DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محادثات ولكن لا سلام

محادثات ولكن لا سلام

محادثات ولكن لا سلام
أخبار متعلقة
 
هناك القليل من الحقائق المؤكدة حينما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط. وإحدى هذه الحقائق هي أن متشددي حماس سيفعلون كل شيء لتخريب جهود السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وتتمثل اخرى في ان اسرائيل سترد على اي هجمات خطيرة ضد مواطنيها. والثالثة هي أنه بدون تحسن ملحوظ في حياة الاسرائيليين والفلسطينيين فان القليل من الاعمال الارهابية يمكن ان يخرج افضل محادثات السلام نية عن مسارها. واعمال العنف الاخيرة والتي تزامنت مع شقاق سياسي شديد بين الفلسطينيين قد تحكم على مبادرة السلام التي طرحها الرئيس الامريكي جورج بوش بالفشل. والتخلي عن السلام ليس خيارا فقد يؤدي الى مزيد من الضرر وربما الى اندلاع حرب أوسع نطاقا. وإذا كان هناك اي أمل لإنقاذ جهود السلام فإنه يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية التحرك بسرعة لترتيب وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس والتفكير بجدية في استراتيجية جديدة للتعامل مع غزة. ويتعين على الدول العربية لا سيما مصر والمملكة العربية السعودية وقطر ان تساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتضغط على حماس لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. ويجب على الولايات المتحدة ان تقنع اسرائيل بان الامن الدائم لن يتحقق الا اذا شهد الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ان مزايا السلام اكبر بكثير من الانتقام. وهذا يعني عدم التوسع في الانشطة الاستيطانية وايجاد سبل لحرية الحركة بالنسبة للفلسطينيين والعمل. وهذا يتطلب دبلوماسية اكثر ابداعا عن التي شاهدناها حتى الآن. وحتى في خضم العنف الدموي الذي شهده قطاع غزة الاسبوع الماضي لم تستطع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس سوى التوقف لمدة يومين فقط في المنطقة. وكان انجازها الوحيد هو اقناع الرئيس الفلسطيني باستئناف محادثات السلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. لكن الهجوم الذي وقع ضد مدرسة يهودية في القدس الغربية نهاية الاسبوع الماضي سيزيد من تعقيد الوضع. وتعهد اولمرت وعباس بالحل القائم على اساس دولتين. لكن لا توجد اي دلالة حقيقية حتى الآن على اجراء مفاوضات نحو هذا الهدف الذي اكد عليه مؤتمر انابوليس للسلام الذي عقد في نوفمبر الماضي. وبعد ان سيطرت حركة المقاومة الاسلامية حماس على غزة في يونيو الماضي قررت الولايات المتحدة واسرائيل دعم عباس وحركة فتح التي يتزعمها مع عزل حماس وغزة. لكن اسرائيل لم تفعل ما فيه الكفاية لتقوية عباس كما ان الحصار الاقتصادي الذي فرضته على غزة اجج مشاعر الغضب هناك وفي الضفة الغربية. ومن الواضح ان اسرائيل لا تستطيع ان تخوض حربا مع بعض الفلسطينيين وتحاول في الوقت نفسه التوصل الى سلام مع الباقين. ونشعر بالتشجيع من أن مصر ستحاول التوسط الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس. وستحتاج القاهرة الى المزيد من الدعم الخارجي اذا اردنا وقف عمليات القتل بدون تعزيز وضع حماس على حساب السيد عباس. وتحتاج واشنطن واوروبا والدول العربية ايضا الى البدء في التفكير الجدي بشأن ما يمكن القيام به لتحسين حياة الاسرائيليين والفلسطينيين العاديين واعطائهم بعض الثقة في جهود السلام. وربما في وقت ما بعد ذلك يستطيع الجانبان ان يتحدثا بجدية بشأن الحل القائم على أساس دولتين.