DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
القراءة البسيطة للتاريخ، تؤكد أن التصالح بين مكونات أي دولة، هو الوسيلة الوحيدة للتعايش، وعندما ينهار هذا التصالح بسبب القمع والتهجير أو حروب الإبادة الجماعية، فإن الانفصال ربما يكون الحل الأمثل، مع أن الخيار العالمي يتجه نحو الكيانات الكبيرة لا إلى مزيد من التفتت والانقسام. تجربة يوغوسلافيا السابقة، مليئة بالمواعظ، خاصة عقب انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية، البوسنة والهرسك، كانت نتاج حرب مريرة، اضطر العالم فيها إلى قبول قيام دولة ذات أغلبية مسلمة ومستقلة، والصرب الذين لم يتعودوا على قبول الخيار الديموقراطي وحق الشعوب في تقرير المصير، مارسوا أبشع أنواع التطهير العرقي الذي يندى له جبين الإنسانية، وإذا كان اليوم يتوقع أن ترى دولة جديدة النور هي كوسوفا، فإن هذا الظهور وفي هذه اللحظة تحديداً، من المفترض أن ينهي مسلسل تفكك يوغوسلافيا الذي استمر طيلة الأعوام السبعة عشر الأخيرة وبدأت شرارته باندلاع حرب انفصال سلوفينيا. والتوتر الراهن في منطقة البلقان، نتيجة طبيعية لما يمكن تسميته حرب تأجيج الشعور القومي، والذي أشعله الصرب تحديداً بعد انهيار الدولة اليوغوسلافية، حتى أصبح من الضروري أن تحرق هذه الورقة نفسها، وتترك للألبان في الإقليم حرية تقرير مصيرهم، خاصة وأن المجتمع الدولي فشل في حل الخلافات، وبات الاستقلال وضعاً نموذجياً لوقف هذا التصاعد المرير. العالم عدا روسيا وصربيا اللتين تقفان ضد الاستقلال، مع الخطوة، خاصة وأن التوافق الأمريكي الأوروبي النادر هذه المرة، سيتجاوز عقبة التهديد الروسي أو الصربي، فالصرب لن يفعلوا أكثر ما فعلوه منذ العام 1992 وجرائم الإبادة ضد مسلمي الإقليم، والألبان لن يغفروا أبداً الجرائم التي ارتكبت ضدهم وجعلت التصالح ضرباً من المستحيل، حتى أوروبا التي تدخلت بواسطة حلف الأطلسي عام 1999 لوقف الجرائم، لم تنس للصرب هذا التحدي، فكانت عملية كسر شوكتهم مطلباً أمريكياً وأوروبياً مختلف تماماً عن شعارات الحرية وتقرير المصير وغيرها. كوسوفا التي تولد اليوم بعد ثماني سنوات من الإشراف الأممي بانتظار تسوية فشلت، هي النتاج الطبيعي لسقوط الغلو القومي والتطرف العرقي، وثمرة لفقدان التصالح الاجتماعي، وهذا هو الدرس الذي علينا أن نتعلمه جيداً، لعل بعضنا يعتبر.