DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مثقفون ومبدعون يناقشون حثيثيات الترشيح والتحكيم لجائزة (البوكر العربية)

مثقفون ومبدعون يناقشون حثيثيات الترشيح والتحكيم لجائزة (البوكر العربية)

مثقفون ومبدعون يناقشون حثيثيات الترشيح والتحكيم لجائزة (البوكر العربية)
أخبار متعلقة
 
اعتبر القائمون على الجائزة العالمية للرواية العربية، المعروفة بـ «بوكر العربية»، أن الفكرة تأتي لـ «تعزيز وجود الرواية العربية، وتفعيل تأثيرها على الصعيدين العربي والعالمي». وأحيط الإعلان عن «بوكر العربية» بصدى واسع في مختلف الأوساط الثقافية العربية، فيما انقسم المعنيون بها بين مؤيد لها ولحيثياتها، وبين مختلف معها ومع تلك الآليات والحيثيات. ومن المرتقب، وسط هذا الانقسام، أن يعلن اسم الفائز بالجائزة في العاشر من مارس الجاري، بعد أن كانت القائمة القصيرة لها قد تضمنت رواية «أرض اليمبوس» للأردني إلياس فركوح، إلى جانب «واحة الغروب»، و»تغريد البجعة» للمصريين بهاء طاهر ومكاوي سعيد، و»مطر حزيران» و»أنتعل الغبار وأمشي» للبنانيين جبور الدويهي وعنومي منسي، ورواية «مديح الكراهية» للسوري خالد خليفة. وتلتقي الأوساط الثقافية العربية عموما، والأردنية على وجه الخصوص، على قاعدة عدم وجود جائزة عربية محكمة للرواية، ومن ضمنها طبعا بوكر العربية. استطلعت (اليوم) آراء عدد من الروائيين والنقاد الاردنيين حول «بوكر العربية». يشير الروائي والشاعر الفلسطيني المقيم في عمان إبراهيم نصر الله أن «الجائزة يمكن أن تكون واحدة من أهم الجوائز العربية»، ولكنه يستدرك بالقول إن ذلك «مرهون بما ستصل إليه في هذه الدورة، وفي الدورات التالية، من خطوات فعلية من شأنها تأكيد مصداقيتها وعزلها عن أي محاولات للتدخل فيها، وخصوصا من دور النشر التي تلعب دورا مزدوجا فيها، الأول من خلال حقها المطلق في اختيار الروايات المرشحة، وثانيا بوجود عدد من تلك الدور في جزء من لجنة الجائزة بما يعنيه ذلك من قدرة تلك الدور على التأثير في مسارات الجائزة». ويرى نصر الله «ضرورة توقف دور مؤسسات النشر عند حدود الترشيح»، مرجعا تلك الضرورة إلى أنه «لا يكون هناك إمكانية لوجود دور ما لهذه المؤسسات في مرحلة ما بعد الترشيح، وبخاصة أن كل دار نشر تسعى ـ بالتأكيد ـ لكي تفوز إحدى رواياتها أو أكثر بالجائزة». وأمل نصر الله أن «تتخلص الجائزة من كل المؤثرات الجانبية التي تتحكم بالجوائز العربية، بحيث لا يكون فوز هذه الرواية أو تلك قائما على الظروف التي تحيط بمنحها، وأن يكون مستوى العمل والحكم في هذا المجال، لأننا نلاحظ في العالم العربي أن الفوز محكوم بظروف وطبيعة تشكيل اللجان أكثر مما هو محكوم بالمستوى الفعلي للأعمال، دون أن يكون في ذلك أي تلميح بأن الأعمال التي ستفوز لا تستحق، بل هي أعمال تستحق، ولكن ربما تكون هناك أعمال أكثر أحقية بالفوز، ولكن طبيعة تشكيل اللجان هي التي تحدد من سيفوز بالجائزة أخيرا». ورغم أن نصر الله لم يجد ما يضير في انحسار الأعمال المرشحة بالقائمة القصيرة على نطاق جغرافي محدد، إلا انه يشير إلى «وجود اختلاف في الثقل الروائي بين دولة عربية وأخرى، وبين منطقة عربية وأخرى»، مؤكدا أن «الأساس أن تكون لجان الجائزة، وليست لجنة التحكيم وحدها، فوق كل الحسابات الضيقة، سواء كانت مصلحيه مباشرة تتعلق بدور النشر أو ذات بعد قطري». أما رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، القاص سعود قبيلات، فيرى «عدم إمكانية الحديث عن جائزة عربية محكمة وذات مستوى رفيع، لأنه لم تؤسس للآن تقاليد ملائمة لجائزة عربية ما». وقال قبيلات «الجوائز العربية عموما تفتقر إلى الأصول الضرورية المتبعة في العالم المتقدم». ويلذع قبيلات لجنة الجائزة بالقول إنها «لم يتوفر فيها الشروط الكافية لتكون مناسبة للرواية تحديدا»، مستدركا بالإشارة إلى «وجود أعضاء في اللجنة يمكن الاطمئنان لأحكامهم، ولكن ليست كل أسماء اللجنة تتصف بهذه الصفة». ويختتم قبيلات حديثه بـ «عدم التشكيك بأهمية الروايات المشاركة، مؤملا الارتقاء بالجوائز العربية إلى المستوى العالمي للجوائز العريقة المحترمة». في حين يرى الناقد والقاص الأردني د.