تشهد القطيف نشاطا تشكيليا ملحوظا يتركز في مركز الخدمة الاجتماعية وتحظى النساء بالنصيب الاكبر من الأنشطة، فقد اقام المنتدى الفني النسائي معرضا جماعيا لمنسوباته وهو الرابع، ومعرضا للرسامة مريم الجمعة، ومعرضا للرسامة سوسن الحمالي، واقام مرسم الفنون التشكيلية معرضا لنتاج دورة اشرفت عليها الفنانة التشكيلية المصرية سهير الجوهري (الرسم والتصوير) والفنانة مهدية ال طالب(نحت).المعرض الجماعي لمنسوبات المنتدى تقدمت فيه المشاركات باعمال متنوعة تحمل اهتمامات كل منهن فأظهر المعرض مستوى واعدا خاصة والبعض يجتهد في اكتساب معارف فنية جديدة من خلال محاولات تحمل سعيا ومثابرة تحققت نتاجاتها في اعمال فنانات اسبق مثل خلود ال سالم التي تلخص في اشكالها الهندسية علاقات لونية ومساحية ظهرت فيها بعض الهيئات والاشكال المباشرة على خلاف ايمان الجشي التي تبحث في الخامة وعلاقات المفردة الشعبية، وهي تميل هنا الى الوان صريحة ولوحة ذات نهج تعبيري تكتسب من المفردة الشعبية هويتها.
وتبعث زينب الناصر روحا سوريالية في عناصرها او مشاهدها المحلية البحرية، تضيف بعدا رمزيا من خلال شقوق او تدلي حبال او امواج عاتية او سماء تنذر بأمر وتحرص زينب على تجويد عناصر لوحتها والمباشرة بها الى معارف المشاهد.
وتتمثل الوجوه النسائية في عدة اعمال بينها لوحات ليلى الزير وابتسام الهاشم وليلى نصر الله وامل علوي وامتثال العوامي وغيرهن ونلحظ اختلافا بين الرسامات في تناول الوجه من تمثيله من صور ضوئية او اضفاء حالة تعبير لوني او شكلي او اضفاء طابع خيالي كما في اجسام ال طالب المستطيلة وهي صيغه تتواصل في التعامل بها في العديد من مشاركاتها.. وقدمت غادة الحسن في مشاركتها تحولا الى استعارات تراثية من خلال مقاطع من ابواب وزخارف وألوان تعود في بعضها الى تجارب سابقة، وارى ان الاعمال الاسبق تجارب نابضة بما هو انساني مع قدراتها الفنية في إيجاد علاقة رمزية ما بين العنصر ومحيطه؟ هذه الفنانة حصلت في معرض التشكيليات السعوديات الرابع(الاخير) على جائزة متقدمة لكننا مع امكانات تعاملها في التجربة الاخيرة نجد ملامح مقابلة لمنتوجاتها وهي تستخدم الخامة او تصيغ اشكالها.
وتتضح الاستعارة التراثية في مشاركة زهراء العلوي التي تشتغل على عملها بأناة وحرص، وسناء الحمادي مع اجادتها محاكاة الطبيعة فان ميلا الى حالة تعبير تتضح في بعض التجارب وهي مثل بعض زميلاتها تتأثر بمشاهداتها القريبة من بعض الفنانات هناك أميرة الموسى التي تميل الى رسم الطبيعة، بينما فتحية زين الدين اكثر جرأة في تناول هيئات ادمية على نحو تعبيري، وتحافظ عواطف آل صفوان على صيغة تنتهجها في أعمال طباعية سابقة، ولا تخلو لوحتها من هيئات إنسانية او أجساد او مقاطع منها وهي في حرصها على بعض التفصيلات تذكرنا بالنمنمة الشرقية مع اختلاف الصيغة، وسيماء عبدالحي ترسم برهافة ففي لوحتها اكثر من إيحاء وفيها شيء من استفادة ذكية من أعمال آخرين وبألوان رمادية خاصة، وتلخص خاتون الجشي مساحاتها واوانها على نحو تكتفي فيه بالعلاقة الفنية ما بين المساحات، اما الفنانة التشكيلية(المصرية) سهير الجوهري وهي التي أشرفت على دورات تدريبية للموهوبات ضمن برامج اللجنة النسوية او المنتدى فإنها تضيف بمشاركاتها دعما معنويا وفنيا للمعرض وللدارسات على يديها منذ الثمانينات في القطيف.
وشارك في المعرض عدد من المستويات فمن بين المشاركات ليلى مال الله وازهار المدلوح وحواء مغيزل وامل بوجعيد وتهاني الشبيب واميرة الموسى ومنال صويمل.
ورافق المعرض الجماعي معرض شخصي للفنانة التشكيلية الشابة مريم الجمعة وهي احد الوجوه التي ظهرت موهبتها مبكرا ومنذ دراستها في المرحلة الثانوية، حينها اطلعت على بعض أعمالها مصادفة وبعدها بدأت عروضها والتحاقها للدراسة الفنية ثم تخرجها في جامعة الملك سعود بالرياض وخلال هذه الفترة وبعدها كانت مريم نشطة تشارك وتقيم المعارض وآخرها في القطيف، هذا المعرض الذي تنوع بين عدة تجارب كانت تشتغلها بين فترة واخرى. واعمال الوجه الانثوي عندها هو كما يبدو استوحته بداية من الوجوه الكارتونية التلفزيونية فالخط لديها قوي وجريء واللون عندها صريح ومختزل فهي غير مسرفة في توزيع الوانها او مساحاتها وعندما ترسم من وحي العرائس ففي الاعمال قرب من صيغ المصري حلمي التوني لكن مريم تضيف حسها وشخصية فتاتها ابنة الاحساء خاصة والخليج العربي عامة، ومع اني كنت اتوقع من مريم الجمعة اكثر مما قدمت بناء على بداياتها وامكاناتها الفنية الا انه لم نزل ننتظر منها ما يؤكد شخصيتها الفنية التي اراها مبعثرة حتى الان.
