كثيرة هي الهواجس والأفكار المقلقة التي تخيم على عقول الكثير من الأشخاص حول مرض الصرع،
نتيجة الفهم الخاطئ لماهية المرض والأسباب المؤدية إليه،
أضف إلى ذلك أن المجتمع ينظر للمصابين بالصرع بالريبة والشك والخوف، علاوة على انتشار فكرة خاطئة عن أن الصرع شديد الأثر على المصاب، إلا أن واقع الأمر يؤكد أن الصرع مثله مثل باقي الأمراض الجسدية الأخرى فمنه الخفيف، والمتوسط، والقليل ومنه الشديد.
هذا ما بدأت به الدكتورة ابتسام المليجي استشارية طب الأطفال بمستشفى سعد التخصصي التي قالت « هناك نوعان من الصرع أولهما نتيجة عوامل وراثية أو ذاتية وتشكل نسبة 75 بالمائة من حالات الصرع، موضحة أن مريض الصرع في هذه الحالة لا يوجد لديه أي مرض بالمخ،
وتكون الفحوصات الإكلينيكية والمختبرية سليمة، غير أن طبيعة بعض خلايا المخ ذات قابلية أو استعداد صرعي أكبر من المعدل الطبيعي دون وجود سبب مباشر،
وهو ما يطلق عليه الصرع الأولي. والآخر هو الثانوي ونسبته 25 بالمائة من حالات الصرع، ويحدث نتيجة وجود تلف في بعض خلايا المخ، يختل على أثرها النشاط الكهربائي مسببًا النوبات الصرعية، مبينة أنه قد يكون أيضاً نتيجة تشوهات خلقية في المخ وأمراض التمثيل الغذائي، أو الاختناق أثناء الولادة أو عند الأطفال الخدج وإصابات الدماغ،
وحدوث نزف أو تجلط أو التهابات وأورام في المخ، وكذلك التهابات السحايا.
وتشدد المليجي على ضرورة معاملة الطفل المصاب بالصرع كبقية أفراد الأسرة، إذ أن تربية الوالدين له سوف تنعكس عليه عند الكبر،
فلا ينبغي التدليل المفرط أو التسامح الزائد، مشيرة إلى أنه يجب غرس الثقة فيه، وعدم المبالغة في حمايته حتى لا تقيد حريته ولا يتأثر نموه النفسي، فلا نجعله يخفي مرضه وكأنه عيب فيه، مؤكدة على أن الصرع مثل باقي الأمراض الأخرى،
يمكن الشفاء منه بعد فترة من العلاج المناسب ومن الضروري التعاون بين الأهل والمدرسة مؤكدة على ضرورة تجنب العوامل التي تساعد على حدوث النوبات الصرعية كالقرب من التلفزيون والحاسب الآلي وألعاب الفيديو جيم والإبهار النفسي والإرهاق الجسدي وارتفاع درجة حرارة الجسم لفترة طويلة وإذا استمرت نوبة الصرع لأكثر من 5 دقائق فينبغي مراجعة الطبيب على الفور.
