DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سمير المقرن

سمير المقرن

سمير المقرن
سمير المقرن
أخبار متعلقة
 
بدأت الزحمة في شوارع الدمام والخبر والظهران تمثل معاناة كبيرة لسائقي السيارات وتقتطع وقتاً غير قليل من ساعات اليوم المتاحة لإنجاز شئون الناس العامة والخاصة ويلاحظ تأثيرها من خلال السلوكيات السلبية التي بدأ الكثيرون ممارستها من حيث قطع الإشارات والتجاوز الخاطىء والسرعة في أضيق المسافات، بالإضافة إلى قلة الصبر وارتفاع الشد العصبي لدى شريحة كبيرة من السائقين؛ فعدد السيارات يزداد في الشوارع كل يوم وتضاف إلى ذلك مشاريع الأنفاق والجسور التي بدأ تنفيذها كلها في وقت واحد وتنفذ ببطء شديد مما تسبب في إغلاق بعض الشوارع الرئيسة لسنوات إلى حين انتهائها . والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هنا : هل هذه المشاريع ستحل بعد انتهائها مشكلة الزحام الشديدة حالياً والمتوقعة في المستقبل؟ في رأيي المتواضع لا أظن ذلك وأرى أنه ستكون هناك حاجة إلى حلول جذرية جديدة في المستقبل القريب لأن الطاقة الاستيعابية للشوارع الرئيسة ستبقى محدودة؛ وسكان حاضرة الدمام سيواجهون في السنوات القليلة المقبلة ازدحاماً كبيراً في الشوارع حتى بعد انتهاء مشاريع الأنفاق والجسور لأن الطرق ستفقد قدرتها على استيعاب هذا الكم الهائل من السيارات وستصبح الحركة فيها بطيئة جداً مما سينعكس على حياة الناس وأعمالهم . إن تخطيط النقل داخل المدن هو مسئولية جهات عديدة ويبنى على توقعات مستقبلية ترتبط ـ ليس فقط بعدد سكان المدينة ـ بل وبنطاقها العمراني ونشاطها الاقتصادي وطبيعة وتنوع سكانها وغيرها من مكونات بيئتها ويتطلب ذلك تنسيقاً كبيراً بين العديد من الجهات لتنفيذ خطط تلتزم بمشاريع معتمدة فنياً ومالياً ومجدولة لتواكب التطور العمراني. فما الحلول المستقبلية الموجودة لدينا لمواجهة مثل هذه التوقعات؟ وهل سننتظر إلى أن تبدأ المعاناة والمشكلات تظهر هنا وهناك ومن ثم نتحرك متأخرين وعندها قد نكون مقيدين لأننا سنواجه واقعاً تم الوصول له بدون وجود رؤية واضحة للمستقبل مما سيحول دون أن نستطيع تطبيق الحلول المناسبة عندما يأتي الوقت المناسب لها؟ تحدث أمين المنطقة الشرقية في لقاء سابق له بجريدة «اليوم» عن خطط كثيرة تعمل أمانة المنطقة الشرقية على تنفيذها في حاضرة الدمام ولا أشك في أنه والعاملين معه سيسعون بكل جهودهم الى تحقق الرؤية المستقبلية التي يفترض أن توصلنا لها هذه الخطط؛ ولكن ما تأثرت منه حاضرة الدمام في الماضي والحاضر وسيؤثر عليها في المستقبل ليس مرتبطاً فقط بالأمانة . فهناك العديد من الجهات الرسمية الأخرى التي تساهم قراراتها في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية، وإذا لم تتناغم وتتكامل هذه الجهود فإنها لن تكون قادرة على التعامل مع المعطيات المستقبلية وتلبية احتياجات سكان حاضرة الدمام في المستقبل . وهنا أكرر اقتراحاً سبق أن كتبت عنه وكتب عنه غيري الكثيرون وهو حاجتنا إلى هيئة عليا لتطوير حاضرة الدمام تتولى التخطيط والدعم لمشاريع متنوعة وتطلق خطط عمل متناسقة ترتقي بالبيئة الحضرية في سبيل التعامل مع كافة المشكلات المستقبلية المتوقعة، ولكي تعمل على تطوير حاضرة الدمام في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية والبيئية؛ وأن تتولى رسم السياسات وتحديد الإجراءات الرامية إلى رفع مستوى الخدمات، والمرافق ذات الصلة بحياة المواطن، وتلبي احتياجاته المعيشية وقبل ذلك كله تخفف الزحمة عليهم في الشوارع. [email protected]