تكتسب جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمنطقة الشرقية اليوم، بعداً محلياً مهماً، ذلك لأنها تأتي في إطار حرص المليك الدائم والثابت على الالتقاء بالمواطنين، والوقوف على أحوالهم ومناحي حياتهم، كل هذا في إطار سياسة تنسجم مع نفسها، وعلاقة جذر الملك المؤسس أركانها، بين القائد وبين المواطن. فالشرقية التي تكتسي اليوم حباً بلقاء قائدها ورمز الوطن الأول، إنما تعبر عن مكنونها العام الذي يتأصل في الكثير من مشاعر الولاء والوفاء، بين القائد وشعبه، ولو سألنا أصغر طفل أو طفلة في المملكة لأشار بخيلاء إلى هذا الحجم الكبير من الاعتزاز بالقائد وبالوطن. وهنا تبرز معاني جولة الكريمة وتتجلى في أروع صورها، ذلك المعنى الخفي/ الظاهر في نفس الوقت، الذي يكتسب أصوله من هذا الحبل السري الذي لا ينفصم ولا ينقطع، في أكثر صور العلاقات الاجتماعية نصوعاً وإبهاراً ونضوجاً في نفس الوقت. ربما لأن سياسة الباب المفتوح وإلغاء الحواجز التي أسس عليها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه دعائم المملكة الحديثة، آتت أكلها، وجعلت من الجميع على هذه الأرض الغالية، حكاماً ومحكومين، قلباً واحداً، ويداً واحدة، لهذا نجد أن أبناءه الميامين من بعده نجحوا في صهر هذه العلاقة وإبرازها بما يليق بها، ولهذا أيضاً كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين الدائمة، تؤكد على أن المواطن في كل مكان من قرى وهجر ومدن مملكتنا هو الهدف وهو الغاية، وأنه هو محور التنمية ووسيلتها، وأنه الشريك الأول في عملية النهضة والبناء. إن جولات المليك وسمو ولي عهده الأمين، لمختلف المناطق، إنما هي ترجمة حقيقية لواقع اجتماعي نعيشه ونفخر به، وتجسيد لفكر دؤوب يقوم على توزيع عناصر النهضة واستثمارها في الإنسان السعودي أولاً وأخيرا.. والعمل الجاد على ضمان يومه وتأمين غده ومستقبله. ومن هذه النقطة الأخيرة، تبرز أهمية جولة الكريمة للمنطقة الشرقية، التي تتشرف أيضاً باستضافة اللقاء التشاوري لقادة مجلس التعاون الخليجي على أرضها، الأمر الذي يضفي على الحدث الكثير من الأبعاد التي تستحق الوقوف عندها وتأملها. شرقية الخير التي تقف إجلالاً وهيبة أمام قامة قائد مسيرة الخير، إنما تؤكد وهي تفتح ذراعيها لاستقبال عبد الله بن عبد العزيز، أن هذا الوطن كل لا يتجزأ، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وأن مسيرة الحب التي بدأت قبل سنوات، ستظل إلى الأبد، بيعة تتجدد، وعطاء لا ينتهي، ووفاء يدوم.
