DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
يقولون عن السياسة إنها فن «تحقيق الممكن» وليس فن تحقيق المستحيل، وإذا كان رجل مثل ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الراحل، استنكر كيف تجتمع الأمانة والسياسة في تابوت واحد، إلا أن البعد الأخلاقي لأي عمل سياسي يبقى مهماً وشائكاً. صحيح أن الميكيافيلية تحكم كثيراً من تصرفات ومبررات الدهاليز السياسية، وصحيح أن المصالح في الحرب قد توازي التصالح في السلم بما يجعل الدماء والمشوهين والمصابين، وقوداً طبيعياً لأطماع السلطة، أو تعزيزاً لبارانويا داخلية. أشخاص كثيرون، وجدوا أنفسهم فجأة قابعين على السلطة، وآخرون تسلقوها أو اغتصبوها، وغيرهم تملقوها وحاكوا المؤامرات وأوقعوا بلادهم في مصائب وكوارث لا نهاية لها، وكانت النتيجة مأساوية بشكل أو بآخر، والتاريخ يذكر لنا كيف كانت نهايات الطغاة، أو الجبابرة أو العاصين منذ ابن نوح وحتى الآن، هتلر انتحر في مخبأ عقب مغامرات هزت أوروبا والعالم بأسره، وموسوليني علق من قدميه في ميدان عام بروما.. حتى كانت مأساة إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم عيد الأضحى قبل عامين.. مروراً بكل الصور المريعة التي حدثت في أوروبا تحديداً، باسم الثورة وباسم الحرية، التي رأت أن «الحرب، هي دائماً الرغبة الأولى لحكومة قوية تريد أن تصبح أقوى». رجل مثل ماكسميليان روبسبير، رجل الثورة النقي وجلاد السلطة، الذي برر إعدامات ما بعد سقوط سجن الباستيل بـ»القضاء الشعبي» وتحول إلى قاتل بارد بالقانون، دفع أيضاً حياته وتحت نفس سكين المقصلة التي حصدت رقاب الناس، وأصبحت مقولته داعياً إلى تنفيذ حكم الإعدام بلويس السادس عشر «يجب على لويس أن يموت، لأن الأُمّة يجب أن تعيش» إلى صك عكسي، استمراراً لقانون «التشكيك» المرعب، وحينما هوت سكين المقصلة على رقبته. كانت لحظة حاسمة، فقد غادرته أخيراً نظرته المرائية عن الجمهورية الديمقراطية المؤسسة على النقاء والفضيلة. كل تلك الدماء التي تسّبب في سفكها هذا الرجل «المخلص» هي بالتأكيد إنذار لكل أُولئك الذين يعتقدون بأنهم «دائماً على حق»، وهو ما يمكن أن يكون أمراً خطيراً مثل خطر الطاغية الذي يسكنه باعث الشك والريبة. لكن من يستوعب الدرس القديم/ الحديث؟