DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
الولايات المتحدة في مأزق سياسي وأخلاقي وقانوني، ويبدو أن رد الفعل العكسي والانفعالي عقب أحداث سبتمبر المأساوية، كان تنفيساً لعقدة فيتنام الشهيرة، والتي مرغت العسكرية الأمريكية في التراب، وأظهرتها عاجزة عن حسم صراع عسكري بمواجهة بضعة رجال ومسلحين أذاقوها الويلات في أدغال هذا البلد الصغير. تلخص المأزق الأمريكي فيما نشهده من تفاعلات غير مبررة، سواء في حربها ضد الإرهاب، أو في تعاملاتها مع دول العالم أو حتى الشعب الأمريكي الذي يبدو أنه يعاني من قيود كثيرة طالت حياته وأمنه، جراء فوبيا الخوف التي نجحت إدارة الرئيس بوش في تصديرها داخليا وخارجيا، ما انعكس أيضا على الأداء الاقتصادي الذي ورثته الإدارة الحالية عقب انتهاء حكم الرئيس السابق كلينتون في أفضل حالاته، ليستنزف تماماً في مغامرات عسكرية جاءت فقط انصياعاً لمنظري اليمين المتطرف الذي للأسف تغلغل في السنوات الثماني الماضية. معسكر جوانتانامو سيئ السمعة، كان المثال الصارخ الذي يلخص انقلاب أمريكا على نفسها، عن قيمها، عن شعاراتها وأخلاقها، وعن الأسس التي أرساها الآباء المؤسسون لأمريكا الحديثة منذ الرئيسين إبراهام لينكولن وجورج واشنطن، وعندما تدعو أصوات أمريكية لعدم الإفراج عمن تثبت براءته من ضحايا هذا المعتقل الإجرامي، فإن الولايات المتحدة تدفن كل أسس الحرية والعدالة بغير رجعة، وتدفن أيضاً كل ما قامت عليه ونادت به، ويلغي أيضاً أي حديث عن سيادة قانون أو احترام لمبادئ. هذه المجاهرة المخزية، تعطي رسالة عن عمق الأزمة الحقيقية التي وجد بها الأمريكيون أنفسهم، والتي أوصلتهم للانقلاب على كل الخطوط الحمراء، ففي أي قانون أو نظام أو دولة يتم احتجاز بريء لم تثبت إدانته؟ وفي أي شرع يمكن تقييد حرية شخص بدل تعويضه عن مغتصبي حريته وسجانيه وجلاديه؟ لا يمكن أن تكون هذه هي أمريكا التي جعلت من تمثال الحرية على شاطئ نيويورك قبلة لكل الباحثين عن القيم الفاضلة؟ ولا يمكن أن تكون هذه هي أمريكا التي ناضل من أجلها مفكرون وقادة وعظماء خضبوا طريق الحرية والمساواة بالدم؟ لا يمكن أن ينجح متطرفون ـ أياً كانوا ـ في اختطاف كل القيم النبيلة، وكل الفضائل التاريخية، وكل تضحيات أجيال عانت وقاومت لترسي مبادئ العدل والحق بين الجميع، وتكون النهاية كذلك الذي كان في «أبو غريب»، أو هذا الذي يحدث في جوانتانامو!