DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
نعرف أنه لا رابط فعلياً بين قتال الأشقاء في لبنان، وقتالهم في الأرض الفلسطينية المحتلة، لكن التزامن في الاشتباكات الطائفية في طرابلس، والانفجارات في غزة، يشير إلى عنوان عريض وهو أن الدم العربي رخيص للغاية، وأن رصاصة القتل لم تأت من عدو متربص، بل جاءت من شقيق كامن! أبعاد المأساة العربية لا تقف عند هذا الحد، بل يبدو أنها تتعداه لتشكل جزءاً من التاريخ الموروث منذ حروب الجاهلية وحرب البسوس وحكايات جساس وكليب.. صحيح أن مراثي جليلة بنت مرة، كشفت لنا عن أدوات الصراع ولم تقل مبرراته، التي ربما كان تدور حول الماء والكلأ، لكن من يرثون هذه الأيام يرون المبررات أوهى من ذلك بكثير وربما تثير الخجل. فالرصاصات التي تنطلق في لبنان بين الحين والآخر تحصد من الأبرياء عشوائياً في أكبر دليل على أن الوضع لا يحتمل هشاشة أكثر من ذلك، تماماً كما هي الانفجارات في غزة، علامة مخجلة على تحول المعركة في الميدان الفلسطيني، من مواجهة بطولية مع عدو غاشم، إلى تناحر داخلي بين رفقاء نضال أصبحوا يتصارعون على مقاعد بالهواء الطلق. اللبنانيون الذين استوعبوا درس الحرب الأهلية، نجحوا في اتفاق اللحظة الأخيرة على تجاوز إشكالياتهم، ربما إيماناً بأن لا منتصر بينهم، وأن المهزوم الوحيد لن يكون سوى الدولة/ الوطن.. فانتخبوا الرئيس، وتوافقوا على الحكومة، وبقي فقط تحويل كل ذلك لاستقرار على الأرض، بينما الفلسطينيون في جناحي غزة/ رام الله، لا يزالون يتقاتلون على الوهم، وعلى سيادة لم تأتِ بعد، وعلى دولة مجهولة وفي علم الغيب، وكأنهم بذلك يهينون كل تاريخهم النضالي ويمسحون به الأرض، دون أي اعتبار لدماء الشهداء والأرامل والثكالى والعجزة والعاطلين والجائعين والمحاصرين. للأسف، لم يعد الصراع الفلسطيني/ الفلسطيني إلا علامة سيئة وترجمة رديئة لمجمل الحقب المؤلمة في التاريخ العربي القديم والحديث، ولم يعرف الفلسطينيون أنفسهم أنهم ينقلون عن العدو المشترك قصفه واغتيالاته، جرائمه ونكباته، حديثه واتهاماته! يبدو أنهم لم يتعلموا من التاريخ العربي سوى حرب البسوس.. يا إلهي.. ما أشبه الليلة بالبارحة!