DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
لا ينكر أحد أن العلاقات السعودية الأمريكية تاريخية ووطيدة، وقامت دائماً على مبدأ تبادل المصالح الاقتصادية، ولا ننكر أيضاً أن هذه العلاقات مرت كثيراً بفترات حرجة، وتأزمت في أحيان متعددة بسبب التضارب السياسي حول القضايا العربية الرئيسية. تبادل المصالح، لا يعني بالضرورة التوافق السياسي، ومازال كثيرون منا يتذكرون، الموقف السعودي الواضح تجاه بعض التصرفات داخل الإدارة الأمريكية، للدرجة التي اعترف فيها الأمريكيون أنفسهم بأن الضغط السعودي كان وراء تغيير العديد من المواقف السياسية لهذه الإدارة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشرق الأوسط. ولعل الرئيس بوش الذي وصل الى الرياض بالأمس، من أكثر الرؤساء الأمريكيين الذين يدركون جيداً أن المملكة واحدة من القوى الرئيسة في المنطقة والعالم، ولهذا نجد أنه من النادر ألا تشمل أي زيارة له للشرق الأوسط المملكة. وخادم الحرمين الشريفين واحد من الزعماء القلائل في العالم الذين يتمتعون بمصداقية، وشفافية وصراحة، تجعله أميناً على الواقع العربي، وحكيما في التعامل مع المتغيرات الدولية، ونزيها في التصرف، دون مجاملة أو حساسية أو بحث عن شهرة أو نفوذ.. بل إنه استطاع قيادة المملكة في واحدة من أحرج اللحظات التاريخية التي شهدتها المنطقة والعالم، خاصة في أعقاب أحداث سبتمبر الأسود، وما تلاها من غزو لأفغانستان، وغزو للعراق واحتلاله.. وما حدث ليس بحاجة لتكراره. نعلم أن الرئيس بوش في جولته الوداعية الأخيرة، يريد أن يجامل الجميع، ويحرص على ترك بصمة ما، ربما تكون إيجابية وربما تكون سلبية، ونعلم أنه ينطلق من سياسة أمريكية ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص، بل إنها تحكمهم، بحكم واقعهم الانتخابي وتحكم الاتجاهات السائدة والنفوذ الصهيوني الفاعل، الذي يساهم في رسم السياسات الخارجية. أهمية اللقاء السعودي الأمريكي إذا، تكمن في أنه استمرار لعلاقة تاريخية يمكن من خلالها استثمار المواقف المستقبلية، ومحاولة التأثير من اجل خلق موقف توازني وأخلاقي على الأقل، يوازي وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى قامت على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة، وبما يساعد الأمريكيين أنفسهم على تحسين صورتهم التي شوهوها بأيديهم وبرعونتهم في جوانتانامو وأبو غريب وفي أنحاء أفغانستان.. نأمل أن يستطيع الرئيس بوش، تجاوز سلبيات ثماني سنوات من الإدارة، ويقدم لنا في العالمين العربي والإسلامي نموذجاً جديداً يختتم به حياته السياسية على الأقل ليعلم أننا لا نكرهه ولا نكره بلاده.