DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهام أحمد

الهام أحمد

الهام أحمد
أخبار متعلقة
 
سيكون من السهل عليك أن تجيب عن أي سؤال إذا ظننت أن الإجابة هي أول ما يخطر على بالك . وستخفق كثيرا لأننا نتحرك في الحياة بانفعالاتنا السريعة فتجرنا إلى معظم لحظات الفهم الخاطئ ؟ وهنا عندما يطرح عليك سؤال لابد أن تأخذ ثانية أو اثنتين لتفكر فيما يعنيه السائل فعلا . وغالبا لا يفعل الكثيرون ذلك ظنا منهم أنهم لابد في كل مرة أن يعبروا عن آرائهم وقيمهم الشخصية . وكلما انشغلت أكثر في التفكير في دائرة نفسك أثناء الإجابة ابتعدت عن التعلم أو اكتشاف هدف الشخص الآخر أو التقرب منه أو حمله على الإنصات إليك . هل سألت نفسك يوما إن كنت شخصا متحكما في الآخرين ؟ ربما بعض الطيبين الذين يملكون هذه الصفة سيجيبون بالنفي لأنهم لا يعتقدون بأن ما يقومون به يسمى سيطرة بل نوع من الرعاية والحماية لمن يحبون وتلك الفئة هي التي نتحدث عنها وليست الفئة المريضة التي بالفعل تستمتع بتعبيد الآخرين لأفكارها وقراراتها. تلك الفئة الأولى الحنونة ،المهتمة تؤمن بأنها مسؤولة عن حماية وتوفير معاناة التجربة عليهم ، (وبالمناسبة هي لا تعلم ذلك وتفعله من باب النوايا الحسنة). وقد لفت نظري في أحد المواقع الأجنبية دراسة فيها تحليل مقنع جدا للأشياء التي يقوم بها البعض وتتحول لطابع من التحكم مع الوقت كجزء من شخصية الفرد . وقد قسمت هذه الدراسة ذلك إلى قناعات وحقائق . والحقائق تحتوي على تفسير ونتيجة واقعية لتلك القناعات، خذ مثلا الآتي : - كلما استغرقت وقتا أطول في محاولة السيطرة على تصرفات وأفكار الآخرين سيطروا أكثر على حياتك ، والتفسير المنطقي لهذا يقول ان كل انسان له الحرية في قبول ورفض سيطرتك عليه ولهذا ينشأ بينكما نوع من التوتر يجعله مستفيدا أكبر من وقتك لأنك ستحاول أن تقنعه بما تريد وربما أغضبك عدم استيعابه لك . لذلك كلما تركت الأمور بطبيعتها استطعت الاحتفاظ بقدرتك الداخلية على السيطرة عليها. - تقول انك لا تسيطر على الآخرين عندما تحاول تقديم المساعدة لهم ، بينما الحقيقة هي أنك تفعل لأنك تضع نفسك مكانهم في اتخاذ القرارات واجراء الحلول بينما لا تعطيهم الفرصة لذلك. - تعتقد بأنك عندما تتذاكى لتجعل البعض يصدقون ما تعتقد أو يفعلونه فأنت لا تسيطر عليهم ، بينما أنت تستغل عدم استقرارهم النفسي الذي لا يؤهلهم لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتفرض ما تريد. - تفكر بأنك تريد أن تكون متحكما في كل شيء مهم يتعلق بحياتك لذلك تعطي لنفسك الحق بأن توجه الآخرين حسب ما تريد وإلا شعرت بفقدانك للسيطرة ، ولسوء الحظ لن تتمكن من السيطرة على الآخرين أو الأحداث ، أو المواقف ما لم تستطيع التحكم في ما يؤثر داخليا فيك، وداخليا تعني انفعالاتك ،أفكارك، تصرفاتك . - تعتقد بأنك لا تريد التحكم فيمن تحب لكن تريد أن توفر عليه الفشل أو الإحباط ، وتغضب إن لم يستمع إليك أليس هذا نوعا من التحكم؟ - تفكر بأن الناس ستلومك إن لم تتواجد في حياة القريبين منك معنويا أو ماديا بشكل دائم ، بينما ليس من المهم ما يعتقده الآخرون طالما أن من تحبهم سيتعلمون مع الوقت أن يعتمدوا على أنفسهم وسيتمكنون من اجتياز مشاكلهم بقراراتهم الخاصة التي سيتحملونها وحدهم . - تظن بأنك بمبادراتك الطيبة واهتمامك الدائم لا تتحكم بل ستعين من يهمك أمرهم بينما هم يتحكمون في وقتك وراحتك وسعادتك لاعتمادهم عليك ، لذلك تعلم أن تسدي نصيحة لا أن تفرضها . - تظن أن لديك موهبة ما كالقدرة على التنظيم ، أو التصميم أو أي قدرات أخرى ، فتقحم نفسك في منازل الآخرين لتعطي آراءك الشخصية لأنك تحبهم وتريد أن ترى ما يعجبك وترتاح إليه في منازلهم أو مكاتبهم، لكن لحظة ، ألا تظن أن لهم الحق في أن تكون لهم خياراتهم الخاصة ؟ ألن ينتابهم إحساس بعدم ثقتك ؟ - لديك اهتماماتك الخاصة في نوعية ما تقرأ مثلا ، فتحاول أن تنقل خبرة لكنك لا تنقلها كمعلومة بل كمصدر لا يمكن التشكيك به ، وعندما تقع في دائرة الجدل مع الآخرين تبتسم بسخرية لأنهم لم يصلوا لعمق ما أردت .لكن مهلا الا تعتقد بأنهم يملكون إرادة لاختيار ما يفضلون؟ - عندما تعلم بأن صديقا يمر في مشكلة ما تظن بأنك لابد أن تستخدم معه أساليبك الخاصة للخروج منها ، كالنصح أو التعنيف أو النقد لأنك تعتقد بأن ذلك هو الاسلوب المثالي فإن لم يتقبل منك ذلك شعرت بأنك فشلت ، والحقيقة أن مصدر ضيقك هو عدم قدرتك على السيطرة على مشاعره بطريقتك ، بينما لم تصرف وقتا قليلا في استخدام اسلوب يناسبه هو. - عندما تسير الأمور في غير مسارها الصحيح تظن بأنك لابد أن تقوم بتصحيح الأمور بما تفرضه مثاليتك ومعتقداتك الخاصة ، وفي النهاية غالبا ما تفقد السيطرة لأنك لا تتصرف بواقعية مع الأشخاص أو المواقف. كل تلك القناعات قد تنشأ في شخصية الفرد لسبب أو لآخر ، لذلك عليك أولا أن ترى انعكاسات سلوكك على تصرفاتك مع الآخرين لترى ان كنت هذا الشخص المحب للتحكم ، ثم حاول أن تعرف لماذا تفعل ذلك . الأهم أن عليك أن تتأكد من قدرتك على الثقة بما لديك مهما اختلف معك الآخرون. كما أن محاولاتك للظهور بالشكل المثالي ليست علامة صحية لأن التعايش مع الحياة وإظهار كل انفعالاتنا الطبيعية تجاه تفاصيلها هو الأكثر عافية . وتذكر أن تهتم بتغيير نفسك وتقلل من اهتمامك بتغيير الآخرين ، واحب كل ما فيك ولا تجتهد كثيرا لتكون مصدرا للإبهار لأنك لن تفعل سوى فرض مزيد من الضغوط الداخلية وستخسر أهم ما تملك ،سلامك مع نفسك. [email protected]