DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جدلية الخير والشر في رواية «دماء متناثرة»

جدلية الخير والشر في رواية «دماء متناثرة»

جدلية الخير والشر في رواية «دماء متناثرة»
أخبار متعلقة
 
«دماء متناثرة» رواية (رعب) خيالية للكاتبة بتول مصطفى صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. تدور حبكتها عن لغز السيكولوجيا الذي تبحث عن حله البطلة (روسين)، وتنتقل إلى سبعة عوالم باحثة عن حل ذلك السر الذي في قلبها، ولا تعرفه إلا في العالم السابع ولكن بعد فوات الأوان. وتذكرنا الرواية في بعض فصولها بفيلم الرعب ( الدمية القاتلة تشاكي ) ، إذ أن الرواية تتناص معه في حلول الأرواح الشريرة في الدمية، والقتل الذي تمارسه تلك الدمى. تلك الدمى كثيرا ما رافقت البطلة ( روسين) في أغلب العوالم التي مرت بها البطلة . وتمثل جدلية الخير والشر أساسا للرواية التي تكونت من مقدمة وسبعة فصول وخاتمة وكل فصل يمثل عالما من العوالم التي سنتناولها باختصار . الشخصيتان الأساسيتان في الرواية هما ( روسين) التي تبحث عن سر السيكولوجيا ممثل جانب الخير ، ودان كن/ مصاص دماء الذي كان أداة في أيدي الشيطان الأكبر، وهو يريد فتح باب الشر الأعظم من خلال الفتاة المختارة (روسين) وهو سبب العوالم السبعة التي مرت بها (روسين )، ومن جانب آخر نزعة الخير التي في داخل ( دان كن) كانت تنقذ ( روسين) في مرات عدة ومحاولته في أن يصبح بشرا عاديا . لقد لعبت (الراوية ) على الزمن لتخرج لنا روايتها بسبعة عوالم ، وكلما كادت النهاية تشرق حتى اخذتنا إلى العالم التالي وفي النهاية تصل ( روسين) إلى أن الشر الذي في الإنسان من الممكن أن ينمحي من داخله بالحب . وعوالم الرواية التي مرت بها البطلة باختصار كما مرت في تسلسل الرواية هي: العالم الأول : هو الذي بدأت به الرواية وكانت ( روسين) طفلة في الثالثة عشرة من عمرها و بصحبتها الدمى التي كانت تقتل كل من يحبها ، تتحرر أرواح مصاصي الدماء من الدمى ،وتتعرف ( روسين) على ( دان كن) وتنشئ بينهما علاقة حب ويساعدها في الدخول إلى العالم الثاني. العالم الثاني: تذهب ( روسين) إلى الماضي حيث يسيطر مصاصو الدماء على قرية ، وتقتل ( روسين) مصاصي الدماء باترسيانو ، و دميسور ، وداميرا وهي المرأة الوحيدة بين مصاصي الدماء كانت تعرف بفسقها قبل أن تصبح مصاصة دماء، كما تقتل ( دان كن) بعد أن اكتشفت نقطة ضعفه بإحساسها . عرفت (روسين) نقاط ضعفهم جميعا فقتلتهم بواسطة الخناجر التي أعطاها لها ( دان كن) في العالم الأول. العالم الثالث : يكاد يكون نفس العالم الأول ولكن ( روسين) في مرحلة الشباب و لم يمت أحد من أفراد أسرتها ، ويكون مصاصو الدماء محبوسين في الدمى، و يتحررون من الدمى إلى أجساد أصدقائها ،تنتقل إلى العالم التالي عندما تقتل دان كن. العالم الرابع : ترجع ( روسين) إلى طفولتها ، وتكتشف أن حياتها التي عاشتها في العالم الأول تعيشها فتاة أخرى وتذهب لإنقاذها من الدمى ولكن الطفلة ترفض، وترى ( دان كن) وتعرفه حالا ، أما هو فيعرفها لاحقا وفي هذا العالم تقتل نفسها حتى لا تنفتح بوابة الشر فتنتقل إلى العالم التالي. العالم الخامس : في هذا العالم نرى ( روسين) متزوجة من مايكل صديقها الذي كانت ترفض علاقته في العالم الثالث وتعيش ابنتها كما هي عاشت في العالم الأول وتأتي الدمى هدية من أخيها (مايك) فلا تقبل ( روسين) اخذ ابنتها سيرا