DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مثقفون يناقشـون استحضار نجوم الرياضـة في الأعمال الإبداعيـة

مثقفون يناقشـون استحضار نجوم الرياضـة في الأعمال الإبداعيـة

مثقفون يناقشـون استحضار نجوم الرياضـة في الأعمال الإبداعيـة
أخبار متعلقة
 
ذكر ادباء ومثقفون أنهم تابعوا مباراة اعتزال اللاعب ماجد عبدالله كرياضيين، وقالوا إن اعتزاله كان فرصة لاستعادة أجمل ذكريات الماضي، لما كان يمثله لهم من رمز إبداعي. وقالوا عن ماجد إنه كان مبدعا، فقد كان ينسج القصائد بجسده ويكتب أعمق الروايات بأدائه داخل المربع الأخضر وكان أجمل كاتب قصة باقتناصه لحظات الهجمة وترجمتها لهدف ، وقالوا إنهم استفادوا منه أهم خصلتين في المبدع ، وهما الإخلاص لإبداعه والصبر، وجاء هذا في الاستطلاع الذي أجرته (اليوم) مع بعض الأدباء. قال القاص والأديب حسن آل عامر: « تابعت المباراة كرياضي».. وعن أداء ماجد في الملعب قال: « كان ماجد يعزف بجسده أجمل الألحان وله بصمات إبداعية معينة وفن كروي راقٍ» .. وحول قلة حضور أسماء نجوم الرياضة في الأعمال الأدبية كما يحدث مع نجوم الفن، يرى آل عامر أنه قد يكون ذلك لكون كرة القدم ما زالت لدى بعض الأدباء عالما مجهولا ، مع أن كثيرا من الأدباء و الرياضيين يجتمعون في سمة مشتركة للنجاح وهي الإخلاص في الأداء والإبداع. ويتوقع آل عامر أنه لو كتبت رواية رياضية وحققت حضورا على الساحة الأدبية، والجماهيرية لتحولت كتابة الرواية الرياضية إلى موضة، ولا يستبعد إمكانية قيام عمل روائي على الرياضة خصوصا أن الرواية فتحت مجالات كثيرة في العلاقات مع مختلف الفنون. وأوضح أن أي حدث رياضي يمكن أن يوظف في العمل الإبداعي سياسيا أو ثقافيا وفكريا .. ويرى أنه يمكن استحضار شعارات الأندية أو تعصب بعض الجماهير وطريقة التعاطي مع أنديتهم كحدث درامي أو رمزي لإسقاطات سياسية أو ثقافية، فالرواية – كما يقول - مجال خصب لمختلف الفنون، والرياضة لم يتطرق لها المبدعون بالشكل المطلوب في أعمالهم الأدبية. ويقول الروائي يوسف المحيميد : تابعت مباراة الاعتزال كرياضي وماجد عبدالله اسم قدير ومؤثر وهو ثروة إبداعية ، أمتع مختلف الجمـاهير بمختلف شرائحهم .. وهو شخصية نادرة وجميلة ، مثله مثل المبدعين الذين استطاعوا أن يوفروا أهم شيئين للإبداع وهما الموهبة والإخلاص وهما خصلتان تندران لدى الكثير من المبدعين . وأضاف إن الرياضة مثل الفن وجميع أوجه الحياة في المجتمع يمكن أن تستثمر ولكن لا تحول إلى موضوع بذاته ، فكثير من الروايات التي صدرت مؤخرا تستند لعدد من أسماء الفنانين لتعزيز ذاكرة الشخوص التي تماهت مع هذه الشخصيات .. ويرفض المحيميد أن يكون هناك أي تعالٍ من الأدباء على أسماء نجوم الرياضة لتستحضر في أعمالهم .. ويلاحظ قلة استحضار نجوم الرياضة في الأعمال الأدبية، وحسب اطلاعه ، يعود ذلك لعدم تماهي الأدباء مع نجوم الرياضة - وكما يقول - لم يعد أحد من الكتاب يشعر بأن الكلمة أو المفردة أو المشهد لا يصل في العمل الروائي ، فكل ما يمكن إضافته للعمل الإبداعي يمكن استخدامه بدون تعالٍ ». وعن ذكرياته مع ماجد يقول المحيميد : « ذاكرتي مع ماجد مشبعة وربما يدعم هذا الجانب أنني عشت في حي عليشة وكان قريبا من ناديي النصر والهلال ، فذاكرتي ما زالت مشبعة بأسماء رياضية مشوقة مثل يوسف خميس الذي كان مشابها لماجد. ويضيف: ارتبطت ذاكرتي بهاتين الموهبتين في الطفولة وقد كنت مسكونا بلعبة كرة القدم مثل كل الأطفال ثم تحول انتباهي للموهبة وكيف يمكن أن تتحول الرياضة لإبداع خلاق « وحول ماجد عبدالله يقول: « هذا اللاعب استطاع أن يستوعب المساحة