مبارك بوبشيت

التناقض والتضاد مصطلحان يخلط بينهما كثير من الناس.. فهذا أحد (المثقفين) يسألني عن شيء ما.. فقلت له: كنت في يوم من الايام احبه.. أما الان فإني اكرهه.. فقال: ما بك هكذا متناقض؟! قلت: إن مثل هذا السلوك البشري في عاطفة الحب والكراهية ليس سلوكا متناقضا، وانما هو التضاد.. والتضاد يختلف تماما عن التناقض، يقول أحد المفكرين في هذا المعنى: ان العلاقة بين الحب والكراهية هي علاقة تضاد وليست علاقة تناقض، وعلاقة التضاد مثل علاقة البياض بالسواد.. أو علاقة الصحة بالمرض فثمة تدرج فيما بين البياض والسواد وفيما بين الصحة والمرض، أما علاقة التناقض فمنها علاقة الحياة بالموت او علاقة الوجود بالعدم، أي انه لا وسط بين الاثنين المتناقضين. ولقد اعجبني قول احد الكتاب لا اذكره الان وهو: اذا أحببت فاترك مساحة في قلبك للكراهية.. وإذا كرهت فدع في قلبك مساحة للحب.. هذا صحيح.. فقلوب البشر متقلبة لذلك سمي القلب قلبا، ولقد قال الشاعر القديم: ==1==احذر عدوك مرة==0== ==0==واحذر صديقك الف مرة فلربما انقلب الصديق==0== ==0==وكان أعرف بالمضرة==2== وأعود للحديث عن التضاد والتناقض.. فأقول: إن المتضادين قد نجد بينهما منطقة وسط يلتقيان فيها كالليل والنهار في الفجر والمغرب وبالتالي يحدث بينهما ما يسمى بالعلاقة التكاملية.. ومن القواعد الفلسفية: المتناقضان لا يجتمعان ولا يفترقان، اما المتناقضان فانهما لا يلتقيان ولا وسط بينهما. والآن الا تصل عاطفة الحب والكراهية الى مرحلة التناقض؟ قلت: بلى... ولكن هذا يدعى تطرفا.. وصحبه يوصف بالتذبذب وعدم التماسك ومحكوم عليه بالفشل في حياته. فالتضاد قد يكون ظاهرة صحية.. ايجابية تدل على النمو الفكري والعاطفي ولكن التناقض لا شك انه مرض نفسي وعاطفي وفكري. [email protected]