■[إشعار.. عزيزي المواطن: نفيدكم بأن أمانة المنطقة الشرقية سوف تقوم بأعمال تطوير وتنظيم للشارع.. وحيث توجد أشجار تعيق عمل الأرصفة الخاصة بالبلدية ولتنظيم الشارع.. لذا فالأمانة سوف تقوم بإزالة تلك الأشجار بعد خمسة أيام فقط من تاريخ هذا الإشعار.. شاكرين لكم حسن التعاون.. مع تحيات أمانة المنطقة الشرقية]..
■في ظل استمرار الحديث عن (ثاني أكسيد الكربون) والملوثات؟!.. وأخينا (الغبار).. هل لديكم تعليق؟!.. [إزالة تلك الأشجار].. هكذا.. بـ(بساطة).. بدون مسؤولية.. بدون خوف وخشية.. لا حظوا: [عزيزي المواطن].. ماذا تعني، عندما تتلقى مثل هذا الإشعار؟!.. لاحظوا المقدمة.. تقول: [تطوير وتنظيم].. هناك صفعة موجعة.. لا تراعي شعور ومشاعر مواطن عاشق لهذه الأشجار..
■أي تطوير؟!.. أي تنظيم يسمح بإزالة الأشجار؟!.. أليس هذا ضربا من ضروب العشوائية والارتجالية؟!.. احد أهم غايات التخطيط هو استمرار منجزات السابقين، وليس اجتثاثها وتخريبها.. مفجع، (هتك) مشاعر المواطن، بمثل هذه الإشعارات، التي لا تحترم نفسها، ومعدها، وموزعها..
■ كيف تعيق شجرة عمل الأرصفة؟!.. أين الجهود السابقة التي زرعت، وسقت، وبذلت الجهد والمال والعمر؟!.. هكذا يحدث، مع كل (زلّة) تطوير وتنظيم يدعون.. اجتثاث الأشجار بكل سهولة واستخفاف..
■ يقول الخطاب الرصيف ملك للأمانة.. كنتيجة ليس من حق المواطن الاعتراض.. خطاب يقول لكل مواطن: (طز).. الأمانة سوف تقوم بإزالة الأشجار.. ولا ندري أي تعاون تقصد الأمانة، حتى يتم شكر المواطن.. يمكن يقصدون الصمت، والاستسلام، ومشاهدة فنون إزالة الأشجار.. مشاهد الأرصفة المطورة الجديدة لا تختلف عن شوارب الجيل الجديد.. حلقوه.. كجزء من التطوير والتنظيم للشخصية العربية..
■ تعرفون حي السوق المطور.. الذي زاد من معاناة أهله إلى حد لا يطاق.. الشوارع لها أرصفة بعرض (4) أمتار، شمال الشارع، و(4) أمتار يمين الشارع.. جميعها متصحرة.. اجتثت الأشجار السابقة.. مع التطوير والتجميل والتحسين، تخلصوا من الأشجار.. هكذا مع كل الشوارع التي يطورونها.. حتى وصلوا إلى بيت صاحبي الذي سلمني هذا الإشعار..
■ صاحبي، مواطن من فئة (عزيزي).. اقتنع بالحملات السنوية لأسابيع الشجرة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود.. يقول: صدقت القوم.. اليوم أدركت أنهم يطبلون في عرس الصور الإعلامية.. وحديث النقلات والمظاهر الحضارية الزائفة.. يتحدثون عنها صبحا ومساء.. يقول: ماذا افعل؟!..
■ حذرته من قطعها بنفسه.. لأنهم (سيغرمونه) بغرامات لن يستطيع الوفاء بها، في ظل خسارته في (سوق الخشب).. اقصد سوق الأسهم.. يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم.. هكذا مع إشعار التناقضات الموجه لـ(عزيزي المواطن)..
■ ينصحون المواطن ويدعونه لـ(الاهتمام) بالشجرة.. من خلال أسابيع الشجرة.. هناك أيضا نظام أو قانون أو شيء من هذا، كان يجبر شركة الكهرباء بعدم إيصال التيار لأي منزل قبل زراعة أشجار أمام المنزل.. اليوم في ظل (أعمال التطوير والتنظيم) تزال الأشجار.. كأن الشوارع خرابة.. كأنهم مخترعو أعمال التطوير والتنظيم.. يأتون (بالجرافات) لهدم التوعية البيئية.. ونسف الجهود التراكمية.. هل نقول عيب عليكم؟!.. لا يكفي.. هناك خطأ يرتكب.. هناك حماقة تمارس بحق أشجار المدينة..
■ عزيزي المواطن.. هل تجد تفسيرا لتدمير حديقة الملك سعود في وسط المدينة؟!.. هل تجد تفسيرا لاجتثاث أشجار حديقة ابن خلدون؟!.. هل تجد تفسيرا لتأجير الحدائق على مستثمرين لبناء هياكل إسمنتية تحت مسمى الاستثمار؟!.. هل تجد تفسيرا لاجتثاث أشجار طريق الملك فيصل بالدمام.. هل تجد تفسيرا لإزالة الأشجار واستبدالها بلوحات إعلانية؟!.. هل تجد تفسيرا لتصحير الشوارع والأحياء السكنية؟!..
■عزيزي (....)، أدعوك لزيارة مدينة (ارامكوا) بالظهران.. مدينة محروسة.. ممنوع دخول المواطنين بدون تصريح.. تتعجب.. البعض يسميها (ميامي) السعودية.. الأرض هي الأرض.. المناخ هو المناخ.. البيئة هي البيئة.. الصخور هي الصخور.. ماذا تغير؟!.. مدن ارامكوا عبارة عن غابة من الأشجار.. مزروعة من عشرات السنين.. وتبحث عن السبب!..
■هناك عقول في (ارامكو)، ترى الشجرة جزءا من الانجاز والتطوير المستمر.. حتى لنفسية موظفيها.. لكن البلديات ترى الشجرة عائقا للتنظيم والتطوير.. أشياء تنعكس سلبا حتى على نفسيات المواطنين.. ويستمر المقال.
[email protected] 
