بدأت العقبات بالظهور امس الاربعاء امام حكومة الوحدة الوطنية قبل تكليف فؤاد السنيورة رسميا بتشكيلها وذلك مع رفض المعارضة خيار الاكثرية تسمية السنيورة رغم عزمها المشاركة في حكومته. واعلنت قوى 14 مارس، ممثلة الاكثرية النيابية، بـ"الاجماع" ترشيح السنيورة لرئاسة اول حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان التي تعطي المعارضة الثلث المعطل، اي التي يستطيع فيها ثلث الوزراء ان يعطل اي قرار يطرح على التصويت في الامور المهمة. ويأتي تشكيل الحكومة وفق اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لازمة بين الفريقين استمرت 18 شهرا وبدأت حلحلتها الاحد بانتخاب سليمان رئيسا بعد فراغ المنصب ستة اشهر. واعلنت المعارضة موقفها من ترشيح السنيورة في الاستشارات النيابية التي بدأها الرئيس سليمان لاختيار شخصية يكلفها بتشكيل الحكومة بناء على نتائجها "الملزمة" اي ان عليه تكليف الشخصية التي تحصل على اكبر عدد من اصوات النواب.وينص الدستور على ان يتشاور سليمان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد انتهاء الاستشارات ليصدر بعدها مرسوم التكليف. وفيما اعتبرت الاكثرية ان اختيار السنيورة هو لاتمام "المصالحة" رأت فيه المعارضة "اعلان حرب". وتوقع مصدر من الاكثرية ان يؤدي ذلك الى عرقلة التشكيلة الحكومية و"تأخيرها".
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "المعارضة ستشارك ولكنها قد تضع شروطا تعجيزية تؤخر التوصل الى تشكيلة مقبولة" لافتا الى ان ذلك يعني "استمرار الحكومة الحالية بتصريف الاعمال" الذي لا يحدد له الدستور مدة معينة. وقال سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، ان اختيار السنيورة " ليس تحديا لأي كان وانما لفتح صفحة جديدة". واضاف "نحن في مرحلة تأسيسية فيها مصالحة لا بد ان تبدأ بالسنيورة. الجراح عميقة بحاجة الى كل الخطوات لمداواتها" في اشارة الى سيطرة المعارضة عسكريا على بيروت والتي انتهت باعلان اتفاق الدوحة. وقال "سنتعاون مع الرئيس سليمان الذي اتى باجماع وطني" مضيفا "هذه فرصة للتلاقي ولبلسمة الجراح وفرصة لتنفيذ خطاب القسم".
وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (اكثرية) ان كتلته "مستعدة لمساعدة رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة" وانه "مستعد ان يقدم التسوية في اي مجال".
وباسم كتلة نواب القوات اللبنانية (اكثرية) اعربت ستريدا جعجع عن السرور لوجود رئيس "أخيرا" وقال "أبلغناه ترشيحنا السنيورة لرئاسة الحكومة".
وتوقعت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المعارضة ان يعقد اختيار السنيورة بتشكيل الحكومة وعزت هذا الخيار الى ضغوط خارجية.