أحمد النعيمي وجوب أن «لا يتكرر ما حدث في دورة بوكر العربية»، ويقول «لجان التحكيم لم تكن مؤهلة للبت في جائزة بهذا الحجم؛ لذلك جاءت النتائج مخزية للدرجة التي يمكن تسمية الجائزة بـ (مهزلة البوكر العربية)». ولفت النعيمي إلى آراء العديد من أصحاب الرواية العربية، ويقول إنهم وصفوا الجائزة بـ «الجريمة الثقافية»، مؤكدا أن «النتائج في أغلبها نجمت عن مصالح شخصية تربط بعض المحكمين بأشخاص بعينهم، ولولا أن الروائي العربي الكبير بهاء طاهر كان من بين المتأهلين لما قلنا عنها (مهزلة البوكر) وحسب، لربما وصفناها بـ (مهزلة العصر)». ويتابع النعيمي إن «وضعا كهذا، ونتائج كهذه، تدفع بالثقافة العربية ـ المنحطة أصلا ـ إلى مزيد من الانحطاط والتدهور والتيه، لهذا ولغيره صرخ كثير من المثقفين، الذين ما زالوا يؤمنون بإنسانية الإنسان وبإنسانية الكلمة كفى، ونحن بدورنا نصرخ معهم كفى، أوقفوا هذه المهازل، أو اتركوا الثقافة مثل نبتة برية في صحراء عظيمة تنمو والأمل يحدوها أن تحوّل هذه الارض المجبولة بالدماء إلى جنان، الثقافة الإنسانية الحقة قادرة على تحويل الأرض إلى جنة». ويرى النعيمي أن «الجائزة كان من المفترض أن تكشف أعمالا إبداعية عظيمة، من شأن الباحثين الانخراط في دراستها، غير أن ما حصل هو عكس ذلك تماما، ولا بد هنا من استثناء بهاء طاهر من هذه المهزلة، فنحن واثقون أن إبداعه الإنساني الراقي قد تورط في لعبة لم يكن يريدها أن تكون بهذا المستوى الذي أقل ما يمكن أن يوصف به أنه مؤسف». ويتجاوز النعيمي «التقسيم الجغرافي، الذي خرجت منه الروايات التي تضمنتها اللائحة القصيرة للجائزة»، ذاهبا إلى عدم أهمية ان كان الفائزون جميعهم من موريتانيا أو مصر أو ليبيا أو لبنان، فالمهم أن تفوز الأعمال التي تستحق الفوز، وليس الأعمال المرتبطة بمصالح شخصية يعرفها الجميع، بحيث يمكن لناشر ما أن يتساهل مع عضو لجنة تحكيم بنشر كتاب له على نفقته الخاصة، نريد لمثل هذا الجائزة الراقية أن تبتعد عن الرشوة والمصالح الشخصية وأن تسمو بالثقافة ومعها، ذلك أن الناس في بلادنا يحتاجون الكلمة الصادقة بصرف النظر عن جغرافيتها. وعلى صعيد لجنة التحكيم، يلفت النعيمي إلى أن «تلك اللجنة كان ينبغي أن تكون من الأسماء المعروفة بمصداقيتها في العالم العربي، والمعروفة بقدرتها الفنية الراقية والمعروفة على التمييز بين الغث والسمين، والمعروفة بقدرتها على المواءمة بين الأصالة والتراث، وما أكثر الأسماء الصادقة والحرة في عالمنا العربي، ولكن لسبب لا ندريه تم استبعاد هذه الأسماء جميعا، وأوكل التحكيم إلى من وجدنا بعضهم لا يكاد يقول جملة عربية سليمة، وبعضهم الآخر ليس متخصصا في نقد الرواية من حيث المبدأ، ويبدو أن الزج باسم أحد المتخصصين في نقد الرواية بهذه اللجنة (البائسة) كان من أجل التغطية على قراراتها المقررة سلفا والمخزية عن (سابق إصرار وترصد)». ومن جهته، ينتظر الروائي الأردني إلياس فركوح صاحب «أرض اليمبوس» إعلان اسم الفائز بـ «الجائزة العالمية للرواية العربية / بوكر العربية»، بعد أن تضمنت اللائحة القصيرة للجائزة اسم روايته . وصرح فركوح لـ (اليوم)، بأنه يذهب إلى أن «تضمين اسمه في اللائحة الصغيرة للجائزة أمر يدل على أن النتاج الروائي في الأردن بات في الصفوف التي ينظر إليها على