عزيزي رئيس التحرير
نريد ان نستنزفهم ليتعبوا حتى النهاية هكذا قال منظم دنماركي لمسابقة جديدة للرسوم المسيئة لنبينا صلى الله عليه و سلم وما درى المسكين اننا لن نتعب.. وان نبينا عليه الصلاة والسلام لن يزداد الا رفعة.. واستمرارهم في المعركة سيوقظ الحمية في قلوب المؤمنين ليزدادوا نصرة لسنته عليه السلام.
ان اقبال المسلمين اليوم على التعرف لسيرة نبينا سيد البشر الهادي البشير والسراج المنير على تفاصيل دقيقة من حياته وتعاملاته مع اهله وجيرانه واصحابه ما كان ليكون الا عندما تفاعلنا مع موقف الاستهزاء به صلى الله عليه وسلم من قبل الرسامين الدنماركيين وما تزايد القصائد الشعرية والكتب واللوحات واقسام السنة و السيرة النبوية في المواقع والمدارس والمعاهد والكليات والجامعات (عنا ببعيد) الا دلالة واضحة على هذا التفاعل وهذا الاهتمام وربما ولد لدينا هذا الموقف والمواقف السابقة تساؤلات: هل نحن بمعزل عن معرفة سيرة هذا النبي المصطفى والرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم؟ وهل هناك بيننا وبين التعرف على هذه السيرة العطرة حاجز يمنعنا من ذلك؟ اظن الجواب انه ليس هناك شيء من ذلك عن معرفة هذه السيرة ولكنها الدنيا التي اشغلتنا عن كثير من الامور حتى عن انفسنا وتربيتنا الذاتية والالتفات من حولنا والنظر في حياتنا وتعاملاتنا واهتماماتنا اشغلتنا عن كل شيء، اشغلتنا حتى عن اسمها مع ان لها من اسمها نصيب الدنيا، دنية من الدناءة.
ومع ذلك فالمواقف وان كانت سلبية او ضارة فقد تتحول الى ايجابية ونافعة و ما هذا الموقف عنا ببعيد فهي رسالة الى اصحاب العقول السليمة والقلوب الحية اليقظة، بالاستفادة من هذه المواقف والتعرف لمن لم يتعرف الى الان على هذه السيرة النقية الزكية والمدرسة المحمدية الحكيمة.. في جميع شؤون الحياة في تعامله وخدمته لاهله وصبره على جاره اليهودي وابتسامته في حياته في امانته مع اصحابه والناس جميعا ومزحه مع الصغير والكبير.. ويكفيه وصف ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها له قالت: (كان خلقه القرآن) وامتداح رب العزة والجلالة.. بقوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم). فهلا امتثلنا شيئا من هذا في حياتنا وتعاملاتنا مع جميع من في الحياة من مسلم وغيره لنكسب الموقف وننهض باخلاق اسلامية رفيعة ونستمتع جميعا في هذه الحياة فرب ضارة نافعة.
نامي مهنا النامي ـ الاحساء
