عزيزي رئيس التحرير
اشارة الى ما نشر بالعدد رقم (12777) من صحيفة «اليوم» الصادر يوم الاحد 4/6/1429هـ بقلم الاستاذ عبدالرحمن الملحم، تحت عنوان «مسكينة مطاراتنا» وتضمن مرئياته حول محاور عدة منها تدني حركة المسافرين بمطار الملك فهد الدولي والتعقيدات التي تقرها الهيئة العامة للطيران المدني بوجه شركات الطيران وارتفاع الاسعار وتسرب الحركة الجوية للمطارات المجاورة ومقارنة مطارات المملكة، ومنها مطار الملك فهد الدولي بمطارات دول الخليج، تود ادارة مطار الملك فهد الدولي وبعد تقديم الشكر له على متابعته اوضاع السفر بالمنطقة الشرقية والوضع التشغيلي لمطار الملك فهد الدولي وعلى ما ابداه من حرص على المصلحة العامة بالمطار ان تؤكد في ذات الوقت ان طموحات وتطلعات الهيئة العامة للطيران المدني وادارة مطار الملك فهد الدولي لا تحدها حدود تجاه تغطية احتياجات المنطقة الشرقية، تفوق النقل الجوي وتقديم خدمات النقل الجوي بالمستويات المطلوبة من الجودة والفعالية والامان والموثوقية وفي تحقيق ما نصبو اليه جميعا من ان يتبوأ المطار مكانته المأمولة من مطارات المنطقة.
فمنذ البداية وضعت الهيئة العامة للطيران المدني وادارة المطار موضوع تنمية الحركة الجوية بالمطار ووضع المطار بموقع تنافسي مع المطارات المجاورة على رأس اولوياتها، حيث يقع المطار على الخليج العربي بين عدد من المطارات المتجاورة والمتنافسة التي تعمل على اسس تجارية وشعبة تجارية مما يعمل هذه المنافسة وتلافي آثارها على الوضع التشغيلي بالمطار محل اهتمامها، فعمدت الى اجراء دراسات متأنية بالاستعانة ببيوت خبرة عالمية بهدف ايجاد الحلول المناسبة ورصد كل الملاحظات وتم بذل جهود دؤوبة ومتصلة خلال السنوات الاخيرة لتنمية الحركة الجوية بالمطار عبر آليات مختلفة من اهمها تطبيق برامج تشجيعية وتحفيزية بهدف استقطاب مزيد من شركات الطيران للعمل من والى المطار وتمثلت في الاعفاء من رسوم الهبوط وتخفيض الرسوم والايجارات وتقديم التسهيلات وتبني سياسة الاجواء المفتوحة بمطار الملك فهد الدولي على سبيل الاستثناء وغيرها من التسهيلات والترتيبات التي افرزت عن زيادة متنامية ومطردة في حجم الحركة الجوية بالمطار خلال السنوات الاخيرة، فقد شهد حجم الحركة الجوية بالمطار استمرارا مطردا في النمو خلال الربع الاول من العام الحالي 2008م ، وتحققت بفضل الله تعالى زيادة بنسبة 16 بالمائة في عدد المسافرين، و 18 بالمائة في حجم حركة الشحن والبريد الجوي و 17 بالمائة في حركة الطائرات وذلك مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وكان العام الماضي 2007م قد شهد بدوره زيادة بنسبة 14 بالمائة في عدد المسافرين، و21 بالمائة في حجم حركة الشحن والبريد الجوي الدولي و 26 بالمائة في حركة الطائرات وذلك مقارنة بالعام الذي سبقه 2006م، ونتوقع ان يتجاوز عدد المسافرين بنهاية العام الحالي خمسة ملايين مسافر. ويبلغ عدد شركات الطيران العاملة بالمطار حاليا ثلاثين شركة ، منها ست شركات طيران للشحن الجوي، كما بلغ عدد المحطات التي تصل اليها هذه الشركات حوالي 47 محطة منها 10 محطات داخلية. وخلافا لما ورد بالمقال عند المقارنة مع المطارات المجاورة فقد حصل المطار على اكثر من جائزة دولية واقليمية في التسويق والشحن الجوي منها جائزة الشرق الاوسط اللوجستية كأفضل مطار ناشىء في مجال الشحن الجوي 2006م، وجائزة تسويق المطارات لعام 2007م لفئة المطارات اقل من خمسة ملايين مسافر.
