصة إذا كانت المرافق الأخرى مشغولة بالفعاليات ، أيضاً من خلال الاطلاع على تلك المراكز وجدنا أنه من الأفضل أن يوضع للمسرح مداخل و مخارج و نظام تشغيل منفصل عن بقية مرافق المركز حتى نتمكن من تشغيل المسرح دون الحاجة إلى تشغيل المركز بالكامل و العكس أيضاً و هذا سيفيد في إمكانية إقامة فعاليات رجالية و نسائية في وقت واحد داخل المركز مع توافر الخصوصية المطلقة في التنفيذ .
*دعم من أعلى المستويات
حظي مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي بمدينة الدمام بدعم عالي المستوى من مختلف المسؤولين و رجال الأعمال و الجهات الحكومية و الأهلية ، حيث تشرف المشروع بدعم سخي من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد –أمير المنطقة الشرقية-الذي أشاد بالمشروع و استحسن مجريات العمل القائم لإنجازه و حث على مواصلة العمل لإنجازه لكونه يحتوي مرافق و خدمات تخدم كافة شرائح المجتمع ، كان ذلك في الزيارة التي قام بها أعضاء مجلس إدارة اللجنة إلى سموه بمكتبه في أمارة المنطقة الشرقية ، كما أن سموه -حفظه الله- بعث بخطاب إلى الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية حث فيه رجال الأعمال بدعم المشروع و لم يكتف بذلك بل وجه بتزويده بنتائج هذا الخطاب و مدى تفاعل رجال الأعمال مع هذا التوجيه حسب ماذكر ذلك رئيس اللجنة الشيخ محمد الخميس .
كما أشاد صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز –نائب أمير المنطقة الشرقية-بالجهود التي بذلت لإنشاء أول مركز اجتماعي نموذجي على مستوى المنطقة الشرقية و كذلك على مستوى لجان التنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية ، جاء ذلك أثناء تفضل سموه بوضع حجر الأساس للمركز في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة .
*اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية
بما أن لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الروضة في مدينة الدمام تنطوي تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية ، فإن الوزارة تؤمل كثيراً على مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي لا سيما و أنه سيحقق الأهداف التي تطمح إليها الدولة في سبيل بناء المجتمع الحضاري من خلال احتواء أفراد المجتمع ضمن بيئة نقية تعزز مفهوم المواطنة و الانتماء ، لذلك تشرف المشروع بزيارة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس الذي اطلع على المرحلة التي وصلت إليها أعمال البناء كما وجه شكره للعاملين في اللجنة على ما تقوم به من برامج و فعاليات.
كما استقبلت اللجنة أيضاً الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الهدلق-وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية المساعد للتنمية الاجتماعية-و الذي عبّر عن سعادته بالاطلاع على المشروع المتكامل لمركز حي الروضة الاجتماعي و ما يحتويه من مرافق تتحقق من خلالها الخطط و الاستراتيجيات و الأهداف المرجوة منها .
كما عبر الأستاذ إبراهيم بن عبداللطيف العمير –مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية عن سروره بما شاهده من إنجازات للجنة و ذلك خلال زيارته التي اطلع من خلالها على مركز المشروع الذي يحتوي مرافق مفيدة للمجتمع-كما ذكر-.
*تكاملية مع جهات التربية و التعليم
لا شك أن مدارس التربية و التعليم حكومية كانت أو خاصة تندرج ضمن الشرائح التي ستستفيد كثيراً من مرافق مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي بمدينة الدمام بعد الانتهاء منه ، من أجل ذلك كان للدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس –مدير عام التربية و التعليم للبنين بالمنطقة الشرقية-زيارة للجنة و مشروع المركز حيث اطلع على البرامج و الإنجازات التي حققتها اللجنة كما شاهد شرحاً مفصلاً عن المشروع و مراحل العمل فيه و كذلك ما سيقدمه من خدمات للمجتمع و بخاصة جهات التربية و التعليم من مدارس و معاهد و إدارات فذكر أنه مسرور بإنجازات اللجنة و أهدافها السامية و تطلعاتها المستقبلية و أنهم في الإدارة العامة للتربية و التعليم للبنين بالمنطقة الشرقية يتطلعون إلى المزيد من التكاملية مع اللجنة للوصول إلى أهداف مشتركة في مجالات التربية و التعليم .
