DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لم يكن صوت عبد الله بن عبد العزيز وهو يخاطب المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، صوتاً سعودياً فحسب، لكنه كان صوتاً عربياً وإسلامياً، يعي حقائق العصر، ويستلهم منطقية التاريخ، ويفهم جيداً منابع الدين الحنيف بكل تسامحها وصفائها ونقائها. لم يكن صوت عبد الله بن عبد العزيز، سوى صرخة مدوية «لمواجهة تحديات الانغلاق ، والجهل ، وضيق الأفق ، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء» في ظل ظروف عصيبة عانت منها الأمة بكل تياراتها وأطيافها، وفي زمن «تداعى فيه الأعداء من أهل الغلو والتطرف من أبنائها وغيرهم على عدل منهجها. تداعوا بعدوانية سافرة ، استهدفت سماحة الإسلام وعدله وغاياته السامية». صوت عدل نادت به المملكة على لسان قائدها، نحو القيم الإنسانية والأخلاقية، ودعوة للتعايش والحوار العاقل والعادل، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن. نحو بعضنا البعض، ونحو الآخر الذي يشاركنا عمارة الأرض، وإنسانية البشر.. فالإسلام الذي جاب الأرض وانتشرت دعوته بالحق، يحتاج في هذه اللحظة التاريخية إلى وعي علمائه ومفكريه وأبنائه وفهمهم أولاً لمضمون الرسالة الخالدة دون تكبر أو استعلاء، ولعل في مدلول ما ورد عن الرسول الأعظم وغضبه عندما قتل خالد بن الوليد شخصاً يوم فتح مكة، ورفض تبرير نطقه الشهادتين تحت حد السيف وقال قولته الشهيرة :»وهلا شققت عن قلبه» ما يعني أن حساب النوايا لا يملكه غير الله عز وجل، مؤسسا بذلك قمة التسامح وتحريم النفس البشرية تحت أي ظرف وتحت أي مبرر، غير ما شرّع الله.. ومؤسساً أيضاً لرفض منطق التكفير العشوائي الذي ليس إلا واجهة مظلمة لتصفية حسابات دنيوية أو مذهبية أو طائفية. إن من أهم وسائل نجاحنا في الحوار مع الآخر، ذلك الحرص على القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية، وحضت عليها، والتي أنزلها الله ـ سبحانه وتعالى ـ لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق، والتعاملات التي لا تستقيم والخداع ، تلك القيم التي تنبذ الخيانة ، وتنفر من الجريمة، وتحارب الإرهاب، وتحتقر الكذب وتؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل ، وتعزز مفاهيم وقيم الأسرة وتماسكها وأخلاقياتها التي جار عليها هذا العصر وتفككت روابطها ، وابتعد الإنسان فيه عن ربه وتعاليم دينه. فهل بعد هذه الكلمات.. من طريق آخر؟!