DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ندوة تناقش «سيكولوجية المكان في الرواية العربية»

ندوة تناقش «سيكولوجية المكان في الرواية العربية»

ندوة تناقش «سيكولوجية المكان في الرواية العربية»
أخبار متعلقة
 
خصص ملتقى القاهرة الرابع للإبداع الروائي العربي ندوة خاصة للأبحاث التى تتعلق بدراسة المكان فى الرواية العربية، وقد شارك فيها كل من الروائي السوري خيري الذهبي، والروائي العراقي نجم والي، والمترجمة الصربية دراجانا جورجيفيتش، والناقد العراقي ياسين النصير والروائي المصري خليل الجيزاوى، وأدارتها الروائية الفلسطينية سحر خليفة. قدم خيري الذهبي ورقته البحثية بعنوان «المكان فى الرواية الجديدة» وأشار فيها إلى أن الرواية السورية كانت تعانى الإشاحة عن الكتابة عن المكان منذ بدايتها الفنية الأولى، وليس عبثا أن الرواية الفنية الأولى فى مصر «زينب» كانت رواية عن الريف والمكان فيه والعلاقات الريفية، وكانت الرواية الفنية الحائزة على الشروط الفنية المعقولة للرواية فى سوريا هى رواية «سيد قريش» لمعروف الأرناؤوط وهى رواية تعود إلى تاريخ ما قبل البعثة المحمدية، وتتحدث عن تاريخ يحن إلى جذر العلاقات المناهضة للاحتلال البيزنطى، وما هذا الجذر إلا فى الحجاز، وفى النبي الذى يبشر به وينتظره الجميع، فهو الأمل وهو الحلم. وأضاف: إن هذه النزعة إلى الهروب من المكان إلى التاريخ، ومن الحدث اليومى إلى حدث تعبوى استنهاضي سيصبح فيما بعد ديدنا للرواية فى سوريا، فالرواية مركب من ورق مهمته إنجاز هدف نضالي أو تعبوى وليس الجمالي. أما نجم والي فقد كانت ورقته البحثية بعنوان «أماكن مهمشة .. تل اللحم نموذجا» وعرض فيه لتل اللحم الذى هو مكان روايته الأخيرة وهو مكان يقع فى جنوب غرب العراق على أطراف مدينة سوق الشيوخ .. وتحدث والي عن الأماكن التى اختارها لتحمل أسماء رواياته الثلاث «طحي الطرب» و «كميت» و «تل اللحم» ، مبينا كيف تكون الجغرافيا كافية لكى يصبح مكان ما وليس غيره صالحا لتنشأ عليه أحداث رواية . وفى بحثها «المكان فى رواية (واحة الغروب)» لبهاء طاهر قالت دراجنا جورجيفيتش إن المكان كان يلعب دورا مهما جدا فى الفن الروائي منذ نشأته فى العالم، مثلما لعب نفس الدور فى تأريخ الرواية العربية، وتناولت فى بحثها أهمية المكان فى رواية بهاء طاهر الجديدة «واحة الغروب» وطرق استخدامه من قبل المؤلف، قائلة: إن المكان قد لا يبدو بطلا من أبطال الرواية فى أول نظرة، إلا أنه يظهر بطلا فعالا يؤثر علي مصائر الأبطال بصرخاته المنفجرة المرعبة أو بصمته المطبق الأكثر إفزاعا، أو بسكاكين الهمسات التى تطعن وتجرح باطن الإنسان تاركة جروحا لا تشفي. ووصفت جورجيفيتش أدوار المكان فى هذه الرواية وأهمية تغيير المكان فى هذا العمل الإبداعى من المنظور الفنى ومن المنظور السيكولوجى الأساسي أيضا، فيما تكون السيكولوجية عنصرا مهما فى أعمال بهاء طاهر. وحاول البحث أيضا الإشارة إلى أهم النقاط بالنسبة للمكان فى أعمال بهاء طاهر، حيث توقعت الباحثة أن يكون بحثها سبيلا لأبحاث أخرى فى المستقبل. أما ياسين النصير، فقد تطرق في بحثه «المكان الروائي» إلى مفهوم الفضاء والمكان وفصل بينهما، حيث الفضاء مطلق وعام وشامل، فالقاهرة فضاء ولكن العوامة فى «ميرامار» نجيب محفوظ مكان، فالمكان هو جزء أو منطقة أو بقعة فى هذا الفضاء يقيم الروائي عليه خيمته، ويستحضر شخوص روايته وأحداثها من داخل بنية المكان، ثم يخرج بروايته دلاليا من المكان الروائي إلى الفضاء المدينى، مؤثرا ومتأثرا فيه. وأشار الباحث إلى أنه خص فى بحثه المنطقة العربية، كما عالج طبيعة الشخصيات التى تسكن المناطق الفرعية من مكان الرواية، من أماكن تراثية أو أماكن معاصرة وحديثة، وأماكن مثل الأهرام أو المقابر أو النوادى والملاعب والفنادق، مبينا أن شحنة الأمكنة الخاصة التى يكتشفها المؤلف هى التى تفرض عليه اختيار شخصياته، وأوضح أنه ليس من فرق بين مكان روائي فى مصر أو فى العراق أو فى سوريا أو فى المغرب، وإنما الفرق هو فى الشحنة الشعورية والتراثية التى يحملها المكان لشخصياته. أما الروائي خليل الجيزاوى، فقد توقف فى بحثه «المكان فى الرواية العربية» أمام ثلاث روايات عربية رصدت ملامح المكان بوصفه المؤثر الأكبر فى حياة شخوص هذه الروايات، ومن ثم لعب المكان دورا رئيسيا فى حياة أبطاله، وهى رواية «أزمنة من غبار» لناصر عراق التى تدور أحداثها فى منطقة شبرا الخيمة المصرية، حيث المكان خانقا وطاردا لمعظم أبطاله بما يحمله من سمات الطبقة العاملة لعمال النسيج وأحلامهم الكبرى التى تحققت مع الثورة فى مصر عام 1952، ورواية «اختلاس» للكاتب السعودى هانى نقشبندى التى تقع فى مكان يمتلئ بالتناقضات، ورواية «قلاع ضامرة» للكاتب السورى عبدالرحمن حلاق التى تحدث فى مكان كابوسي متصادم مع أجواء شديدة المحاذير، فى مجتمع يُحكم بقبضة حديدية.