كما ذكر الأستاذ عبدالعزيز الخفوي مدير مدرسة بلاط الشهداء الابتدائية في حديثه عن مدى الاستفادة المرجوة من المشروع أن المركز سيحقق البيئة المناسبة لنا كمدارس و معلمين لتنفيذ الأنشطة اللاصفية و كذلك تنفيذ المهرجانات و الحفلات التي لا يمكن تنفيذها داخل المدرسة إما لعدم توافر الإمكانيات أو كذلك ضيق مساحة المباني المدرسية ، أيضاً سيوفر-بإذن الله- على المدارس عملية إقامة الرحلات و الزيارات سواء من الناحية المالية أو حتى الزمنية ، بالإضافة إلى أن هذا المشروع سيساهم في استغلال أوقات فراغ الطلاب و الأهالي بشكل عام الاستغلال الأمثل ، و وافقه الأستاذ يوسف الجار مدير مدرسة زيد بن الخطاب المتوسطة و يضيف: إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور التي يجب أن تتحقق لكي تحصل الاستفادة الكاملة من هذا المركز نذكر منها التنسيق الدائم بين القائمين على المركز و الجهات التعليمية من مدارس و نحوها من ناحية نوعية البرامج التي يمكن أن تطرح للتنفيذ و مناسبتها لجميع الفئات العمرية ، أيضاً لا بد أن تكون هناك دعاية و وسائل إعلامية مقنعة يتم توجيهها للفئات المستهدفة و المستفيدة خاصة فئة الطلاب و هذه لابد لها من كادر إعلامي متمكن ، بالإضافة إلى أن البرامج التي ستنفذ يجب عليها أن تبتعد عن التقليدية و تسعى إلى الابتكار و التجديد .
كما يشير مقاول مشروع مركز حي الروضة الاجتماعي الأستاذ فيصل بن أحمد المحمدي إلى أن المؤسسة تسابق الوقت و تسعى جاهدة لإنجاز المشروع وفق أرقى و أحدث آليات العمل و البناء حتى يساهم المشروع في دعم العجلة التنموية و يقوم بالدور المناط به لتوفير الاحتياجات اللازمة لبناء المجتمع .
و من جانبه يؤكد المهندس الاستشاري المشرف على المشروع الأستاذ علي بن سعيد القحطاني على أن المكتب الاستشاري يقوم بمتابعة آلية سير العمل و حريص كل الحرص على السير وفق الخطط الموضوعة للبناء ، و يضيف: بأن المشروع يعتبر رائدا على مستوى المملكة العربية السعودية إن لم يكن على مستوى الخليج فهو سيؤتي ثماره بإذن الله من خلال إقامة برامج التطوير الاجتماعية .
في لقاء مع الدكتور عادل بن سلطان الدوسري نائب رئيس اللجنة للشؤون الإدارية و البرامج نوه إلى أن مخطط المشروع تم تصميمه في كلية الهندسة بجامعة الملك فيصل حيث أشرف على تصميم المخطط نخبة من المهندسين المتخصصين ، فاللجنة حريصة دائماً على توفير عنصري التجديد و الابتكار .
كما يذكر الشيخ محمد بن حمد الخميس رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بحي الروضة أنه –بحمد الله-تم إنجاز 80% من مراحل التشطيبات النهائية للمشروع الذي يمكن أن يستوعب 1200 مستفيد في وقت واحد ، و يتابع الخميس حديثه بتوجيه الشكر الجزيل لكل من دعم المشروع سواء مادياً أو معنوياً و في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد –أمير المنطقة الشرقية-و صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز –نائب أمير المنطقة الشرقية-، داعياً الجهات الحكومية و الأهلية و كذلك رجال الأعمال إلى دعم هذا المشروع و جميع المشاريع الخيرية لما ستحققه من فوائد عظيمة ستعود على الجميع بالخير و الثواب في الدنيا و الأخرة فكل فرد من أفراد المجتمع يمثل عنصراً مهماً في بناء المجتمع .
جدير بالذكر أن المشروع يعتمد على مصادر تمويل معتمدة من قبل الدولة من خلال التبرعات العينية و المادية وفق أنظمة جمع التبرعات المعتمدة من الدولة عبر حساب مصرفي خاص بالإضافة إلى الهبات و الأوقاف و كذلك الإعانة السنوية المقدمة من وزارة الشؤون الاجتماعية .
من خلال العرض السابق تتضح أهمية دعم و وجود مثل تلك المراكز و تعميمها على مستوى مناطق و مدن المملكة العربية السعودية حيث يشهد الجميع و على مستويات رفيعة بأهميتها و تأثيرها الإيجابي على الجميع .
أعضاء مجلس إدارة اللجنة في زيارة لسمو أمير الشرقية
سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز خلال حفل وضع حجر الأساس