DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
تبقى الأمم المتحدة كمنظومة سياسية لها احترامها لكن قدرتها على اتخاذ شيء ملموس فعلياً تبقى مرهونة بـ»فيتو» الكبار في مجلس الأمن، الذي يعيش أسير أي اعتراض طائش، وتبقى وحدها الجمعية العامة متحررة بعض الشيء من نفوذ «الفيتو» لكنها عملياً مشلولة ومجردة من القدرة على اتخاذ قرار، لتصبح العملية برمتها مجرد جراحة تجميل شرفية لا تسمن ولا تغني من جوع. والأغرب أن الأمم المتحدة كمنظمة دولية أو كمبنى على الأقل له سيادته الخاصة ووضعه الشبيه بالفاتيكان مثلاً، إلا أن الأهواء السياسية كفيلة بالتصريح لمن ترى ومنع من لا ترغب، وكلنا نذكر حادث انتقال الأمم المتحدة لمبناها السويسري لسماع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد أن منعته أمريكا من الدخول! تبقى المشكلة الأعنف والأخطر، تتمثل في لعبة النفوذ بين القطب الواحد، وبين غالبية دول العالم، فالأول يملك الفيتو بمشاركة خجولة من شركاء آخرين، والبقية لا يملكون سوى الكلام، الشجب والتنديد والإدانة والاستنكار، أي تبقى القوة الفعلية في مواجهة الكلام! العرب عانوا الأمرّين تاريخياً وإسرائيل وحدها كمثال، بقيت مثالاً صارخاً على العجز الدولي في فرض قانون الشرعية الأممية، والمتابع لكل قرارات الأمم المتحدة، يجد أنها أصبحت حبراً على ورق، أو مجرد حبة مسكنة للغضب العربي الذي يبدو أنه اعتاد على ذلك طيلة أكثر من نصف قرن، ليفقد الثقة في كل شيء. حرب العراق مثلاً، كانت القشة التي قصمت ظهر بعير المصداقية الأممية، وأنهت ما يمكن اعتباره شرعية دولية، فالحرب التي قامت رغم إرادة العالم، وبأكاذيبها المعروفة حول أسلحة الدمار الشامل والعلاقة بالقاعدة، كانت اختباراً قاسياً للضمير العالمي الذي وقف يتفرج على انتزاع إرادته باختياره، وعجزه عن مواجهة ملايين المحتجين في الشوارع والمعارضين للحرب. العالم اليوم يعاني فشلاً في قمة رأسه الأممي، وفشلاً في أرضه التي يقف عليها، والتي تعاني أزمة في الغذاء ونقصاً في المياه وانتهاكاً واضحاً لكل معايير أمنه واستقراره، وكان الأمل في أن يعود الكبار إلى ضميرهم الذي يبدو أنه مات وشبع موتاً.. دون أن يفهموا أنه ليس بـ»الفيتو» وحده، يحيا الإنسان!