الخضراء ويعرف الخيوط التي تؤدي للمرمى وهو ما يشبه عمل الروائي والمبدع عندما يبحث عن خيوط السرد في عمله». وحول إمكانية توظيف بعض نجوم الرياضة في أعماله القادمة أشار المحيميد إلى أنه « قد اقترب من شخصية تعيدها الذاكرة مع أغنية أو رياضة .. ولكنها لن تكون مؤثرة بشكل قوي أو تعطي العمل قيمة ولكن قد تكون جزءا من الخصائص الشخصية لعمل أدبي». ويؤكد الروائي عبدالله ثابت انه شاهد مباراة الاعتزال كرياضي، ويقول : « تعلمت منذ فترة أن أرى الأشخاص النادرين الذين حققوا انجازات كبيرة ومؤثرة، أراهم وأتساءل : كيف وصلوا لما وصلوا إليه ؟». ويتابع : «الفكرة التي في ذهني عن أمثال ماجد والثنيان أنهم ليسوا مجرد لاعبين لكن لديهم رؤية حقيقية وعمقا وفهما وإدراكا، سواء كان فطريا أو مكتسبا لما يفعلون». ويؤكد أن ماجد لم يكن مجرد لاعب كرة لكنه كان روائيا كبيرا لعب الكرة عن طريق الصدفة، فمن تابع أداء ماجد لعرف كيف كان يبدأ في هجمته بكتابة النص ، ويصر للوصول للحبكة ثم يختم النص بهدف. ويرى أن ماجد كان مبدعا يكتب نصوصه بجسده في مشيته، شخص مبدع يعبر بجسده، واللغة شكل من أشكال التعبير، والله خلق الجسد قبل اللغة، وخُلقت لغة الجسد قبل لغة اللسان. وحول غياب نجوم الرياضة عن الأعمال الإبداعية قال ثابت: « لم اقرأ كل شيء ، لذا لا يمكن أن احكم على الغياب ولكن في ضوء السؤال .. فإن الرياضة أصبحت نسيجا منفصلا عن الثقافة والفن .. وهذا مؤسف، فالثقافة يفترض أن تكون جوهر الرياضة والغناء بالتالي، وتنعكس مثل هذه الفجوة على هذه الأعمال .. فبعض الأدباء استخدموا محمد عبده كونه يمكن أن يستخدم في الأعمال الدرامية الرومانسية كاستشهاد، أما ممارسات لاعب الكرة فليست مطروحة كثيرا لعدم وجود رابط حقيقي وجوهري بين الثقافة والرياضة وهي مقطوعة بقصد أو بغير قصد». ويؤكد انه يمكن أن تقوم رواية على فكرة رياضية ، فليس هناك ما يمنع أن تتماهى الثقافة مع الرياضة .. ولكن القائمين على صناعة الثقافة - حسب قوله - لا يريدون أن تكون الثقافة متغلغلة في جميع مناحي الحياة ، وتظل محصورة في مناطق صغيرة ومحدودة. ويضيف : «الثقافة في العالم الغربي هي الجوهر الحقيقي لكل ممارسات الحياة في السينما والمسرح والأدب المكتوب والرواية ، والأدب الحقيقي مهمته أن ينتشر كالهواء في كل شيء لأن الفن والأدب الحقيقي ضد مفهوم النخبوية، فهو يخاطب الشجر والحجر» .. ويؤكد الروائي والشاعر عبد الواحد الأنصاري أنه تابع اعتزال ماجد كرياضي. وقال إنه يمثل رمزا للانتصار والنصر والتغلب ورمزا للموهبة والذكاء الحركي ، ويقول: كنت نصراويا لكنني عندما تابعت الكرة العالمية زهدت في الكرة العربية. ويشير الأنصاري إلى أنه في الأدب العالمي والعربي كانت هناك توظيفات للرياضة مثل رواية «ضربة جزاء» للجزائري رشيد بوجدرا بالإضافة لأعمال عالمية كانت تدور في حقل الرياضة . ويؤكد أن الرياضة والأدب يتفقان في التحليق خارج الواقع وتحقيق انتصارات المطلق. وحول غياب نجوم الرياضة في الأعمال الأدبية مع حضور نجوم الفن قال الأنصاري « حسب اطلاعي، فإن الأغنية جزء من الأدب المنطوق والمحكي .. أما الرياضة فليست من الأدب المنطوق ، لذا يتم استحضار محمد عبده وراشد ماجد للتعليق على مقاطع من أغانيهما . ويضيف إنه كتب في عمله «الأسطح والسراديب» في مجموعته عن ماجد كاستحضار في نص ، وفي «أسبوع الموت» تحدث عن علاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن سعود مع نادي النصر كجزء من تفاصيل حياته. وعن فوز النصر بكأس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (يرحمه الله) عـام 1415هـ عرضا وليس كموضوع.