DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جائزة الملك فيصل العالمية تفوق جائزة نوبل لأنها لا تخضع للمجاملات

جائزة الملك فيصل العالمية تفوق جائزة نوبل لأنها لا تخضع للمجاملات

جائزة الملك فيصل العالمية تفوق جائزة نوبل لأنها لا تخضع للمجاملات
أخبار متعلقة
 
الكاتب عبدالتواب يوسف قدم للمكتبة العربية أكثر من ألف كتاب في أدب الطفل، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة منها: وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، وسام العلوم والفنون، جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، عام 1975، جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1981، جائزة الملك فيصل العالمية فى الآداب عام 1990 ، جائزة نظم الثقافة العربية عام 1991. أكد الكاتب العربي عبدالتواب يوسف،صاحب الألف كتاب في أدب الأطفال، أنه مع احتفال جائزة الملك فيصل بعامها الثلاثين، استرجع لحظات حصوله عليها، وأثرها في حياته، حىث أنها كانت منعطفا تاريخيا منحته مزيدا من الثقة بالنفس، مشددا على ان حيادية ونزاهة وشفافية الجائزة جعلها ترقى إلى مستوى أعلى من نوبل وتعطي الحق لمن يفوز بها أن يرفع هامته فخرا واعتزازا، لافتا إلى أن أدب الأطفال في وقتنا الراهن مجرد كتابات بدون كتاب ، لانها مهنة لا تدر دخلا يوفر الحياة الكريمة لمن يشتغل بها.. وفيما يلى حوار (اليوم) معه: * نود أن نسترجع معكم ذكريات فوزكم بجائزة الملك فيصل العالمية ؟ - كان لي شرف نيل جائزة الملك فيصل.. ومازلت أذكر تلك اللحظات السعيدة وأجواء البهجة التي غمرت حياتي وأنا أقف أمام الأمير خالد أتسلم منه الجائزة، حيث تم ترشيحي للجائزة من قبل لجنة اللغة العربية برئاسة المرحوم الدكتور حسين طه بدر، وجامعة أسيوط في صعيد مصر، وجامعة الامام محمد بن سعود بالمملكة، وجامعة صنعاء باليمن، بالاضافة إلى لجنة ثقافة الأطفال بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر برئاسة الدكتورة سهير القلماوي.. ومازلت أذكر تعاون الملحقية الثقافية لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة وتحملها مسئولية تسليم مجموعة الكتب التي أرسلت بها إلى لجنة المسابقة وتزن أكثر من 60 كيلو جراما، وأعلنت النتيجة وحصلت على الجائزة بالمشاركة مع المرحوم أحمد نجيب من مصر وأيضا شاعر مغربي هو علي الصقلي وهو صديق لي التقينا بالقاهرة.. وحقيقة كانت لحظة لا تنسى شاركني فرحتها زوجتي ونجلي الصغير، إذ تكرمت إدارة الجائزة بالسماح لكل فائز بأن يصطحب اثنين معه. * ماذا أضافت الجائزة لكم؟ - كانت منعطفا تاريخيا في حياتي، فقبل الجائزة شئ وبعدها شئ آخر.. بمعنى أنها أعطتني مزيدا من الثقة في النفس. جائزة محترمة * وماذا يميزها عن الجوائز الأخرى؟ - أنت أمام جائزة محترمة، والحصول عليها ليس هينا يسيرا، فهي بعيدة كل البعد عن آفة المجاملات ، وقد تفوق في المكانة جائزة نوبل، لأنها لا تخضع لأي اعتبارات سياسية ، أو أيديولوجية، ومما يعزز من شفافيتها اختيار لجنة المحكمين الذين يشترط فيهم الحيادية والنزاهة.. وهكذا نرى كم الاشتراطات التي تتطلبها جائزة الملك فيصل، مما يعطي الحق لمن يفوز بها أن يرفع رأسه اعتزازا وفخرا. * كيف ترى حال ادب الطفل في العالم العربي؟ - حقيقة نجد كلاما كثيرا يكتب عن أدب الأطفال، ولكننا لا نجد كتابا حقيقيين، والسبب يرجع إلى أن مهنة الكتابة للطفل لا تدر مالا كثيرا، يحقق الحياة الكريمة لمن يمتهنها. * إذن كيف استطاع الكاتب عبدالتواب يوسف أن يعيش منها؟ -استطعت هذا لأنني عشقت هذا المجال منذ اكثر من ربع قرن من الزمان ، ولذلك أعرف ماذا أكتب؟ .. وكيف أكتب؟ .. ولمن أكتب؟.. وأعمالي تجد طريقها إلى التليفزيون، والإذاعة، ودور النشر .. لأنها أعمال ترقى بأدب الأطفال. *ما السبيل لتشجيع الكتابة في مجال الطفل؟ - لابد من الاهتمام بالمكتبات المدرسية وتشجيعها على اقتناء كتب الأطفال، وكذلك المكتبات العامة، بشكل يدفع دور النشر إلى شراء الكتب من كتاب الأطفال ونشرها. تشجيع المواهب * كيف نشجع المواهب الصغيرة من الكتاب؟ - هذا دور المحافل الثقافية في الدولة، ومن الضروري أن تكون لدينا استراتيجية للكشف عن المبدعين الصغار وتقديم كل العون لهم وتشجيعهم على الاستمرار في تفوقهم، وعلينا أن نضع نصب أعيننا تجارب الآخرين، كما يحدث في مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تستعين بمتخصصة مهمتها قراءة قصص الأطفال التي تصل إليها من الأطفال، ثم تختار منها مجموعة من القصائد المتميزة ، يلقيها الأطفال أمام الرئيس، وبعد ذلك أمام أعضاء الكونجرس للكونجرس ، فهذا هو التشجيع الحقيقي لادب الأطفال وللأطفال الذين يبدعون. ويجب ان نرقى باللغة وبالكتاب المدرسي.. ونشجع الاطفال على القراءة، وأن ندرك أن دور النشر ليست محلات بقالة بل هي مؤسسات ثقافية ولو احسنت اختيار الكتب ستحدث نوعا من الرواج العام للثقافة. شروط الكتابة للطفل * هل كل كاتب يصلح أن يكون كاتبا للأطفال؟ - بالتأكيد لا .. فهناك مواصفات يجب توافرها فيمن يتصدى للكتابة للطفل، وهي كما حددها الكاتب البريطاني روالد دال صاحب القصة الشهيرة «مصنع الشيكولاتة» تتلخص في ثمانية شروط، وأهمها أن يكون الكاتب صبورا، وذا موهبة، يملك مفاتيح اللغة، صاحب أسلوب مبسط، يعرف كيف يختار موضوعه، خفيف الظل. * من الأقدر على الكتابة للأطفال.. المرأة أم الرجل ؟ - الكتابة لا تصنف بالجنس، ولكن بالموهبة .. فإذا كانت هناك امرأة موهوبة فستبدع والعكس.. ولا يعني هذا أننا نغفل مكانة المرأة عند الطفل ودرجة قربها وتلاصقها به على خلاف الأب المنهمك في حقل كفاح الحياة لتوفير رغيف الخبز للأسرة .. فيما تقضي الأم وقتا أطول مع الأطفال، وكذلك في دور الحضانة والمدرسة .. ومن هنا نجد في وقتنا الراهن أن اكثر كتاب الأطفال نساء.. كما أن كل من حصل على جائزة نوبل الأمريكية في أدب الأطفال خلال السنوات العشر الماضية كن سيدات. الفئة العمرية * إلى أي مدى يأخذ كاتب الأطفال في الاعتبار الفئة العمرية لمن يكتب لهم؟ - هذا شئ ضروري ومطلوب، ويجب على كل كاتب أن يحدد الفئة التي يود أن يخاطبها .. هل هو سن ما قبل المدرسة ام من 6 - 9 سنوات أم 9 –12 سنة.. إذ إنه عندما اكتب قصة لمن قبل سن المدرسة وهو لا يقرأ ماذا سأكون قد قدمت للطفل . * هل تعتمد على الخيال أم الحس؟ - على الاثنين: جانب خيالي وجانب معرفي. القصص المترجمة * ما رأيكم في قصص الأطفال المترجمة عن كتاب الغرب؟ - للأسف هذه الترجمات نقلت للأطفال أخطار الفكر الغربي الذي يهدد الطفل العربي، إذ إن الاعتماد على الترجمة بهر أطفال الأمة العربية بقصص الرجل الخارق الذي يطلق عليه الغرب اسم « سوبر مان» ومثل هذه الأنواع من القصص تمجد العنف، ليس هذا فحسب، بل في بعض الأحيان تجعل من البطل هو الشخص الوحيد الذي يحدد معيار الخير ومعيار الشر وفقا لنظرته الشخصية البحتة، بعيدا عن معيار القانون وسلطة الدولة، ومن ثم فإن إشاعة هذه السلوكيات تجعل الفوضى هي وسيلة حياته في تعامل مع الآخرين .. ومن هنا يأتي دور الكاتب العربي لتنحية هذه السلبيات التي زرعها أدب الطفل الغربي في بيئتنا، وإحلال نماذج إنسانية فاضلة محل اساطير الغرب.. وأدبنا العربي الإسلامي على وجه التحديد يضم نماذج فردية من الشخصيات التي عملت على إرساء قيم مثل العدل والمساواة.. ومنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جعل المصري الذي راح يشكو له من سوء معاملة ابن عمرو بن العاص لابنه.. وهنا يحس الطفل أن باستطاعته أن يقتص من ابن الحاكم أو الحاكم إذا أساء معاملته.. وهذا مدخل طبيعي لحقوق الإنسان.