للجار حقوق وواجبات يجب على كل واحد منا أن يحترمها ويفي بها لجاره مهما كان هذا الجار قريبا أو بعيدا من حيث صلة الرحم فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) فمن هذا الحديث يظهر جليا حق الجار وتظهر كذلك أهمية الإيفاء بحقوق الجار الذي ظن الرسول صلى الله عليه وسلم من كثر ما يوصيه بالجار أنه سيكون له نصيب من الورث ( التركة ) إلا أن في الآونة الأخيرة ولاسيما في المدن المزدحمة بالسكان ونظرا لكثرة المشاغل الأمر الذي أدى إلى أن تجد بعض أصحاب المنازل لا يعرفون من هو جارهم ولا يعرفون عنه سوى أنه يلقي عليه السلام فقط عندما يصادفه راكبا أو نازلا من سيارته فقط ولا تجد له تواصلا أو زيارات متبادلة بينه وبين جاره إلا في بعض العوائل التي ما زالت تتواصل مع جيرانها لاسيما في المدن الكبيرة .
تواصل واحترام
حامد الشمري أحد كبار السن الذي يبلغ من العمر 90 عاما تحدث قائلا «للجار حقوق وواجبات إلا أنه في الآونة الأخيرة لوحظ أن هناك من هم لا يفون بحقوق الجار وواجباته التي أوصانا بها نبينا من تواصل واحترام وإيفاء بالواجبات وعدم إيذائه مهما كان هذا الجار فتجد أن أغلب الناس اليوم لا يعرف من هو جاره وإن عرفه يعرف اسمه فقط ومنهم من يعرفه ولكن لا يتواصل معه من حيث دعوته وتلبية دعوته حيث إن بعضا من الناس عندما يكون عنده مناسبة تجده يدعو من له صلة قرابة بهم حتى وإن كانوا ممن هم خارج المدينة أو المحافظة التي يسكن فيها ويترك جاره وهذا يعتبر إجحافا بحق الجار والجيرة ومنهم من لا يحترم جاره وتجده ربما يؤذيه كأن يتعدى على حق من حقوقه مثل أن يقف في مكانه أو أن يضيق عليه في بعض من الأمور التي ربما تجعل هذا الجار يترك منزله ويبحث عن مكان آخر . وعن الجار وحقوقه في السابق يقول الشمري: نحن كبار في السن وكنا في شبابنا نسكن بيوت الشعر ونرتحل من مكان إلى آخر بحثا عن الكلأ والماء لمواشينا وكنا نختلط وننزل مع أناس من قبائل لا تجمعنا بهم صلة لا من بعيد ولا من قريب إلا أننا كنا نفرح كثيرا عندما ينزل بجوارنا أحد حيث نبادر بدعوته لتناول طعام الغداء أو العشاء حسب الظروف في ذلك الوقت وكنا نسعد كثيرا بذلك وهو كذلك يسعد بنا وتجدنا طوال فترة بقائنا نتواصل بيننا ويدعونا لأي مناسبة وندعوه نحن وتبقى صداقة حميمة ربما تكون أقرب من بعض الأقرباء الذين تجمعنا بهم صلة رحم في بعض الأحيان.
غياب التواصل
من جهته يقول عبد العزيز البندر: للجار حقوق وواجبات يجب على الكل أن يتعامل بها مع جاره مهما كان هذا الجار وعلى رأسها احترامه وتقديره ومساعدته فيما يحتاج، وعن حقوق الجار في الآونة الأخيرة يضيف البندر قائلا: للأسف أن أكثر الناس في بعض المدن والمحافظات لا يتواصلون مع جيرانهم ولا يدعونهم عندما تكون عندهم مناسبة ما فتجدهم يختصرون الجيرة على أن تكون فقط في السلام وعدم الإيذاء وهذا خطأ يجب تصحيحه من قبل أئمة المساجد والوجهاء وعمد الأحياء و الناس في السابق كانوا يتواصلون مع جيرانهم في البادية وفي القرى وبعض المدن الصغيرة حاليا إلا أن المدن الكبيرة قد تكون غير ذلك.
جمود العلاقات
من جهته يقول مناور الصالح» هناك مشكلة لدى بعض سكان المدن وهو أن يكون الجار من ذوي المناصب العليا وجاره رجل بسيط فتجده لا يتواصل معه مراعاة لمكانته التي يرى أنه أفضل منه وأن مستواه لا يسمح له بالتواصل هو وعائلته مع هذا الجار البسيط وهذه ربما تكون بعض الحالات التي أدت إلى جمود العلاقة بين جيران بعض المدن وكذلك المحافظات ومنهم من لا يفي بحقوق جاره فتجده يؤذيه أحيانا كأن يقف أمام باب منزله أو أن يؤذي صغاره أو أن يقف في المكان الذي يخصصه الجار لسيارته الأمر الذي يؤدي إلى أن يتضايق هذا الجار ويكرهه ولا يحب التواصل معه نظرا لكون هذا الجار لا يحترم حق الجيرة ولا يعرف واجبات وحقوق جاره علاوة على أسباب الأخرى .