في كلمة تاريخية ألقاها أمام الكنيست الاسرائيلي تجاهل الرئيس الامريكي جورج بوش كل ما وعد به العرب والفلسطينيين، مؤكدا دعم بلاده المطلق واللامحدود للدولة العبرية التي اقيمت قبل ستين عاما على ارض فلسطين المغتصبة مذكرا بان الولايات المتحدة الامريكية كانت اول دولة اعترفت باسرائيل فور الاعلان عن اقامتها. واضاف ان الحلف بين الدولتين ـ امريكا واسرائيل ـ حلف متين ولا يمكن له ان ينهار اذ انه يتأسس على التراث المشترك والقيم المشتركة. واشار للزيارة التي قام بها الى قلعة ماسادا اليهودية الاثرية قائلا : «ان ماسادا لن تنهار ثانية».
وأضاف أن « تعداد سكان إسرائيل قد يكون أكثر من سبعة ملايين بقليل، ولكن عندما تواجهون الإرهاب والشر، فإن عددكم (سكان إسرائيل) 307 ملايين نسمة لان الولايات المتحدة الامريكية تقف معكم».
وقال بوش في خطاب تاريخي أمام الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي : إن «التحالف بين حكومتينا غير قابل للكسر وإن كان مصدر صداقتنا أعمق من أي معاهدة»، وأن «محاربة الارهاب والتطرف هي التحدي الذي يسم عصرنا». وتعهد بدعم اسرائيل في مواجهة المجموعات «الارهابية»، وقال للاسرائيليين : «الولايات المتحدة تقف معكم للقضاء على الشبكات الارهابية وحرمان المتطرفين من اي ملاذ».
وأمام الكنيست لم يتطرق بوش إلا بطريقة عامة جدا على جهود السلام عندما قام بتصور كيف ستكون المنطقة عندما ستحتفل اسرائيل بالذكرى العشرين بعد المائة لقيامها قائلا « سيكون للفلسطينيين دولتهم التي يحلمون بها ويستحقونها منذ فترة طويلة دولة ديموقراطية يحكمها القانون وتحترم حقوق الانسان وتنبذ الارهاب».
ثم عاد ليتحدث عن « عقود المعاناة والتضحيات» التي مرت قبل ان يتحقق «حلم» الدولة العبرية لكنه لم يشر الى مآسي الفلسطينيين كما كان البيت الابيض قد ألمح في وقت سابق.
وقال بوش لزعماء اسرائيل وممثلي الدول الغربية الذين شاركوا في هذه المناسبة : ان مكافحة ( الارهاب والتطرف ) تشكل اكبر تحد في عصرنا، اذ ان هذه المكافحة ليست صراعا مسلحا فحسب وانما صراع بين الخير والشر ، و «ان القتلة يرتدون جلباب الاسلام إلا انهم ليسوا متدينين بالفعل ،اذ انهم يقومون بارتكاب افعال همجية يقتل فيها الابرياء».
وقوبل خطاب بوش أمام الكنيست بالتصفيق الحاد من جانب أعضائه الذين قاطعوا كلامه أكثر من مرة هاتفين ومهللين له وهم وقوف، وهو يتعهد بان تحمي امريكا الدولة العبرية المقامة على ارض فلسطين المغتصبة متجاهلا اكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء وتحت الاحتلال ولم يكرر آماله التي عبر عنها بشأن ابرام اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل أن يغادر البيت الابيض في يناير المقبل، لكنه اشار الى أن يحظى الفلسطينيون بـ «الوطن الذي طالما حلموا به ويستحقونه».
وبالنسبة لايران قال بوش : إن «رئيس إيران يحلم بإعادة الشرق الاوسط إلى العصور الوسطى ويدعو إلى محو إسرائيل من على الخريطة، بعد أن شهدنا الشر في الماضي، فإننا نتحمل مسئولية مقدسة عن أخذ هذه الكلمات على محمل الجد».
