DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لا يمكن أن يقر عاقل ما، هذا الذي يجري منذ أكثر من عام بين جناحي الوطن على الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فالمجانين وحدهم هم الذين بإمكانهم التصديق أو التبريك، وكأن الحملة الأمنية المتبادلة، تعدت كل الخطوط الحمراء، وأصبح اعتقال الخصوم جزءاً من اللعبة السلمية «الأرض مقابل السلام»! لكل من فتح وحماس كوادر سياسية ومسلحة، ولكل منهما نفوذ قوي، تتلاشى معه الفصائل الأخرى، وصراع النفوذ الذي بدأ عقب وصول حماس للحكم في انتخابات حرة، وللأسف دخلت الحركتان في أعنف نزاع تشهده الساحة الفلسطينية، وصل إلى حد الانفصام والانفصال، الذي انعكس على سمعة القضية الأم ذاتها، وأدخل الشعب الفلسطيني في متاهة قتال الأخوة الأعداء. الوضع الراهن في غياب العقلاء ينذر بمستقبل أسود للدولة الفلسطينية المرتجاة، مع عودتها على سلم الأولويات الدولية للخلف، وبقاء الوضع على ما هو عليه، يعني في النهاية انفرط عقد هذه الدولة الهلامية، مع استمرار الاستيطان الاسرائيلي، وحالة الضعف الإقليمية التي تستنزف المنطقة للدخول أو معالجة ملفات أخرى، سواء مصطنعة أو حقيقية. لاعب السلام الأمريكي، مشغول بقضاياه الداخلية، ومهموم بتبعات أسوأ حربين في أقل من ثماني سنوات، منذ الحرب الفيتنامية سيئة السمعة، والنظام العربي مثقل بمواجهات متنافرة ومتعددة، أقلها ضريبة حرب العراق، وعمليات الإثارة المتعددة سواء من لبنان حتى السودان والصومال، عدا تهديدات الإرهاب أو التلويح به، والقضية الفلسطينية تحولت في غضون أعوام من حركة تحرير إلى حركة تأكل أبناءها، أو على أقل تقدير تباعدهم وتستفزهم اقتصادياً واجتماعيا غير أنها تحاصرهم سياسياً، فملايين الدولارات من المعونات لم تعد تفعل شيئاً، والأمل في تخفيف الحصار صار مربوطاً بتنازلات موجعة ومصيرية، أهمها ما حارب الفلسطينيون ومعهم العرب من أجله طيلة قرابة نصف قرن. بعد الاقتتال في الشوارع والانفصال على الأرض، أصبحت حرب الاعتقالات علامة على اليأس المتبادل، إنها حرب تقطيع الشريان الأخير للجسد الفلسطيني.. كان الله في عون أولئك القابعين يرقبون المشهد، ولا يملكون شيئاً، بعدما فقدوا كل شيء!