أنها بمستوى المنافسة فيما يتعلق بالكتابة الروائية العربية» . واعتبر فركوح أن ترشيحه للجائزة يمثل «تتويجا لمسيرة ربع قرن في الكتابة الروائية والقصصية، وأن ينال ذلك الترشيح عربيا من شأنه أن يعزز ثقته بمشروعه الإبداعي بدون حسابات ذات صلة بالجغرافيا الأردنية الضيقة» . وبالإشارة إلى أن رواية «أرض اليمبوس» كانت من ضمن ترشيحات دار أزمنة التي يرأسها، اعتبر فركوح أن «الترشيح بمثابة تكريم لدور النشر الأردنية جميعا، ومؤشر على المكانة التي راحت تحتلها محليا وعربيا». كما أن الترشيح ـ وفقا لفركوح ـ يشكل «اعترافا وتكريما للوسط الثقافي المحلي، بشكل أو بآخر، فالرواية نتاج حالة جمعية، إلى جانب كونها نتاجا لمشروع فردي، وتضيف الجائزة للأديب انتشارا واسعا خصوصا للنص، حيث تلتفت له الأنظار والانتباه». والاهم وفقا لفركوح «أنها تتيح إعادة النظر في كتب المؤلف السابقة، وبعين جديدة، وتتسع دائرة القراء ولو من باب الفضول، بصرف النظر عن كون الأديب أردنيا أو عربيا». وعن الرواية المرشحة للجائزة ذكر فركوح أنها «الجزء الثالث من رواية سابقة تتحدث عن الجيل الذي ينتمي إليه، والذي عاش حياة فيها مجموعة حروب وطموحات كبيرة، اثبت الواقع عبر ذلك عدم وجود ركائز أساسية لهذه الطموحات، حيث تخلص الرواية إلى القول ان علينا أن ننظر للموضوع بمنظور جديد» . وذكر فركوح أن «الرواية تكشف التجربة الكتابية لديه، وتلقي الضوء على تجليات تجربته في آخر مراحلها، حيث كتب سبع مجموعات قصصية وروايتين». وكانت لجنة التحكيم قد علقت على رواية فركوح بالقول : «وحّد إلياس فركوح في هذه الرواية بنية السيرة الذاتية لإنسان محدد الهوية والانتماء، وسيرة الإنسان المغترب بشكل عام، متحدثا عن سطوة الزمن وهشاشة الإنسان وقوته، بلغة مشرقة نضرة، مدرجاً في العمل مجموعة من الأصوات المتنوعة» . ويشار إلى أن فركوح نال مؤخرا جائزة «تيسير السبول للرواية» عن العام 2007، التي تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين، وذلك عن روايته «أرض اليمبوس»، التي أصدرها الكاتب بعد روايتيه «قامات الزبد» و»أعمدة الغبار»، وقد كان للرواية الفائزة حضور مميز على الساحة المحلية والعربية، وكتب عنها كثير من النقاد والكتاب، حيث تتناول الرواية فترة حاسمة من التطور الاجتماعي والسياسي لمدينة عمان، وتشابكها مع القضية المركزية (فلسطين)، وهي تفيد كثيرا من السيرة الذاتية والجمعية أيضا، من خلال بناء فني أعتبر إضافة تسجل لصالح العمل، وأشرت على قدرة الروائي في تطوير أدواته، وتجاوزه بوعي لتجاربه السابقة عن طريق تقييمها والإفادة منها. وكان فركوح قد ولد في عمّان (1948)، وتلقى تعليمه حتى الثانوية العامة متنقّلاً بينها وبين القدس، حصل على بكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية، عمل في الصحافة الثقافية في الفترة (1977-1979)، وأسس دار أزمنة للنشر والتوزيع في العام 1991، حيث يعمل مديراً لها، وهو يرأس تحرير مجلة «أوراق» الثقافية الفصلية التي تصدرها رابطة الكتاب الأردنيين . يرأس هيئة تحكيم الجائزة الكاتب العراقي صــموئيل شــمعون، وتضم في عضويتها : محمد برادة، محمد بنيس (المغرب)، فيصل دراج (فلــسطين)، غــالية قـباني (سوريا)، بول ســتاركي (بريطانيا). وينال مؤلف كلٍّ من الروايات الستّ المرشحة جائزةً قيمتها عشرة آلاف دولار، بينما ينال صاحب الرواية الفائزة خمسين ألف دولار، حيث من المنتظر أن يعلن اسم الفائز بالجائزة في عشاء احتفالي في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة 10 مارس الجاري . ولقي ترشيح الأسماء الستة نقداً شديدا بسبب خلوّه من أسماء كتّاب من دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا ومن العراق.