DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
في خضم الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، لفت الانتباه الهروب الكبير لبعض كوادر «فتح» من غزة إلى إسرائيل، فهل تحولت الدولة العدو في غفلة من الزمن إلى الملاذ الآمن؟ مفارقة شاذة، أن تظهر الدولة العبرية/ العدو التاريخي والأزلي، بمظهر المسيح اليهودي الذي ينقذ ويحتوي ويعالج، بل تطلب منه أعلى سلطة فلسطينية إبقاء الهاربين للعلاج، فهل أصبح العدو التقليدي أرحم كثيراً من الشقيق التقليدي، أم أن هناك مسخاً متعمداً للصراع، لتشويه صورة حماس. إن عملية التحول تلك في النظرة أو التعامل مع الدولة العبرية، سواء كانت مقصودة أو عفوية، تعطينا رسالة هي الأخطر في التاريخ الفلسطيني كله، إذ أصبحت إسرائيل في عيون الأطفال والأرامل والضحايا بديلاً عن تلك الصورة التلقائية لقاتل مأجور احترف القتل والتشريد لما يزيد عن نصف قرن.. وسيجد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره أكثر من صورة خيالية متناقضة للفرقتين المتصارعتين: ـ فتح التي تحرص على سلام هش مع إسرائيل، عاجزة عن إقرار هذا السلام أو أي جزء منه مع خصمها اللدود. ـ حماس التي تتمسك بـ»تهدئة» مع الدولة العبرية، تتهور في رد فعل سريع مع نقيضها السياسي. باختصار.. اتفق الاثنان على إسرائيل، واختلفا على بعضهما البعض، أصبحت إسرائيل هي الحليف العلني أو السري، المتفق عليه، والذي يحرص كل طرف على عدم استثارته برصاصة، بينما توجه المدافع والمفخخات والرشاشات للصدور في الداخل الفلسطيني لتحصد الأبرياء. لقد كان منظر العراة إلا مما يستر العورة والذي بثته الفضائيات، فضحاً لكل الممارسات العبثية، وكان تلخيصاً لمأساة عمرها نصف قرن، واختلاساً لطوابير الشهداء وافتراساً لكل المحرمات. فمشهد العراة الفلسطينيين، عرّى كل شيء، حتى ورقة التوت الأخيرة، فأصبح كل يتندر على الآخر، ولا يدري أنها سقطت!