لتلك الدمى ، مما يثير استغراب أبويها وأخيها مايك ، تحل روح ( دان كن) التي كانت في الدمية جوني في جسد سيرا ، فيقتل ابن (روسين) الصغير وعندما ترى ( روسين) الموقف تعرف أن ( دان كن) حل في ابنتها من خلال تغير الأصوات وكأن الجسد تسكنه روح سيرا الرافضة أن تؤذي أمها وروح ( دان كن) الذي يحاول قتل ( روسين)، لكن ( روسين) تقتل ابنتها ( دان كن) ويتهمها بمعرفة غيره ، وأن سبب قتلها لولديها هو هذا الرجل . العالم السادس : تذهب إلى زمن طفولة ( دان كن) وتعرف أسباب اختيار الشيطان لدان كن ، وتحويله إلى مصاص دماء كما يقول ( دان كن) كبرت على كرهي وتحويل حياتي إلى جحيم وتحاول ( روسين) إفشال مخطط الشيطان ، وعندما تفسد المخطط في الوقت ( الليلة السابعة بعد خسوف القمر ) ويذهب الشيطان، فيقتل الطفل ( دان كن) (روسين) . العالم السابع : في هذا العالم يكون ( دان كن) و( روسين) حبيبين على وشك الخطوبة ، وتشك ( روسين) أن كل تلك العوالم التي مرت بها لم تكن سوى حلم خصوصا بعدما تسأل عن الملجأ فلا تجد له أثرا وعدم وجود الدمى . ولكن بعد أن تذهب للضابط طوني يختلف الأمر إذا أن الأخير يؤكد لها تلك العوالم ومهمتها ويطلب منها أن تخبره عن المكان والزمان إذا واعدها ( دان كن)، وفعلا تذهب للحديقة في حال خسوف القمر وتقتل ( دان كن) بسكين عادية وتكتشف أن طوني هو الشيطان الذي كان يتحكم بهما (روسين ودان كن) وجعلهما في تلك العوالم وتقتله بالخنجر السحري فيموت ويتحول إلى رماد ، وتعرف أن ( دان كن) في كل هذه العوالم بسبب حبهما كان يريد أن يتحول من مصاص للدماء إلى بشر عادي. والخاتمة تتذكر ( روسين) حبها لـ( دان كن)، والأهوال التي رأتها في تلك العوالم ، وتعرف أن سر السيكولوجيا كان يكمن في نزعة الشر فيها وفي ( دان كن)، وتخلصا من هذه النزعة بالحب وأن تلك العوالم ما هي إلا في داخل الإنسان بشكل ما. الحبكة في الرواية وفقت بها الكاتبة كثيرا والشيء الذي يحسب لها هي محاولتها في اختراع أسطورة رغم أنها أخذت بعض الملامح من أساطير غربية مثل مصاصي الدماء ، والدمية الشريرة تشاكي. ولكن الكاتبة رغم لعبها على التنقل بين الأزمنة السبعة إلا أنها لم توضح لنا كيفية وسبب انتقال ( روسين) إلى العالم التالي بعد أن تقتل ( دان كن)، أو تبين لنا إذا ما استمرت في ذلك العالم أم لا . كان الانتقال في بعض الفصول مفاجئا ومن جهة أخرى ذهاب ( روسين) إلى الماضي مما يغير في أحداث عاشتها ( روسين) مثلا في العالم الأول جميع أسرتها مقتولة بينما في العالم الثالث مثلا تكون أسرتها حية. كان الوصف العام جيدا ، و لكن خذلها وصف المشاعر حيث كان عاماً - اذا استثنينا فصل النهاية. فكأن الكاتبة ركزت على العام أكثر من الخاص، فلم تستطع أن تدخلنا إلى مشاعر الشخصيات كما يجب بل إن المشاعر الموصوفة تكاد تكون مشاعر جسدية غريزية، أو أن مشاعر روسين لا تخرج إلا عن طريق تلك المشاعر. ورغم أن الرواية خيالية إلا أن الكاتبة اختارت لها مكانها المناسب في دولة أوروبية، مما جعلها تتحرك على الشخصيات بشكل سلس فيما يخص حرية المرأة في علاقتها بالرجل في الغرب ، إضافة إلى مظاهر الحياة المسيحية مثل الأب جيرالد ( وبعض الحوارات التي تكون صلوات المسحيين ) . كما أن الفكر الغربي ثائر وأحيانا نجد أن للغة إضافة إلى ما قلنا من ملامح الحياة النصرانية والتحرر ، إضافة إلى الأسماء وبعض الحوارات تشعرنا أن الرواية مترجمة.