وتتوقع ادارة مطار الملك فهد الدولي ان تشهد الفترة القريبة القادمة وبمشيئة الله تحقيقا تدريجيا لنتائج تحول الطيران المدني الى هيئة عامة تدير اعمالها وفق معايير تجارية والتوجهات والتحولات التي تشهدها صناعة النقل الجوي بالمملكة بما يعزز الايجابيات التي تحققت بالفترة الاخيرة وتحقيق انطلاقة قوية في ظل ما انبثق من استراتيجية شاملة لمطار الملك فهد الدولي تم وضعها على اعتبار ان المطار وحدة عمل استراتيجية ترتكز على مبادىء وقيم التشغيل التجاري لتحقيق اكبر قدر من الكفاءة والفاعلية ورفع مستوى الاداء والمنافسة مع المطارات المجاورة، حيث اصبح من اولويات الخطط والتوجهات المستقبلية افساح المجال بشكل كبير لمشاركة القطاع الخاص ، لا سيما في مجال التشغيل التجاري من خلال الفرص الاستثمارية المتوافرة بالمطار وعبر الخطة الاستراتيجية الهادفة الى تنمية الحركة الجوية وايجاد قنوات تجارية وتوسيع قاعدة الاستثمار من خلال الاستغلال الامثل لكل ما يملكه المطار من امكانيات ، وما يتميز به من مساحات ومن بين هذه المشروعات تحديث وتطوير المخطط العام للمطار وانشاء وتشغيل السوق الحرة بالمطار والعمل على تطبيق مفهوم مدينة المطار.
وقد ظلت ادارة مطار الملك فهد الدولي حريصة على تمليك المعلومات بشأن ما يبذل بالمطار من جهود وما يتحقق من نتائج للجمهور والمهتمين بصورة مستمرة عبر وسائل الاعلام المختلفة ودعوتهم لزيارة المطار ومن خلال اللقاءات مع فعاليات القطاعين العام والخاص ومن بينها الالتقاء بفعاليات القطاع الخاص بغرفة الشرقية عبر لقاء الثلاثاء الشهري لشهر مايو المنصرم ، حيث تم فيه استعراض الاستراتيجية الشاملة للمطار المنبثقة عن التوجهات والتحولات التي تشهدها صناعة النقل الجوي بالمملكة حاليا والتي تقوم في احد مرتكزاتها على اشراك القطاع الخاص ممثلا بالمستثمرين ورجال الاعمال واعتبارهم شركاء ضمن منظومة العمل بالمطار وتفعيل دورهم.
ولعل ما طرحناه اجمالا يدل على ان مطاراتنا ومنها مطار الملك فهد الدولي تشهد حراكا ايجابيا، وتمر بمرحلة تطوير لكافة الجوانب التنظيمية والتشغيلية والاجرائية وهي متغيرات تتطلب تفاعلا مع كافة شركاء العمل بالمطار، بما فيها الجهات الحكومية التي وبحكم ما تقدمه من خدمات وعلاقتها المباشرة بحركة السفر وجمهور المسافرين يقع عليها جزء كبير من هذه المهمة من خلال تطوير وتبسيط وتحديث اجراءاتها وترسيخ مبادىء حسن التعامل والتصرف المهني والحضاري مما يسهم في انجاح اهداف المطار.
وبهذه المناسبة نوجّه الدعوة للاخ الاستاذ عبدالرحمن الملحم وبوصفه احد الاعلاميين لزيارة المطار للوقوف عن كثب على تفاصيل الجهود المبذولة بالمطار وما تحقق من نتائج وعلى مستجدات الوضع التشغيلي بالمطار.
المهندس خالد بن خليل المزعل ـ مدير عام مطار الملك فهد الدولي المكلف
